القاهرة 12 سبتمبر 2019 الساعة 03:54 ص
سليمان محمد تهراست ـ المغرب
(لَا وَقتَ لِلصلَاةِ بعدَ الآن
يَا أبَتي)
فكُلّ الأُمْسِيةِ حَرب
هَلوَسَات ثَقِيلَةٌ
ذِكرَيَات تَرشُق جِدَارَ الذّاكِرهْ
يَا أبَتي
يُؤلمنِي جَسدِي
ذَات لحْظَة أُحسُ أَنّنِي لَستُ أنَا
وأنّ طَائرَ السّماءِ يَجثُم عَلى صَدرِي
فاتهَجَى الألَمْ
يُثقلُني هَذا الوَحْش اللَامْرئِي، المُتمَرد، العَصيّ
يُعكِر مِزَاج الوقْت فِي حَدّاقَتي
يُفْقدُ وَعي اللحَظاتْ
بَل ذَاكِرتهَا
إنّه يَشدُ تَاء المَوت نَحوِي
يَا أبَتي
لَا تَكذِب مُجَددًا فلنْ أنجُو
مِن عذَاب الفُصولْ
من فصولِ الرّحِيلْ
ومِن اسْمِي
ومنْ جَواسِيسِ الليلْ
أخبرني للمرة الأخيرة:
هلْ أُفلِحُ إذَا بصقتُ عَلى كلّ هذَا الجنُونْ؟
(لَا وَقتَ للصلَاةِ بعدَ الآن
يَا أبَتي)
فالكَونُ غُرفَة صَغيرَهْ
والسّمَاءُ أرِيكَة قَديمَهْ
كلّ مَا أرَاهُ حَولي لا أعْرِفُهْ
وَجهِي البَالِي
فِنجَانُ قَهوَتي
وحتّى كُتبِي المُغبَرة بِأنِينِ الموتَى
أصوَاتُهم المُزعِجة تَملَأُ الفراغ
الرّهيبَ في رُوحي
يَا أبتي كيفَ أهرُب مِن شَخيرِهم،
مِن نظَراتِهم الجَائعهْ؟
أنا لا أحبهُم
لأنهُم لا يُقيمُونَ الولَائم ولَا
يَحتفِلونَ بأعيادِ الميلَادْ
أغْبطُهم كَثيرًا فَهُم لا يمَارسُون السياسَهْ
(لَا وَقتَ للصلَاةِ بعدَ الآن
يَا أبَتي)
فَوَحدَهَا الكَأس المُحرمَة تَجعَلنِي
أخيطُ حلُمًا كَثيرَ الرّقَع
وأعْرِفُ (حَقيقَةَ الرّعبِ الّذي يَنفُخ
سَراوِيلَ الشّعَراءْ)
وَحدَهَا مَن تُخْفِيني عَن العَالم المَريضْ
وعَنْ ظِل امرأةٍ يسكُن الجِدارْ
أَنَا للبَيع
أَنَا للبَيعْ
فَهل مِن مُشتَرٍ؟