القاهرة 05 فبراير 2019 الساعة 11:27 ص
قصة : حاتم عبد الهادى السيد
ضحكت كثيراً حينما وصفنى أحدهم بحامى المطاريد، صديقك بالأمس يبدو عدو اليوم، وأنا أتعجب من تلك المقولة التى أطلقها, فانفجر بركان الضحك بداخلى، فأنت إن تختلف مع رأى أحد تجابه بعاصفة من الاحتجاج والثورة، وتبدو الأفكار فى نظره مجرد أما أن تكون مع أو ضد، ولا جدوى لانتصار الأفكار .
تذكرت المسيح – عليه السلام – وهو ينادى بالمحبة، وكنت ألهج بأحاديث لنبينا المصطفى عن ضرورة كتم الغيظ والتسامح والمحبة، لكن يبدو أن الأفكار عندنا تحتاج إلى ثورة جديدة بعد ثورتين, حين أنظر لمفهوم الوعى والتنوير تجتاحنى رغبة فى البكاء ، لكن علينا أن نبتسم فى النهاية .
اجتمع أصدقاء الحكايات على وليمة صغيرة، وتباروا فى نهش لحم الغزالة التى كانت تضحك، بينما كان لحمها يتعرى أمام سهوب الصحراء الممتدة, تراءت لى فى الأفق أسراب خراف ترعى، وصوت مزمار يأخذ بألباب السامعين على أنغام عزف الصحراء الحنون .
يالها من مفارقات محزنة ، أن تجتمع لترى النور ظلاماً، والحقيقة تهرب كما عواء الريح .
سرت فى هدوء وأنا أتعجب مما يدور حولى عن الحب والمدينة الفاضلة . لأى شيئ سوف تنتسب سوى الوطن الجميل، والمحبة لتراب مقدس ممتد !!
عند شاطىء الموسيقى أجوح ويعترينى قلق على الحياة . الكون يصدح بالعصافير، وصوت المآذن يخترق الأفق، بينما الكلمات لا تزل تطن فى أذنى : أنت تحتوى المطاريد ... فأى مطاريد يتحدث عنهم، وأنا الذى ينادى بالحقيقة المشتهاة . ربما أنثى تصطفيك فتفتح لك أسرارها ، لتظل تحكى عن حكايات الشاطر حسن والأميرة الناعمة، وتضحك كثيراً حين تحمل سيفك الخشبى لتنظم المرور فى أنحاء البلدة ، فتوسم بالمجانين، وأقول : مرحبا بالجنون، ولا مرحباً بالمطاريد فى رأسك أنت فقط أيها الصديق، أو الذى ظننى عدوه ذات يوم .
سأظل أترقب المحبة ، وأنظر إليك بعين ملؤها الحزن وأردد مع الريح : ألا مرحبا بالنور، ولا للأشباح، وأهلاً بالحب من جديد .