القاهرة 13 يناير 2019 الساعة 10:44 م
كتبت: إنجي عبد المنعم
*دومة: نحن لا نعرف التاريخ بدقة
*الرضواني: الثورة التونسية كانت "بلا نص"
*مفتاحي: "قمر 14"تمارس التطهير عبر المساءلة
أقيم صباح اليوم الأحد الموافق 13 يناير مؤتمرا صحفيا لصناع عرض "قمر 14"، بقاعة المؤتمرات بفندق جراند حياة، وذلك ضمن فعاليات مهرجان المسرح العربي.
وحضر المؤتمر بوكثير دومة مؤلف العرض، والمخرجة دليلة مفتاحي، وطاهر الرضواني أحد أبطال العرض.
قال بوكثير دومة مؤلف العرض التونسي "قمر 14" أنه يعمل دائما على التراث، وهو ما قام به في هذا النص حيث استدعى من التراث والتاريخ التونسي ثلاث شخصيات مثلت الثورة في عدد من الفترات، وهي متصوفة تونسية في القرن الثالث عشر، ثم خير الدين باشا وهو ثائر إصلاحي تشريعي وإداري في القرن التاسع عشر، ثم منصور وهو ثائر صعلوك من الجنوب قام بما يشبه ثورات الصعاليك، وهذه الشخصيات يلتقي بها أحد الشباب المعاصريين في أرشيف إحدى الوزارات السيادية حيث يعمل، وقد خرجت له هذه الشخصيات من الأوراق المكدسة في الأرشيف الذي يقع في أحد الدهاليز بهذه الوزارة أثناء "الثورة" التونسية.
وشدد دومة على أن التراث مهم جدا، وأن النص الذي يكتب دون الاستناد إلى التراث يكون نصا أعزل، مضيفا: "نحن لا نعرف التاريخ بدقة، وعلينا حين التعرض له أن نقرأه بدقة وأن نمحصه ولكن ليس من أجله إنما من أجل أن نبني عليه".
وأضاف دومة قائلا: "من خلال هذه المقابلة التي تتم بين الشباب المعاصر وبين تلك الشخصيات المستدعاة من التاريخ التونسي نقوم بمساءلة الثورة التونسية ولماذا يتم إجهاضها باستمرار.
ومن جانبها أعربت دليلة مفتاحي، مخرجة العرض عن سعادتها لوجودها في مصر، مشيرة إلى أنها التقت بالجمهور المصري من قبل أكثر من مرة.
وعن العرض قالت مفتاحي: عذبت الكاتب عذابا شديدا، جعلته يكتب النص ثلاث مرات، وأضافت أن العرض يرصد 800 عاما من الخيبات التي تعقب الثورات التونسية والتي يتم إجهاضها باستمرار منذ ذلك التاريخ، وأشارت المخرجة إلى أن العمل يمثل لها تطهيرا عبر المساءلة، مساءلة الشخصيات ومساءلة التاريخ بعد سلخه.
وعن سينوغرافيا العرض أشارت دليلة مفتاحي إلى أنها صممتها على شكل الدهليز متعدد الأنفاق، ومن خلاله يتم اللقاء بين الشاب المعاصر والشخصيات التاريخية المختلفة.
وأشارت إلى أن النهاية ستكون مفتوحة، حيث يحاول الشاب الخروج من تلك الأنفاق المتعددة ولا نعرف إن كان سينجح أم لا ؟.
أما الفنان طاهر الرضواني، أحد أبطال العرض قال إنه قطع مسيرة طويلة من العمل والتعلم في المسرح، وأنه بذل كل ما تعلمه وكل ما مر به من تجارب وما حصله من خبرات جسدية ووجدانية على الكثير من خشبات المسارح.
وأضاف أنه خاض تجارب متعددة مع الكثير من المخرجين بمدارسهم المختلفة والتي تصل كثيرا إلى حد التنافر.
وأعرب الرضواني عن سعادته بوجوده كممثل في المهرجان، مؤكدا على أن وجود مثل هذا المهرجان لابد أن يحفز كل الدولة العربية لتقديم اقتراحات جمالية تكون على قدر المنافسة والمشاركة في المهرجان.
وتطرق في حديثه حول دوره في العرض قائلا: "ألعب دور منصور الثائر الذي لا يؤمن إلا بالبندقية، في مقابل شخصيات أخرى مثلت أنواعا أخرى من الثورة منها الثورة الإدارية الإصلاحية، والثورة الدينية أو الصوفية بالأحرى.
مشيرا إلى أن العرض حاول طرح العديد من الأسئلة من خلال الثورات المجهضة التي أشار إليها ومنها: من أنا؟ ماذا فعلت؟ أين أنا من شخصية الثائر الحقيقي؟ ولماذ تجهض الثورات؟ وكيف تنجح؟
وختم الرضواني بأن الثورة التونسية بين قوسين كانت دون نص.
وأكد المتحدثون الثلاثة إلى أنهم يضعون دائما وأبدا كلمة " الثورة" بين قوسين، نظرا لعدم تحققها ونجاحها في الواقع.
يذكر أن فعاليات مهرجان المسرح العربي ستستمر حتى السادس عشر من الشهر الجاري.