القاهرة 08 يناير 2019 الساعة 10:3 ص
كتب: طارق الصغير
مولود بالفجالة بالقاهرة واسمه الحقيقي هو بشارة يواقيم ..
فنان له أكثر من 100 فيلم خلال مشواره الفني، حيث ولد في 5 مارس 1890 في القاهرة لأسرة ثرية ذات أصول لبنانية، ورحل عن عالمنا 19 نوفمبر 1949
في مدرسة “الفرير” الفرنسية بالخرنفش درس بشارة واكيم، وتعلم اللغة الفرنسية، وفي عام 1917 تخرج من مدرسة الحقوق، ورغم أنه كان محاميا فإن حبه للفن جعله يلتحق بفرقة عبد الرحمن رشدي، وبعدها فرقة جورج أبيض ثم فرقة رمسيس وكوّن بعدها فرقته الخاصة مع المخرج محمد بيومي.
“من يُريد أن يتثقف في اللغة العربية يجب أن يحفظ القرآن الكريم ويفهم معاني آياته”، هذا ما كان يقتنع به دائما بشارة واكيم، الذي حفظ القرآن الكريم ليتعلم اللغة العربية على الرغم من أنه مسيحي، كما ترجم العديد من الروايات الأدبية الفرنسية إلى العربية. أيضا طالع كُتب التفسير واقتنى الكثير منها فى مكتبة منزله, و هو ماجعل والدته تغضب عليه و تتبرأ منه و تطرده من المنزل لمدة شهر و لم تصفح عنه إلا بعد مُحاولات عديدة من الجيران الذى لجأ إليهم واكيم لكى يقنعوها بوجهة نظره التى لاعلاقة بها على الإطلاق بصُلبِ عقيدته!
لم تكن حياة بشارة سهلة كغيره من الفنانين في ذلك الوقت، حيث كان ينظر إلى مهنة التمثيل باعتبارها مهنة حقيرة، وهو ما جعل عائلته تنبذه بسبب تركه للمحاماة وعمله كمشخصاتي، وعندما انضم بشارة إلى فرقة جورج أبيض اضطرته أحد مشاهد التمثيل إلى حلق شاربه، وطرده أخيه الأكبر من المنزل لأنه رأى أن “بشارة” تخلى عن رمز الرجولة ليعمل مشخصاتي، فاضطر للمبيت فى أروقة المسرح.
لم تؤثر تلك المهنة على حياة بشارة العائلية فقط، ولكنه عندما كان طالبا بالكلية خطب إحدى الفتيات، ولكن والدها فسخ الخطبة بعد عمله في الفن وزوجها من رجل آخر، كما فشل بشارة في الحب مرة أخرى عندما عرض الزواج على الفنانة الكوميدية ماري منيب ولكنها رفضت لأنها كانت تحب شخصا آخر هو فوزي منيب وتزوجا، وأضرب بشارة عن الزواج تماما. وفى الحقيقة لم يكن رفض مارى الزواج من واكيم هو السبب فى كونه عاش أعزباً حتى وفاته وإنما والدته كانت السبب الرئيسى فى ذلك حيث كانت دائماً تدعى عليه و تقول (حسب ما ذكره واكيم فى إحدى الصُحف الفنية) “روح إلهى يبتليك بجوازة تهد حيلك ” و لذلك كان يرى فى الزواج بلوة كبيرة أو نكبة يبتلى الله بها المرء لكى يودّع معه أيام الهدوء و الصفاء و راحة البال و يدخل فى دور العككنة و الدوشة و قلبة المزاج و وجع الدماغ و خصوصاً إذا كانت الزوجة التى ستكون من نصيبه مصرية ! -على حد قول واكيم-
وأضاف: "إني أقول الحق، والأرزاق على الله، واللي يزعل يزعل، الجواز في نظري أكبر مقلب، ومن بلاويه البسيطة، ما سأشرحه هنا، مع اعتذاري لحضرات المتزوجين الذين وفّقوا في زواجهم.. والتوفيق من الله طبعًا، ولكن من يضمن هذا التوفيق؟ الأولى: يشبه المتزوج، محكومًا عليه بالسجن المؤبد يطيع الأوامر، فإذا مشى في الطريق، سار مؤدبًا زي الألف، زنهار، لا يجوز أن يتلفت يمينًا أو يسارًا لئلا يعاكس أحدًا، أو يعاكسه أحد، وعليه أن يأوي إلى منزله بعد الغروب وإلا طبقت على دماغ حضرته جميع اللوائح العسكرية والجنائية والشرعية والمنزلية".
وعن رأيه في الزوجة، قال بشارة واكيم: "الزوجة ممثلة بارعة، لأنها تقوم بدور (الجنابو) الذي لا تخفى عليه خافية من شئون زوجها، ودور مصلحة الضرائب فتجرد زوجها من أرباحه، ودور الطبيب فتنصحه بمقاطعة الترام ومزاولة رياضة السير على الأقدام، ودور (مشيخة الطريقة الصوفية) فتحرمه من التفكير في الفلوس، وبالتالي في تلويث جيوبه بالمال.
وصل رصيده الفنى إلى أكثر من 100 فيلم كان أشهرها لعبة الست, و طلاق سعاد هانم, وقلبى دليلى, و برسوم يبحث عن وظيفة (أول فيلم مصري صامت), و تحت سماء مصر, ابن الشعب, الدفاع و فتاة مُتمردة, عريس من إسطنبول, أول الشهر, البيه المُزيف, وحيدة, وأحب الغلط , ليلة الفرح , الباشمقاول , مجد و دموع , العريس الخامس , رصاصة فى القلب , طاقية الإخفا , البؤساء , قلوب دامية , كدب فى كدب , غرام بدوية , شُهداء الغرام , الأبرياء , إبن الشرق , المُنتقم , أنا ستوتة , القلب فى أجازة , عنبر , سكة السلامة , و غرام وإنتقام , ابن البلد , ليلى بنت الفقراء , لو كُنت غنى , و حلم ليلة.. وكان هو آخر أفلامه.
جمع بشارة وكيم مع الفنان الشهير نجيب الريحاني عددا من الأعمال، وجسدا ثنائيا رائعا، وأثناء قيامه بتمثيل مسرحية “الدنيا لما تضحك” مع الريحاني تعرض بشارة لوعكة صحية وارتفع ضغط دمه وأصيب بالشلل، ولكنه أصر على العمل قائلا للطبيب: “إذا تركتموني أذهب إلى المسرح يومياً للفرجة فسوف تتقدم صحتي”، وبالفعل كان يذهب للمسرح ساعة يوميا وتحسنت حالته. وبينما كان يقرأ سيناريو مسرحية جديدة لفظ بشارة واكيم أنفاسه الأخيرة وعلى صدره نص المسرحية في 30 نوفمبر عام 1949 عن عمر يناهز 65 عاما، وتوفي بمنزل شقيقته التي كان يعيش معها ويربي أبناءها بعد وفاة زوجها، وترك أملاكه لأبناءها.