القاهرة 04 ديسمبر 2018 الساعة 12:04 م
ترجمة وإعداد: محمد زين العابدين
*قلة النوم يمكن أن تؤدي إلى تلف خلايا المخ.
*الأفيال لا تنام أكثر من 4 ساعات في اليوم وهى واقفة أو مستلقية!
*إذا تم إزعاج الفيلة من الممكن أن تبقى لمدة يومين بدون نوم!
لماذا ننام؟ هو سؤال يمثل غموضاً دائماً بالنسبة للعلم الحديث، والنوم هو من بين الضرورات البيولوجية الأساسية للوجود، مثله مثل الأكل والتكاثر، وبالرغم من أن النوم يعوق هذه الأنشطة الأخرى، فإن كل الحيوانات تنام, بعض المخلوقات مثل الحيتان والدلافين والفقمات وبعض الطيور تنام بشكل غير عادي تماماً، بنصف المخ فقط، وبعضها ينام كثيراً، والبعض الآخر ينام
وفي حين توجد عدة فرضيات بالنسبة لوظيفة النوم بالنسبة لجسم الإنسان، إلا أن الغرض النهائي للنوم لم يتم اكتشافه بعد، هكذا يقول البروفيسور بول مانجر من جامعة "ويتس" الأميركية، ويمكن أن تؤدي قلة النوم -حتى على مدى فترة قصيرة-إلى تلف المخ، بل والموت في نهاية المطاف، والدليل على ذلك يتضح من واقع الحالات التي تصيب الإنسان مثل الأرق القاتل، والأرق المتقطع.
وتميل الحيوانات الأكثر ضخامة إلى النوم أقل من الحيوانات الأصغر، لكن الباحثين يتساءلون عما إذا كان هذا يسري على الأفيال، فالدراسات السلوكية عن كيفية نوم الأفيال في حديقة الحيوان تظهر أن هذه الأفيال تنام حوالي أربع ساعات في اليوم، وأنها تستطيع النوم وهى واقفة أو مستلقية، ولكن كيف تنام الأفيال في بيئتها الطبيعية؟
قام بدراسة الموضوع مجموعة باحثين من جامعات "ويتس"و"كاليفورنيا" و"لوس أنجلوس" بالإضافة لزملاء لهم بمنظمة "أفيال بلا حدود"، حيث قاموا بدراسة أنماط نوم الأفيال بحديقة "تشوبي" الوطنية في بوتسوانا، حيث تم تزويد اثنين من الفيلة الأميركية بمسجل لبيانات نشاطها مزروع بجسم كلاً منهما، وهذا الجهاز المزروع بجسم الفيلة أظهر متى تستخدم الفيلة خراطيمها عندما تتجول، كما تم استخدام جهاز تحديد الموقع (GPS) وجهاز جيروسكوب يطوق أعناق الفيلة، حيث أظهرت هذه الأجهزة متى وأين تستلقي الأفيال للنوم.
وما أظهرته الدراسة هو أن هذه الأفيال كانت تنام ساعتين فقط في اليوم في المتوسط، ومعظم نومها يكون في الساعات الأولى من الصباح قبيل الفجر، واتضح وجود علاقة بين موعد شعور الفيلة بالرغبة في النوم أو الإستيقاظ، وبين الحرارة (وليس ضوء الشمس) والرطوبة، وهذا الاكتشاف هو الأول الذي يشير إلى أن اليقظة والنوم في الحيوانات البرية يبدو أنهما لا يرتبطان بسطوع الشمس أو غروبها، بل يرتبطان بعوامل بيئية أخرى تكون مؤثرة بدرجة أكبر في توقيت النوم.
وبالرغم من أنه يمكن للفيلة البرية أن تنام واقفة أو مستلقية إلا أن هاتان الفيلتان موضع هذه الدراسة لا تنامان إلا في وضع الاستلقاء كل ثلاثة أو أربعة أيام ولمدة ساعة تقريباً، ويبدو أن هاتان الفيلتان تستطيعان الاستمتاع بالنوم العميق والأحلام عندما تكونان في وضع الاستلقاء فقط، مما يعني أن الفيلة من المحتمل أنها لا تحلم يومياً مثل البشر، ولكن ربما تحلم فقط كل بضعة أيام.
وعندما يتم إزعاجها من الممكن أن تبقى هذه الفيلة دون نوم لمدة يومين كاملين، وربما تمشي لمسافة 30 كم بعد إزعاجها، وهو ما يشير إلى أنها تقطع هذه المسافة عند شعورها بالتهديد، ويكون ذلك على حساب احتياجها للراحة من خلال النوم.
وبصفة عامة يساعد فهم كيفية نوم الحيوانات المختلفة على التعمق في فهم الحيوانات نفسها بشكل أفضل، واكتشاف معلومات جديدة يمكن أن تدعم استراتيجيات إدارة وصيانة المحميات الحيوانية وحدائق الحيوان، كما أن معرفة كيفية نوم الحيوانات المختلفة ولماذا تنام بأسلوبها الخاص في النوم يمكن أن يساعدنا في معرفة أسرار نومنا نحن البشر، وكيف يمكننا الحصول على قسط جيد من الراحة في المساء.
*المصدر: مجلة (( very interesting الإنجليزية - عدد سبتمبر/أكتوبر 2017 .