القاهرة 11 نوفمبر 2018 الساعة 11:28 م
كتب: محمد علي
"إلى أبنائنا.. في قديم الزمان كان هناك أرض عاصمتها بلجراد" ..
يصاحب ظهور هذه الجملة على الشاشة شخصية "بلاكي" و "ماركو" وهما يرقصان سكرًا على أنغام الفرقة الموسيقية التي تصاحبهم السير في مشهد كوميدي يملأه العبث حتى يصلان لمنزليهما؛ لتبدأ أحداث الفيلم سريعًا بمشاهد أكثر كوميدية أقرب للسوداوية في قصف بلجراد وهروب أهلها وحيواناتهم الأليفة وغيرها.
ومع انتهاء القصف يقودهم كل من ماركوا وبلاكي إلى قبو مهجور وقديم بالمدينة للتخفي عن أعين النازيي،. وتبدأ ذروة الأحداث بإصابة بلاكي وتركه بالقبو وقيام ماركو بتقديم الإمدادات لهم.
تدور كل أحداث الفيلم فيما بين الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة، واستخدم القائد ماركو أهل المدينة اللذين قد تركهم داخل القبو دون إعلامهم بنهاية الحرب، واستغلالهم لصنع الأسلحة وبيعها لحسابه الشخصي؛ حتى يصبح الرجل الاول في بلغراد.
وتظهر شخصية ماركو على عكس طبائع الديكتاتورية فهو لا يقوم بأحداث قتل جماعية واعتقالات للمعارضين، لكنه يقوم بنفيهم داخل القبو كما يشيع مقتل رفيقه بلاكي، الذي يفلح في الجزء الأخير من الفيلم في الهروب مع ابنه الذي ولد داخل القبو، حتى يفاجئ بالتغيرات التي طرأت على المدينة؛ فتبدأ سلسلة جديدة من مشاهد الكوميديا السوداء، بداية من تلعثم ابنه وعدم قدرته على التفريق بين القمر والشمس، مرورًا بعمليات القتل العشوائية التي يقوم بها بلاكي بعد غرق ابنه والتي تؤدي إلى نشوب حرب أهلية.
وتكمن أهمية الفيلم في رؤيته لما حدث خلال هذه الفترة داخل يوغوسلافيا، وذلك من خلال تقديم مزيج سينمائي بين العبث والإسقاط الواقعي من خلال الكوميديا السوداء داخل قالب تاريخي حربي؛ نجح في تحقيقه المخرج أمير كوستوريتسا.
وجدير بالذكر أن عروض البانوراما تستمر حتى يوم 17 نوفمبر الجاري.