القاهرة 15 اكتوبر 2018 الساعة 01:56 ص
شريف أشرف
"ربيع كتماندو الأزرق..أنطولوجيا القصة الإيرانية الحديثة" كتاب جديد صدر عن منشورات الربيع ترجمة أحمد موسى ، وهو كتاب يضم عدد من النصوص القصصية لأعلام كتاب القصة الإيرانية المعاصرين بمختلف اتجاهاتهم ومدارسهم الأدبية. وهذا الكتاب يمثل إضافة حقيقية للمكتبة العربية التي تعاني من نقص شديد في ترجمات المدونة السردية الإيرانية ويضم الكتاب مجموعة نصوص لعديد من الكتاب، حيث نقرأ لصادق هدايت قصة" داود الأحدب" وجلال آل أحمد قصة" تزاور العيد"، وبهرام صادقي له قصة"مع كامل الأسف" والقاص غلا محسن ساعدي قصة" المفتش" والكاتب جمال مدير صادقي قصة " طق طق" ، والكاتب أحمد محمود قصة" مدينتنا الصغيرة" والكاتب إسماعيل فصيح قصة" عقد قران" والكاتب علي أشرف درويشيان قصة"الحمّام" والكاتب كلي ترقي" سيدة روحي الكبيرة" والكاتب شهرنوش بارسي بور "ربيع كتماندو الأزرق" التي وهبت الأنطولوجيا اسمها، والكاتب منير رواني بور قصة "كنيزو" والكاتب زويا برزاد قصة" بقعة" والكاتب عباس معروفي قصة" حفل السآمة".
لا نستطيع أن نقول أن هذه النصوص تعبر عن الأدب الإيراني، لكنها على الأقل تقدم للقارئ العربي رؤية بانورامية عن تاريخ القصة الحديثة في ايران، ففي سنة 1921 صدرت مجموعة قصصية للأديب جمال زاده بعنوان «كان يا ماكان» تميزت بمنهج منطقي دقيق ورؤية نقدية و أسلوب بديع وحبكة جديدة. كانت هذه المجموعة أهم موروث تركه جمال زاده للأجيال اللاحقة، حيث أسست البنية التحتية للقصة الايرانية القصيرة ورسمت لها خارطة الطريق الذي انتهجته.
اما صادق هدايت فقد صور في بعض قصصه شطراً من طموحات جيله بشكل رمزي ورسمت روايته «البومة العمياء» 1936 بريشة سريالية غير مألوفة ظروف الطبقة المخملية في عصر رضا شاه بهلوي.
جاء بعد جمال زادة وهدايت كوكبة من الكُتَّاب القصصيين امتاز كلّ منهم بأسلوبه المتفرد وسماته الخاصة. جلال آل أحمد أحد الكبار الذين جعلوا الأدب رسالة ومسؤولية، وتميّز عن سابقيه برؤاه الاجتماعية والتزامه الكبير وأفقه المتنور، وكل هذه الخصال انعكست في أعماله بوضوح. من أشهر أعماله القصصية مجموعة "ديد وباز ديد" (التزاور) التي اخترت منها قصة "تزاور العيد" وضمَّنتها هذه الأضمومة. بهرام صادقي هو الآخر يُصنَّف ضمن الكبار رغم قلة آثاره. امتاز صادقي بالبحث في عمق الطبقات الذهنية لمجايليه. أثراه المشهوران هما تواليًا رواية "ملكوت" التي ترجمتها إلى العربية تحت عنوان "جن إيراني" وصدرت عن منشورات الربيع عام 2018م، ومجموعة قصصه "الخندق والأكواز الفارغة"، وانتقيت منها قصة "مع كامل الأسف" الموجودة بين قصص هذه المختارات.
?
وشهد فنّ الكتابة القصصية في ايران، خلال وبعيد الحرب العالمية الثانية، تياراتٍ ومناحي متنوعة، فتواصلت كتابة الروايات المسلسلة في المجلات، وكانت المضامين الرئيسة اجتماعية وتاريخية قبل كل شيء، وقد تتشكل أحياناً بأساليب تنم عن درجة شديدة من الفجاجة وعدم التمرس. وتداولت الساحة الأدبية أسماء كُتّاب جدد افتقر معظمهم للموهبة الحقيقية والإبداع الرصين رغم الكم الكبير الذي أنتجوه من القصص القصيرة والروايات والمقطوعات الأدبية التي سادها المناخ العاطفي والرومانسي في معظم الأحيان، مضافاً إلى إستلهام سطحي للأحداث الاجتماعية، وتشكيل فضاءات ذهنية غير ملموسة وغير موثقة.
كانت الستينيات عقد تطورات سياسية واجتماعية واضحة و مؤثرة في ايران، وقد شهدت خلالها ظواهر جديدة في مضمار الكتابة القصصية أيضا، فازدادت أعداد المجلات والمطبوعات الأدبية، التي أولت إهتماماً خاصاً بفن القصة، ونقلت أعمال كثير من الكتاب الغربيين الي الفارسية ونشرتها.
الجدير بالذكر أن المترجم أحمد موسى يعمل حاليًا أستاذًا للغة الفارسية وآدابها والأدب المقارن في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة / المغرب.
? حاصل على الماجستير والدكتوراه في فرع اللغة الفارسية وآدابها من جامعة طهران بإيران.
? ترجم العديد من البحوث والكتب والدراسات من الفارسية إلى العربية، منها ترجمة كتاب "تاريخ مختصر زبان فارسى" [ملخص تاريخ اللغة الفارسية] 2006م.
? ترجم إلى العربية الرواية الفارسية چشمهايش [عيناها] للروائي الإيراني المعاصر بزرگ علوي. ونشرت الترجمة في سلسلة "إبداعات عالمية" بالكويت تحت عدد 402، أغسطس 2014م.
? ترجم إلى العربية المجموعة القصصية "آبشوران" للقاص والروائي الإيراني المعاصر علي أشرف درويشيان، وصدرت الترجمة عن روافد للنشر والتوزيع بالقاهرة سنة 2016م.
? ترجم إلى العربية الرواية الفارسية "سيمفوني مردگان" [سيمفونية الموتى] للروائي الإيراني المعاصر عباس معروفي، وصدرت الترجمة عن منشورات المتوسط بميلانو سنة 2018م.
? ترجم إلى العربية الرواية الفارسية "ملكوت" [جن إيراني] للروائي الإيراني الرائد بهرام صادقي، وصدرت الترجمة عن منشورات الربيع بالقاهرة سنة 2018م.
? أصدر كتاب "الدروس الأساسية في اللغة الفارسية" عن دار باب الحكمة للنشر بتطوان / المغرب في العام 2016م.