القاهرة 02 اكتوبر 2018 الساعة 11:10 ص
شعر : حمدي جابر
-1-
تَبْكِي الشِّفَاهُ الشِّعْرَ
تَنْبُضُ حَسْرَةً
فَسَبِيْلُ مُرٍّ فِي الضُّلُوعِ تَفَجَّرَا
لا رِيْقَ مِنْ أُفْقِ الحَنَايَا مُقْبِلٌ
والعَائِلانِ تَيَبُّسٌ
والمَأْمَنَانِ تَوَجُّسٌ
وَالشِّعْبُ تِلْوَ الشِّعْبِ
تِلوَ تَعَطُّشٍ وَرِضَاعَةٍ
مِنْ ثَدْيِ أُمٍّ باليَبَاسِ تَعَصَّرَا ....
تَبْكِي الشِّفَاهُ الشِّعْرَ
تَنْبُضُ كَسْرَةً
وَسُطُورُ عَارٍ فِي التُّرَاثِ تَكَاثَرَتْ
فَبَقَاءُ عَيْشٍ فِي الحَرَامِ مُحَلَّلٌ
وَزَعِيْمُ أَمْسٍ مِنْ عُلَاهُ تَحَدَّرَا .....
الكَوْكَبُ النُّورِيُّ خَلْفَ ظَلامِنَا
مُتَذَمِّرٌ ...
عَانَى الشُّعُوبَ الوَهْمَ فِي أَزْمَانِهِ
عَانَى الحَدِيْثَ الزُّورَ فِي قُرآنِهِ
عَانَى البِلادَ البُؤسَ حِيْنَ تَكَوَّرَا ....
يَا عَيْشَنَا
مَنْ خَصَّنَا ... إذْ خَصَّنَا ؟!!
فَجِنَانُنَا لَهَبٌ ... وَقِطرٌ مُشْعَلٌ
وَهُنَا خَلِيلٌ رَاحَ يَقتُلُ خِلَّهُ
وَهُنَا ذَلِيلٌ رَاحَ يَحمدُ ذُلَّهُ
وَهُنَا هَوَتْ مِن أُفقِنَا النَّجمَاتٌ
وَرَاحَ يَمضُغُهَا الثَّرَى
يَا أَرْضَنَا
خَانَ السَّحَابُ عُهُودَهُ
كَشِتَائِنَا
فِي صَهْرِ شَعْبٍ بِالجَلِيْدِ مُمَدَّدٌ ...
يَجرِي عَلَى حَدِّ الحَرِيقِ
فَرَاحَ يُحرَقُ مَن جَرَى
فَإلامَ فِي لُعَبِ النُّفُوذِ مَصَائِرٌ
أَمْسَتْ تُنَقِّبُ عَنْ وَرَى ؟!!
وَإِلَامَ أَوْرَاقُ القِمَارِ عَشَائِرٌ
والنَرْدُ " قَبْضٌ " للقُلُوبِ تَنَمَّرَا ؟!!
وَإِلامَ مَقْدُورُ الخَلائِقِ عُصْبَةٌ
إِنْ شَبَّ عُشْبٌ .. حَاصَرَتْهُ فَأَقْفَرَا ؟!....
تَتَلاطَمُ الأَقْدَارُ قِبْلَةَ لَعْنَةٍ
تَتَبَدَّلُ الأَدْوَارُ نُصْرَةَ مِهْنَةٍ
تَتَصَارَعُ الآيَاتُ مَوقِدَ فِتْنَةٍ
وَمَثَابَةُ الوَعْدِ المُنَزَّهِ مَصْرَعٌ
وَمَهَابَةُ القَلَمِ المُؤَجَّرِ تُمْتَرَى
يَا ذِي العُرَى
نكتال أَيَّامَ الخَسَارَةِ حَظَّنَا
فَإِلَى مَتَى
نَدْرِيْهِ عَالَمُنَا العَجِيْبُ كَزَورَقٍ
إِنْ رَاحَ يُبْحِرُ فِي السَّلامِ تَكَسَّرَا ؟!!
-2-
تَاجُ الحَضَارَةِ بالمَعَاوِلِ قَدْ هَوَى
واسْتَفْحَلَ الطَّاغُوتُ
فِي صَمْتِ الضِّعَافِ
وَبَاعَ فِيْهِمْ واشْتَرَى
فِيْ شَرِّ فَاجِعَةٍ قُلُوبٌ حُجِّرَتْ
ذِكْرَى عُيُونٍ حُوِّرَتْ
تَحْمِيْ عُقُولًا خُدِّرَتْ
تَبْنِيْ الضَّلالَةَ أَزْهَرَا...
مِنْ صَرْحِ بَلْقِيْسٍ
وَمَقْدِسِ نَيْنَوَى
مِنْ وَجْهِ رَمْسِيْسٍ
وَهَالَةِ مَا انزَوَى
قَدْ قَطَّفُوا عُنْقُودَنَا المَغْزُولَ
حَولَ عَبَاءَةٍ
مَا حَازَهَا الفَظُّ الغَلِيْظُ وَقَدَّرَا
لِيُؤَنِّقَ الصَّنَمَ المُحَطَّمَ صَمْتُهُ
وَاللِّحْيَةُ الحُبْلَى وَلُودُ جَرَائِمٍ
إِذْ أَدْلَفَ الصَّنَمُ المُسَيَّرُ وانْبَرَى
فَالمُؤْمِنُونَ
الخَاشِعُونَ
الزَّاهِدُونَ
العَابِدُونَ
المُهْتَدُونَ
عِصَابَةٌ
قَدْ أَسْقَطَتْ شَمْسَ
النُّبُوَّةِ والأُخُوَّةِ
وارْتَشَى شَرَفُ الثَّرَى
مَنْ يَذْبَحُونَ حَمَائِمًا
بِسَلامِهِمْ
وَيُبَاغِتُونَ مَعَالِمًا
بِنِصَالِهِمْ
وَيُخَرِّبُونَ .. وَيَحْرِقُونَ
وَيَسْحَقُونَ
وَيَسْجِنُونَ الكَوْثَرَا....
قَتَلُوا النَّبِيَّ
لِكَي يَعِيْشَ خَلِيْفَةٌ
نَسَفُوا الكِتَابَ لِكَي
تَكُونَ صَحِيْفَةٌ
سَاقُوا أَبَا بَكْرٍ هُنَاكَ
فَأَوْثَقُوهُ
وَأَوْحَلُوهُ ونَصَّبُوهُ مُغَبَّرَا...
أَفْيَالُ أَبْرَهَةٍ بَدَتْ
وَلَها الصُّدُورُ مَعَارِجُ
فَجَمِيْلَتَانِ حَبِيْسَتَانِ
وَمَا لَهُنَّ مَخَارِجُ
مِلْيَارُ خَلْقٍ تَائِهٌ
والكَافِرُونَ أَئِمَّةٌ
والمُؤْمِنُونَ خَوارِجُ
يَا أَيَّ مَوتٍ
والحَقَائِقُ زُيِّفَتْ
قَدْ فَازَ كَلْبٌ فِيْ الخَلاءِ تَجَبَّرَا...
فِي اُمَّةِ الشُّجْعَانِ
تَاهَ فَوارِسٌ
فِي بَاحَةِ الوَحْلِ المُدَثَّرَ بالخُطَبْ
فِي نَزْوَةِ الرُشْدِ المُعَنْوَنِ بالقُبَبْ
فِيْ حُضْنِ عَاهِرَةٍ
تُهْدِي الضَّمِيْرَ مَنِ اعتَرَى
الكُلُّ مَصْلُوبٌ
بِقَارِعَةِ الأسى
والقَوسُ مَوتُورٌ
والبَدِيْهَةُ تُفْتَرَى
يَا آخِرَ التَّأْثِيْمِ
آنَ تَحَلُّلٌ
لِلْبَيْتِ رَبٌّ لا يُبَارِكُ ضَائِعًا
أَلَوى بِمَا حَقُّ المَعِيَّةِ سَيَّرَا ...
الأَرْضُ
عَافَتْ أَنْ تَعِيْشَ كَلالَةً
هَبَّ الرَّمَادُ عَلَى الدِّمَاءِ فَكَبَّرَا
اللهُ أَكْبُرُ يَا زُمَرْ
اليَوْمَ يَوْمُكَ يَا عُمَرْ
فَقُدِ التَّتَرْ .... سَوِّ العِبَرْ
فَالخِنْجَرُ المَزْرُوعُ جَنْبَ صَغِيْرَةٍ
إِنْ شَقَّهُ ..... مَاتَ البَشَرْ
أَوَلَمْ تَرَ؟!! .... أَوَلَمْ تَرَ ؟!!
أَوَلَمْ تَرَ ؟!!!!