القاهرة 11 سبتمبر 2018 الساعة 01:17 م
منير طلال / اليمن
إن مسيرة نحو عشرين عاما في الكتابة للأطفال أمر يستوقفني كثيرا ، فقبل أن اكتب القصة القصيرة أو الرواية أو القصيدة، كان اتجاهي للكتابة للأطفال، حيث وجدت نفسي اكتب قصص مغامرات واخترع شخصيات للقصص التي أألفها ، فقد كان شريكي في أعمالي شقيقي الفنان التشكيلي ورسام الكاركاتور عصام طلال ، حيث أنجزنا عشرات القصص المصورة في مسيرة عمر طويلة ، بدأناها بتأسيس مجلة للاطفال بداية التسعينات رغم انني كنت مازلت طالب في الثانوية العامة فقد اتجهت ناحية تاسيس مجلة للاطفال واستطعت بعد جهد كبير ان احصل علي ترخيص بطباعة المجلة كنت اريد ان اسميها مجلة "اسعد" نسبة الي الملك السبئي وموحد اليمن القديم اسعد الكامل لكن الموظفين بوزارة الاعلام رفضوا كل الاسماء ووافقوا علي اسم "نادر" وهو اسم لاحد الشخصيات الموجودة بالمجلة .
لكن قبل أن اشرع بتأسيس مجلة للأطفال ، كان للقراءة الكثيفة لمطبوعات أدب الطفل التي كانت مكتباتنا في الثمانينات تمتلئ بها ، كانت هناك مجلات متعددة مثل ماجد وسمير وميكي وميكي جيب وسامر ومجلتي والمزمار وسعد وسوبرمان والوطواط ، وماوراء الكون وروائع الأدب العالمي وطرازان المئات من العناوين التي مازالت ذاكرتي تنتعش بها، كنت كل يوم علي موعد مع مجلة جديدة ، حتى أني أنشأت مكتبة تحتوي المئات من المجلدات والمجلات والقصص كانت القراءة متعتي ، فاكتسبت مهارات عده في القراءة وخيال خصب ، برز عندما كنت أراسل مجلة ماجد في الإمارات العربية المتحدة، وتوثقت علاقتي بهذه المجلة عندما حصلت علي بطاقة مراسل لها .
لقد وجدت نفسي اكتب القصة في سن مبكرة ، وشاءت الأقدار ان شقيقي عصام الذي كان نهما مثلي في اقتناء وقراءة القصص والمجلات ، ان يصبح رساما متميزا في رسوم القصص المصورة ،حيث قدمنا عشرات القصص المصورة في عدد من المجلات والصحف وتشاركنا في تأسيس مجلة نادر للاطفال بداية التسعينات.
وحينها ، كنا قد جهزنا مواد ثلاثة أعداد، ونزل العدد الأول من مجلة نادر للأسواق، وكانت كل قصصه من تأليفي، وكل رسومه من رسوم شقيقي ، وتم توزيع العدد علي المكتبات من قبل موزع معروف وكنا قد طبعنا كمية كبيرة جدا وتفاجئنا بان المرجوعات كانت كبيرة، وكان العائق هو سوء التوزيع ,
فالمجلة لا توزع الا في المدن الرئيسية فقد ولا تصل إلي كل المدن والمديريات وهنا اتفقت مع أصدقاء بوزارة التربية ، حيث خضت مشروع للتوزيع علي المقاصف (البوافي) في عدد من المدارس الكبري لبيعها للأطفال، وتفاجئنا بان العملية نجحت ، وبان العائد المادي كان كبيرا مقارنة بالموزع , ولأن المجلة كانت تباع بسعر التكلفة ، ونتحمل تكاليف التوزيع والمتابعة ، فكان ان فكرت بالإعلانات التجارية بالاتفاق مع فريق من الشباب ، مررنا علي عدد من الشركات ، لكن البلاد دخلت نفقا خطيرا، عندما بدأت نذور حرب صيف 94م،فارتفعت الأسعار بشكل جنوني ،وأصبح سعر الورق والطباعة مضاعفا أكثر ، ولم يعد في الإمكان إصدار المجلة ، لكن حلم معاودة إصدار مجلة نادر ظل يطاردني، وفي عام 97م تمكنت من إصدار عددين بورق ابيض وغلاف ملون ، لكن المشروع يحتاج إلي دعم كبير ، حيث وان جهد إصدار مجلة، هو جهد مؤسسة، ولا يمكن أن يقوم بها فرد او اثنين ، فاتجهت من بعدها إلي إصدار قصص للأطفال بشكل كتيبات منفردة ،حيث صدر لي حتى الآن نحو تسعة عشر قصة ، ولدي مايفوق الستين قصة لم تر النور حتى الآن.
اما في مجال المسرح فقد قدمت أول مسرحية للأطفال علي خشبة المسرح اليمني ، وهي مسرحية "عكبور خارج القصر" ،أخرجها المخرج الرائع/ مبخوت النويرة ، ومثل فيها عدد من نجوم الدراما اليمنية، وعرضت هذه المسرحية في عدد من المدن ،بدءا ، من صنعاء وتعز وعدن، وفي مناسبات ومهرجانات كثيرة ، وقد شاركت في مهرجان قرطاج المسرحي عام 2012م، وكانت هذه هي المرة الأولي التي تشارك اليمن بمسرحية للاطفال في مهرجان خارجي ,
كان إيماني بمسرح الطفل كبيرا ، فقمت بتأسيس فرقة ألوان المسرحية المتخصصة بمسرح الطفل ، وقدمت مسرحية للأطفال بعنوان " القط صديق الفئران"، وهي غنائية في قالب حكائي لكنها لم تعرض حتى الآن
كما كتبت الكثير من النصوص المسرحية الموجهة للأطفال، والتي لم تر النور مثل "ملك الضفادع" و"الحمير الاحرار" و"بيضة الديك" و" سر الحياة" وغيرها من النصوص المسرحية المزودة بالاغاني المعبرة .
لم اكتف بمسرح الخشبة الموجهة للأطفال، وإنما قمت بتصميم مسرح دمى ، كان الأول من نوعه في اليمن ، حيث كتبت سبع مسرحيات قصيرة ، وصممنا عددا من الشخصيات، وقدمنا هذه الأعمال ضمن فعاليات مهرجان صيف صنعاء السياحي 2013م ، قدمتها فرقة ألوان المسرحية .