القاهرة 29 يونيو 2018 الساعة 09:26 ص
أكرم مصطفى
أقيم أمس الخميس 28 يونيه حفل تأبين الناقد والأكاديمي الراحل سيد البحراوي بمؤسسة بتانة للنشر في حضور مجموعة من المثقفين والنقاد منهم الشاعر شعبان يوسف ود. خيري دومة ، والشاعر أشرف عامر ود. سيد ضيف الله ، ود. هويدا صالح ، والكاتبة عزة كامل.
قدّم الندوة الشاعر شعبان يوسف الذي قال إن الراحل سيد البحراوي لم يكن يقصر جهده على المجال الأدبي وحسب بحكم كونه حقله العملي الأساسي، وإنما كان مشتبكا مع كافة القضايا المثارة على الساحة وقد ساهم في إنشاء اللجنة الوطنية للدفاع عن الثقافة القومية بعد عام 1977 التي ضمت صلاح عيسى ومحمود أمين العالم والكثير من المثقفين آنذاك وهي لجنة ذات دور سياسي ثقافي.
وأضاف "يوسف": لم يسع البحراوي لنيل أي منصب رسمي في الدولة لأنه كان يؤمن أن دوره يتمثل في إضافاته النقدية والفنية بعيدا عن الأضواء، وقد كان يبحث دوما عن الفكرة والمنهج بعيدا عن الكم، فدراساته وأطروحاته لم تكن كثيرة العدد والكم، ولكنها مثلت نقلات نوعية في مسيرة النقد المصري والعربي.
كما تحدث خيري دومة بحكم أستاذية البحراوي له، عن مشروعه النقدي، وكيف تتلمذ على يد الناقد الراحل عبد المحسن طه بدر، وكيف أنه تأثر بأفكاره في جل كتاباته النقدية، والفكرة الرئيسة التي تبناها البحراوي طوال حياته أننا يجب أن نرفض تبعية العقل النقدي العربي للمناهج والمدارس النقدية، ودعا إلى إيجاد نظرية نقدية عربية تحمل أفكار وطموحات المجتمعات العربية. كما تحدث عن إشكالية الشكل وعلاقته بالمحتوى التي طرحها البحراوي في كتاباته.
كذلك تحدث الشاعر أشرف عامر عن المساحات الشخصية التي جمعته بالبحراوي كواحد من جيل السبعينيات الذين كان لهم مشروع طليعي طموح، وكيف كان البحراوي مثالا وتجليا للأفكار الثورية التي تبناها.
كما تحدث سيد ضيف الله وقد تتلمذ على يد البحراوي حتى نال درجة الماجستير، حيث كان البحراوي مشرفا عليه، وكيف أنه كان يكتب وما زال يكتب وفي وعيه رأي سيد البحراوي في كتاباته، فهو القارئ الافتراضي بالنسبة له. وتحدث ضيف الله عن العلاقة الملتبسة التي جمعته بالبحراوي، وكيف حاول الاختلاف معه، وحاول طوال حياته ألا يكون سيد البحراوي رغم حبه الشديد له، فهو لا يتحمل كلفة أن يكون سيد البحراوي، لصعوبة الاختيارات التي كان ينحاز لها سيد البحراوي.
في حين أن الروائية د. هويدا صالح تحدثت عن أربعة أفكار رئيسية في مشروع سيد البحراوي العلمي، الفكرة الأولى عن رفض التبعية الذهنية للغرب ورفض النظريات الجاهزة التي نستوردها من الغرب، لكنه لم يطرح البديل بنظرية نقدية عربية تنطلق من مفاهيم وقيم وأيدلوجيات المجتمع العربي، والفكرة الثانية عن "محتوى الشكل" والعلاقة بين الشكل الفني والمضمون وكيف يمكن أن يؤثر الشكل على المضمون.
وأضافت د. هويدا صالح أن البعد الاجتماعي ودور المثقف الثوري في تغيير المجتمع هي الفكرة الثالثة في مشروع البحراوي، وقد مثل البحراوي صورة المثقف العضوي الذي طرحه أنطونيو جرامشي في "كراسات السجن".
وأضافت هويدا صالح أنها تتفق مع البحراوي في هذه الصورة الطليعية الثورية للمثقف وقد طرحتها في رسالة الماجستير التي أتت بعنوان" صورة المثقف في الرواية الجديدة" كما اتفقت معه في أهمية الدور الاجتماعي للأدب وقد طرحت هذا الموضوع في رسالة الدكتوراه الخاصة بها والتي أتت بعنوان:" الهامش الاجتماعي في الرواية".
وأخيرا أكدت هويدا صالح على الفكرة الرابعة في مشروع البحراوي النقدي والإبداعي وهو البعد السيرذاتي في رواياته المختلفة.
أما الكاتبة عزة كامل فقد أكدت على العلاقة الإنسانية التي جمعتها بالراحل البحراوي، حيث جمعتها صداقة هي وزوجها رضوان الكاشف به، وتحدثت عن أسرة البحراوي والعلاقات الإنسانية المميزة التي جمعتهم.
الجدير بالذكر أن سيد البحراوي كان أستاذا للأدب العربي بجامعة القاهرة، وقام بالتدريس في جامعات عربية ودولية وله الكثير من الكتب النقدية والإبداعات الروائية والقصصية والترجمات الأدبية.