القاهرة 19 يونيو 2018 الساعة 11:45 ص
كتبت: نجلاء مأمون
عقدت لجنة الاَثار بالمجلس الأعلى للثقافة ندوة هامة تحدث فيها العديد من الأكاديميين عن "مدن طريق الحرير وعلاقاتها بمصر وموقعها في الحضارة الإسلامية" ولقد بدأت الندوة بافتتاح ا.د هبة نوح عميدة كلية الاَثار جامعة القاهرة بالترحيب بالسفير الأوزبكى ايبك عثمانوف والمستشار الثقافي الأوزبكى مؤكدة أن الحضارة بمدن الحرير خاصة أوزبكستان وهى من اجمل مدن دول اسيا الوسطى حضارة من الحضارات البشرية ولابد من إلقاء الضوء عليها كحلقة من حلقات الحضارة الإسلامية وان تلك المدن تحوى العديد من الأضرحة والمساجد الإسلامية والتى تعبر بجلاء عن فنون متميزة في البناء والتشييد والزخرفة
وجاءت مداخلة د احمد رجب وكيل كلية الاَثار جامعة القاهرة ليتحدث عن الاَثار الإسلامية في أوزبكستان وهى بداية للطريق الحريري الممتد من الصين شرقا والبحر المتوسط غربا هوأطول طريق بري قديم وجرت عليه التجارة ما بين الشرق العربي والشرق الأقصى عبر قرون قبل الإسلام وتعد دولة أوزبكستان اهم دول طريق الحرير كاذربيجان و ارمنيا وايران هذه الطريق عليه أكثر من ثلاثمائة مدينة قديمة ويسمى طريق الحرير للسلع الاَتيه من الصين وسمرقند وهو نقل الحضارات والتراث والصناعات وجرت عليه الحروب وهو أساسا له علاقة قوية بمصر خاصة العلاقة ما بين مصر وأوزبكستان فهناك الطوليين من بخاري والاخشدين من أوزبكستان فالأشرف بن قولون واحمد بن طولون من هناك .
والجدير بالذكر ان قطز بطل الحرب ضد المغول وحامى الشرق في الحرب مع التتار ترجع أصوله الى أوزبكستان أيضا واكد على ان اهمية هذه المنطقة ان بخاري وابن سينا من دول أوزبكستان والخوارزمى من خوارزم فالعلاقة وطيدة بين مصر ومدن طريق الحرير .
واشار الى تنوع الاَثار هناك وانها تعد مصنوعة من صناعات الأبنية المعشقة بالصناعات الزجاجية وموجودة خمسة قرون قبل الميلاد واليونسكو اهتم كثيرا بهذه المبانى الرائعة بها شهادات تاريخية عن الطرق الصوفية كالنقشبندية والتيجانية أيضاعلى نحو لا حصر له فهناك اكثر من 128 ضريحا تعبر عن حياة الصوفيين وتعبر عن الاَيات القراَنية الشريفة واحاديث الرسول والحكم الإنسانية فهى تعكس التجارب الإنسانية بكل معنى الكلمة .
كما تحدث د احمد الشوكى رئيس مجلس إدارة دار الكتب والوثائق المصرية مشيرا الى التعاون الوثائقي ما بين دار الكتب المصرية ودار الكتب الأوزبكية وهما أقدم دارين للوثائق في منطقة الشرق الأوسط وان الاتفاقيات ما بين أوزبكستان وأرزدبيجان الثقافية توطد الثقافة المصرية هناك ما بين شعبي تلك الدولتين وان السلطة المصرية الناعمة تجد ترحيبا كبيرا ما بين القائمين على الثقافة بكلا من أوزبكستان وأزربيجان حتى ان الرموز الثقافية المصرية كالكتاب والأدباء مثل نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وحتى كتب التراث والمخطوطات من عصور الممالك يتهافت على دراستها العديد من طلبة الثقافة والاَثار هناك .
وأضاف الشوبكى ان الأطفال هناك يعتزون برموز مصر كثيرا ويبحثون عن وجه حضاراتها الرائعة القديمة وان هناك الإعداد لعمل تبادل ثقافي عال كبير في هذا الصدد وتنشر مجلات علمية محكمة عن مصر والحضارة الإسلامية في المرحلة الاخشيدية والطولونية على وجه التحديد .
واكد مختتما حديثه أن السياحة المصرية تنتظر وفودا عديدة من السياح والزوار من دولة أوزبكستان خاصة فيما يتعلق بالسياحة الثقافية ودعم تلك العلاقات واستثمارها للعودة على مصر ودول منطقة الحرير بالتنمية على الصعيد السياسي والثقافي والحضاري .
وتحدث الدكتور محمود رشدى سالم استاذ الاَثار بجامعة القاهرة والذي اكد بدوره عن ان طريق الحرير الذي يربط مصر بدول اسيا الوسطى يعبر عن علامات من الحضارة الإسلامية على نحو كبير وينسب الطريق للحرير لما تم نقلة للحرير من الصين شرقا الى اوربا غربا وهو مجموعة من الطرق 12000كم من الصين والشرق الاوسط والذي شهد العديد من حركات التجارة إبان الفتوحات الإسلامية وكان يربط الصين بمكة المكرمة واشار الى ان الصين تبنته تحت عنوان الحزام والطريق والحزام هو 76دولة يمر بها هذا الطريق ويربطها علاقات ثقافية وحضارية ومصر تشارك في مشروعات تنموية وثقافية تحت الانشاء الان منذ عام 2013 واكد ان مصر من اكثر الدول المشاركة بالمشروعات التى تستهدف التنمية الثقافية والحضارية واضاف الى ان وادى فرعانة وهو يقع في اوزيكستان وطاجكستان وقيزغستان ويحوى على العديد من المساجد والمبانى الأثرية الإسلامية وشهد بؤر حضارية عربية اسلامية تاريخية وكان ثغرة لدخول المغول للدول الإسلامية وقاموا بالقضاء على الأخضر واليابس ويمكن الإشارة الى ان تلك المدن على هذا الطريق تشهد مسارات قتيبة بن مسلم في العهد الأموى الذي عمل على فتح مدن اسيا الوسطى واصبحت كلها تحت راية الإسلام وكان منها قادة الدول الطولونية والسلجقية والأخشيدية والتى عايشتها مصر في تاريخ الحضارة الإسلامية .