القاهرة 01 مايو 2018 الساعة 11:23 ص
د. رمضان سيف الدين
يٌعد فؤاد حجاج واحداً من أبناء الحقبة الخمسينية التى صاحبت العبور إلى التصنيع ودخول مصر إلى مصاف الدول الصناعية المنتجة فهو من مواليد 45 19أى أنه الأن يسير الى عامه السادس والسبعين
فى السبعينيات أطل الشاعر علينا بديوانه الأول ( وادى الخوف)على نفقته الشخصية عام 1971ثم ديوانه الثانى ( الكاميرا فى المحكمة )ثم ديوانه الثالث0( غنوة المطر) والديوان الرابع (نور النار )ثم الديوان الخامس ( فتافيت جمر )ثم العمل الأخير الذى نحن بصدده الا وهو (مشاوير ) الصادر عام 2014عن الهيئة العامة لقصور الثقافة
يُعد فؤاد حجاج واحداً من اولئك الذين تمثلوا الحياة المصرية جوهرا ًوهامشاً., حباًوكرهاً, روحاً وجسداً فقد تمثلت فى حياته عدة مشاوير وليس مشوارًا واحداً, بدأه بالخوف , واستمر الخوف فى داخله حتى أنتج ديوان الخوف من أرض الخوف من وادى الخوف , ذلك الخوف الذى دعاه الى الهرب , فهاهو يعلن الهرب , فقد كان الهرب للمثقف تعبيراً عن مرحلة تاريخية ماضية., فى هذه المرحلة سقط المثقف أمام سنابك خيل السلطة وجاء قاموسه اللغوى ليعبر عن هذه المرحلة
0 داسوا الغناوى , الحبل الدايب , كتفونى , صلبوا أحلامى الخوف , والجوع , واخلى قلبى اللى اتمزق ع الورق تشكى منه كل السطور , تهت , غرقت ,
كل كلمة من هذه الكلمات وردت عدة مرات فى سياق مختلف أغلبه سياق الضياع كذلك وردت كلمات متعددة مثل تاه , بخذر ., بهدوء , فى رجل بلدنا مداس , اهرب , تدارى فى عيون عساكر الجوع , الغربة حبل المشنقة , بدايتك نهايتك
انه يحدد غربة المثقف وبعدة عن مظلة عمله وهى الثقافة والوعى إلا أنه يضطر الى الهرب أمام عساكر السلطة حتى يتمثل حبل المشنقة أمام عينه ولم يعد له مكان أمام السلطة الغاشمة
خيطانى حيطانى وخارج مكانى , ليس الأمر وقف عند هذا الحد بل يعلنها أشد من ذلك ,عينيك معصوبة عفار, وينتهى به الأمر الى شطوط الموت , ولا يملك الا أن يفر , حتى ., ينخ القلب منه
أن قاموس فؤاد حجاج فى ديوانه مشاوير يبعث على الصمت الآخاذ, وتقف مشدوهاً أمام كمية الانزواء التى يعيشها المثقف فى حياة فؤاد حجاج
إن موهبة فؤاد حجاج أنه يمسك المرحلة التاريخية تزامنا ًورغبة ورهبة
فعين المدينة عنده مكتحلة بالتراب , فهو يعيش الحالة الضبابية فلا رؤية ولا مكان ولا رغبة سوى فى الخلاص من الوضع القائم
أن الوضع القائم ضبابى يتشكل رغم أنف المثقف فلا هو مشارك ولا هو واضع لرؤية ولا هو واضع لتشكيل ولا استراتيجية أنما هو مستبعد خارج نطاق الممارسات وخارج نطاق الإبداع وخارج نطاق التكوين الثقافى وكل شىء يتم خارج نطاق المثقف دون أن يكون له رأى فيه أو له يد فى صناعته فلا قيمة للكلمة أعلان غرائزى ولا قيمة للتاريخ أمام سلطان لا يسمح بكلمه
من أخدنا الفكرة كالنبقة وهى بتبقى فى جوانا شجر أخضر , لولا حلمنا , انه يتوكأ على الحلم وهو ما تبقى له , كانت دنيانا راح تفضل صخور وعرة ,,,,,,مكانش اليوم بقى يومنا ...المنقوعه فى برك الخوف
إن المثقف المصرى عند فؤاد حجاج يهرب الى شطوط الموت يفر ينوح , فها هو يعلنها فى الدنيا مسرح عرائس . اشوفنى عروسة فى دنيا العرايس
لقد شعر انه يفقد وجوده مما دفعه دفعا الى الانزواء بل فقده للقيم الإنسانية التى يتوقع أن يراها من الاَخرين هى أحد اسباب دفعه الى الانزواء
فالمنزوى يتحدث عن الخوف والهروب والموت أو يتحدث إلى نفسه , أو تهزم روحه أو يعيش فى الماضى ( م النادر لما تصادف تحت هدوم الناس الشيك إنسان )أنها هزيمة الروح الداخلية , والقهر الكائن , وفقدان الثقة المتمثل فى الشك فى الاَخرين
فإذا كانت قصيدته تولد فإن أيدي السنين بتغزل فى توب الحرير اللى هو بداية نهايتك , ( حلمك فطيس ) حتى الحلم الذى ذهب يحتمى به أصبح فى خبر الأموات (فطيس) وإذا كانت المرسيات تكتب للأموات فإن ( فؤاد حجاج ) كتب مرثيته لواحد حى , انها لرجل لم يشعر به أحد فهو لا يعرف القراءة ولا يساوى طوبه من طوب البيت فيداه ملفوفة حول نفسه والفجر الذى يحلم به وينتظره نام على الشطان فهو فى انتظار من يمنحه قبلة الحياه , والإنسان عند فؤاد حجاج أيامه مقبورة يستحق الرثاء إنسانا له سمات خاصة , ومايزال يهرب لكن الى أين , إلى وسع البحار فهو يغمض عينيه ويرسم الدنيا بريشة الحلم الحبيب الذى لم يضع منه