القاهرة 24 ابريل 2018 الساعة 10:59 ص
كتبت: عبير عبد العظيم
ـ عبد الحليم حافظ فنان بدرجة عروبى
ـ أغانيه شكلت وجدان الأجيال العربية منذ الستينيات وحتى اليوم.
ـ مطرب الحب والوطنية حرك جيوش وأشعل حماسه أوطان .
ـ لماذا يحتفل التليفزيون الإسرائيلى بذكرى العندليب؟!
مرت منذ أسابيع قليلة الذكرى الواحد والأربعون لرحيل العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، ذلك المطرب الذي ظل وسيظل حافظا لمكانته الكبيرة وملهم قصص الحب والرومانسية وصاحب الإبداعات الوطنية المؤثرة والمحركة لأجيال بالكامل، وان تجد التلفزيون الإسرائيلى يحتفل بذكراه فهذا يعنى الكثير ويعنى دراية الإسرائليون بمكانة العندليب في وجدان وقلوب العرب اجمع ، المشهد كان لقناة 33 بالتليفزيون الإسرئيلى الذي قرر تخصيص يوما لأغاني وأفلام عبد الحليم حافظ بعد أن ترجمها للغة العبرية، ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يحتفي بها التليفزيون الإسرائيلى بذكراه كما يقول المؤرخ الموسيقى الشاب حسن على الذي أكد أن الاسرائليين يعلمون جيدا حب العرب لعبد الحليم حافظ كما جاء في مذكرات الحاخام الراحل عوفديا يوسف كبير حاخامي إسرائيل وكان قد خدم الجالية اليهودية في مصر قبل تأسيس دولة إسرائيل حيث أكد فيها انه تأثر كثيرا بأغانى عبد الحليم حافظ حتى الأغانى الوطنية التي كانت تمجد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر عدو اليهود الأكبر لان عبد الحليم استطاع أن يكون صاحب مشروع فني وليس مجرد مغنٍ أحبه الناس على امتداد الوطن العربي، ومشروعه تلخص بأغنية معاصرة التي كانت تعتبر نقلة لشكل الأغنية، وأشار عوفديا أن العندليب ساهم في تغيير مسار الأغنية بالجمل اللحنية والغنائية القصيرة ، وأصرّ منذ بدايته ان يكون بصمة متميزة في عالم الأغنية، وقاد معه فريق عمل من الشعراء
والملحنين يحققون أحلامه ورغباته، لهذا أحبه اليهود وحتى بعد خروجهم من مصر ظلوا يعيشون على أغانية بل ويستخدمونها في تراتيلهم الدينية .
امتلك عبد الحليم حافظ ذكاء المثقف فأعانه ذلك على اختياراته للنصوص الشعرية التي كان يغنيها ، ولم يتوانَ عن أخذ النصيحة والآراء من الكتاب والأدباء والمثقفين الكبار في عصره، وكان يشعر كل واحد منهم بأنه هو الصديق الأوحد والأقرب والأصدق، فكسبهم جميعا وأصبحوا يروجون لعمله.
كان عبد الحليم شغله الشاغل هو البحث عن الكلمة الجديدة والمعنى والتدقيق الكامل لكل ما يعرض عليه مما دفع البعض إلى القول بأنه كان يكتب بنفسه كلمات أغانيه ولا وجود لفلان أو فلان.
وتعتبر دراسته للموسيقى هي التي مهدت في تقديم صوته بالطريقة المناسبة، ومعرفته الموسيقية جعلته يستفيد من هذا الصوت حتى أقصى الحدود، فكان كثيرا ما يبدي الآراء في اللحن ليتماشى مع صوته، غنى بإحساس فائق، فأثر بالناس تأثيرا كبيرا،حتى اليوم ولا ينازعه احد فى انه ملك الإحساس لانه غنى بكل جوارحه، وبكل آلامه فكان الصوت يأتي من عمق الروح لا من الحنجرة فقط، ومن ذكاء العندليب انه لم يعتمد على موهبته بل عمل عليها صقلا اشتغل عليها بمفرده فخرج صوته وكان هناك جيش جرار يعاونه حتى يخرج صوته لنا بهذه الصورة
تقول الدكتورة رباب صلاح الأستاذ بمعهد الموسيقى العربية سابقا ان عبد الحليم نجم لم يأفل ولن يأفل رغم مرور أكثر من أربعين عاما على وفاته لأنه حيّ في كل واحد فينا ، كلا منا يحمل ذكرى جميلة مع أغانيه ، وعاش آلامه وأوجاعه ، ، وما زال صوته يأتي إلينا فيحرك مشاعرنا وأحاسيسنا ويحرك نبضات قلوبنا وأرواحنا
ويعد من أهم المقومات التي قامت عليها شخصية الفنان عبد الحليم حافظ أنه كان مهموم بمستقبله لذلك عمل بذكاء وإخلاص فعلى الرغم من مرضه وتعبه الا انه كان يصر على ان يقزم يقوم ببروفات متعددة قبل كل حفل، ولا يرتاح أبدا إلا حين يعتلي خشبة المسرح.
وتضيف انه كان يكفي أن يهدي حبيب لحبيبته شريطا من أغاني عبد الحليم حتى تعرف أنه يعلن لها حبه، ولا ينازعه احد على مدى نصف قرن فى كونه عنوانا للحب والرومانسية.
وعن أغانيه الوطنية يقول الناقد الفني إسماعيل عز الدين أن للعندليب أكثر من عشرين أغنية وطنية منها12 أغنية في حب عبد الناصر ، وعلى الرغم من غناء أم كلثوم وعبد الوهاب لعبد الناصر إلا أن أغاني حليم هي الأشهر منها «يا جمال يا حبيب الملايين ومطالب الشعب وناصر يا حرية ويا ما شفتك ع البعد عظيمة وإحنا الشعب وصورة وأحلف بسماها وبترابها وقلنا هنبني وآدى احنا بنينا السد العالي"
وكانت إنجازات الثورة من أهم العوامل المساعدة لنضج حليم الفني ، لذلك كان له مكانة خاصة لدي الزعيم جمال عبد الناصر فقد قدر له هذا الدور الوطني فأخذ يدعمه ويسانده في مشواره الفني ، وأطلق عليه مطرب الثورة ، وقام بزيارته فى منزلة للاطمئنان عليه عقب شعوره بالتعب أثناء تقديم وصلته في الاحتفال بعيد الثورة عام 1963
وتشير الدكتورة وفاء مصطفى الأستاذ بالمعهد العالي للموسيقى العربية إلى أن أغاني المناسبات الاجتماعية للعندليب كان لها تأثير كبير في البيوت المصرية وحتى اليوم فمن منا لم يسمع ويستمتع حتى اليوم بأغنية النجاح "وحياة قلبي وأفراحه" حتى اليوم تشغل في حفلات تكريم المتفوقين بالمدارس رغم مرور نصف قرن على إنتاجها ، ويعتبر نشاطه السينمائي نقلة أيضا في تاريخ السينما العربية فله أكثر من17 فيلم سينمائي.
وقد رفض عبد الحليم الغناء لكبار المغنيين في بداياته مثلما يفعل معظم المغنيين الجدد في هذا الوقت ، وأصر أن يغنى الأغانى الخاصة، فكانت أغنية “لقاء” هى أول ما غنى للإذاعة المصرية وكان أول فيلم قام بتمثيله هو “لحن الوفاء” عام 1955، ويعتبر العندليب أول من قدم في فيلم سكوب ألوان فيلم “دليلة” في العام 1956 وقد قام بالإنتاج السينمائي وكون مع الموسيقار محمد عبد الوهاب ووحيد فريد شركة “صوت الفن وقدم أكثر من 17 فيلم رومانسى ، أشهرها “أيامنا الحلوة” ( 1955 ) و”الوسادة الخالية” ( 1956 ) و”يوم من عمري” ( 1961 ) و“الخطايا” ( 1962 ) و”أبى فوق الشجرة” (1969 ) و”معبودة الجماهير” (1967 ) وكان آخرها فيلمه “أغنية الوداع” 1980