القاهرة 13 فبراير 2018 الساعة 12:05 م
كتبت: إنجي عبد المنعم
يفتتح الدكتور محمود حامد معرضه الجديد "وجوه على حوائط الزمن"، الذي يستضيفه جاليري العاصمة في الساعة السابعة مساء يوم الأحد 18 فبراير 2018.
يعرض الفنان مجموعته الجديدة، استمرارًا لمشواره ومشروعه الفني، حيث اتخذ من العنصر الزمني كيانًا واضحًا وقويًا في تجربته الفنية منذ بدءه، ومازال مؤكدًا على ذلك العنصر في تجربته الجديدة التي ارتكزت على تحويل العنصر البشري بجنسيه داخل بناءاته التصويرية إلى حفريات عتيقة مكسية بالنقش والكتابة، فترى العيون والكفوف المحفورة، والأثداء والأفخاذ والأرداف المنحوتة، وكأنه يلملمها جميعاً بقدرة لافتة على بث الروح البشرية الإيهامية فيها، كي يشعر الرائي أنها على مشارف البعث والعودة للحياة من جديد بين أركان الصورة.
ويقول الناقد محمد كمال، أن حامد يقدم في هذا المعرض وجوهه كنقوش على حوائط الزمن ليستنطقها داخل حيز الرؤية الآنية بنفس التقنية التي اعتمد فيها على العجائن الممتزجة بالمواد اللاصقة على السطح الخشبي، بالإضافة لوشم النقوش والكتابات والرسومات المحفورة على بدن العجينة الرخوة قبل جفافها، وذلك بشكل عفوي كطفل يبحث عن خبيئة في تربة التاريخ عبر تكوينات تأثر فيها بتراثه الشعبي على المستوى التلقائي وكذلك المنهجي.
مستكملا كمال أن حامد يجنح لرسم الوجوه بأصباغه وألوانه الأكريليكية عبر آلية تعبيرية تميل إلى الملمح البدائي الذى يلائم مقصده فى استحضار النماذج الكاشفة عن رسالته الرمزية، فتراه يجسّد شخصية المهرج بطرطوره المائل وشفائفه الغليظة وعينيه الساهمتين ورقبته المنتفخة، كاسياً إياه بذلك اللون الفيروزى المطعم بالأزرق، على خلفية صفراء مؤطرة ومعجونة بالضوء، وكأنه يستدعي المهرج من قاع البحر الذى أزال مساحيقه المعتلية لوجهه منذ سنين عددًا، قبل أن يتعامل معه وخلفيته الترابية الرملية بنقوشه ورسوماته الطفولية التى أظهرت تلك المجموعة من الأعمال وهى حبلى برمزيتها السياسية الحريفة المرتبطة بالواقع المعاش بعد أن استدعاها حامد من حوائط الزمن.
ومن المقرر استمرار المعرض حتى يوم الأحد 4 مارس 2018م.
والجدير بالذكر أن محمود حامد فنان تشكيلي من مواليد الفيوم عام 1963م، والتحق بكلية التربية الفنية بالقاهرة ثم تخرج منها عام 1986م، وحصوله على الماجستير فى التربية الفنية عام 1992م، والدكتوراه عام 1998م فى فلسفة التربية الفنية من خلال إبداعات الأشغال الفنية والشعبية.