القاهرة 14 نوفمبر 2017 الساعة 09:37 ص أمل جمال منذ اصطدامي الأول بمرض صديق و أنا أفكر ما دور اتحاد الكتاب كنقابة و مظلة تظلنا جميعا منذ زيارتي لمجدي الجابري منذ سنوات طويلة. ثم نسيت . جاء بعده عبد الدايم الشاذلي ثم نسيت و كان قبلهما على ما اعتقد موت إبراهيم فهمي وسيد عبد الخالق محمود مغربي شريف رزق. و غيرهم مرض، مرض ،مرض،ثم. موت و من ينجو يعطب قلبة من حزن العوز أو على الأقل خذلان المنظومة.لن اتحدث الآن عن الأحياء الذين مروا بمنعطف الموت ونجوا. لن أتحدث عن الدرس الذي تعلمه البعض فترك وصية لأولاده أن لا يخبروا أحدا بمرضه.لن أتحدث عن المرضى الذين يعانون الآن فعلا و لا استطيع أن أزورهم لأني لم يعد لدي أية قدرة على التماسك أمام من يتألم ممن أعرفهم أو تماسوا معي في الحياة . و أعلم جيدا أن ما ينقذنا في كل مرة هو نحن ككتاب. علاقاتنا الإنسانية ببعضنا بالدرجة الأولى. و مقدار ما يجريه الأصدقاء من اتصالات للحصول على حقه في سرعة العلاج ، ولا أقول ثمن العلاج كاملا في مكان راق تتوفر به آليات حديثه قد لا تتواجد في أماكننا النائية فما زالت ضحكات محمود مغربي في الهاتف قبل موته بيوم تطاردني. كان في قمة الحياة و الله و كان يسخر من العالم و يضحك و نضحك . أعلم جيدا أن اتحاد الكتاب له قوانينه التي تساعد ولا يتوانى و لكن ماذا لو لم يستطع الأديب دفع ثمن علاجه في البداية لكي يحصل عليها بشكل لاحق ؟ ماذا لو فاقت هذه المصروفات للتحاليل أو لاذابة جلطة سريعة أو حادث سير قدرته المالية .ماذا لو تعثر أو لم تجد عائلته من تقترض منه؟ حتى البنوك لها تعقيداتها. و التأمين الصحي له ما له و عليه ما عليه.ماذا لو لم يكن له من يستطيع الوصول للاتحاد و تقديم الأوراق بسرعة لأنه هو الوحيد الذي يعتني به؟ إن ما دفعني للكتابة ليس هو العلاج و لكن سرعة العلاج و درء شبح الموت. و أشباح أخرى قد لا تقل قسوة عن الموت و هي الاستغاثات و الإعانات التي نستفيق عليها كسكين قد تذبح الأديب وربما تجعله يتمنى الموت قبل أن يقرأ استجداء البعض أو مطالباتهم لتكريم الأديب أو منحه جائزة حتى و إن كانت النوايا طيبة. و المقصد نيبلا . يا إلهي أين كان القائمون على مثل هذه الأمور طوال الوقت السابق؟ وهل برزت قيمة الأديب فجأة في السماء كطبق طائر؟ أم هو وخز الضمير قبل أن يموت؟ ألا تعلمون أنكم قد تعجلون بموته بهذه الطريقة في المساعدة؟ هناك كثيرون يموتون في صمت ولا يتكلمون خوفا من ذلك.و هناك من يوصون عائلاتهم ألا يقبلوا أيه تكريمات حتى و إن توفاهم الله. و هناك من يقبلون كجرعة كيماوي لابد منها ثم يموتون لا بالمرض ولكن بنسف قيمة أدبهم و اختزاله في التكريم لظروفه المرضية.ربما لا يقال ذلك صراحة لكنه معروف ضمنيا. أعلم أن الوزير لا يتوانى عن الاتصال بوزير الصحة في علاج كل من بلغه مرضه و طلب منه التدخل و كنت شريكة في بعض الأمور.و لكن ماذا عن البعيدين الذين لا يملكون فيس بوك أو أصدقاء يعرفون نمرة مكتب الوزير و اتحاد الكتاب هناك الكثيرون من أهلنا و أسرنا لا يعرفون أيه إجراءات ولا أماكن الخدمة التي قد تساعدنا. من هنا فأنا أطالب اتحاد الكتاب بضرورة صرف مبلغ مبدئي للعلاج يكون فوريا و سابقا لدخول المستشفى وليس لاحقا . و ليتخذ القانونيون ما يرونه من إجراءات تضمن جدية التعامل و الحالة المرضية. كما أطالب ريئس الجمهورية بعلاج الحالات الحرجة بالمستشفيات العسكرية. فالأديب هو أيضا جندي في معسكر الوطن. لعلنا بذلك نسهم في الحفاظ على حياة أدبائنا و كرامتهم و تكريمهم لأنهم يستحقون التكريم في غير أوقات مرضهم.أطلب ذلك لنا جميعا, فقط لأن من حقنا الحياة. و من حقناالعيش بكرامة و الموت بكرامة أيضا.
|