القاهرة 08 اغسطس 2017 الساعة 11:59 ص
الحقيقة أن الثقافة هي المخزون الحي في الذاكرة ويكون مخزون تراكمي، مكون من محصلة العلوم والمعارف والأفكار والمعتقدات والفنون والآداب ، والأخلاق والقوانين والأعراف والتقاليد والمدركات الذهنية والحسية والموروثات التاريخية واللغوية والبيئية التي تصوغ فكر الإنسان وتمنحه الصفات الخلفية والقيم الاجتماعية التي تصوغ سلوكه العملي في حياته ومجتمعه وهناك نوع أخر من الثقافة وهي الواقع وتكون على المستوى الشعبي من حيث كونها تعكس واقع المجتمع الذي تنتسب إليه، والحق أن الثقافة تعبر عن الوضع القائم وعن حركة المجتمع، وتحرك أفراده ومجموعاته في إطار العلاقات الاجتماعية القائمة.
ولذلك لن نستطيع أن نعرف أو نشرح ثقافة مجتمع تعريف مطلق لأن الثقافة هي ثقافة فئة معينة من الناس، ثقافة عصر. إنها ثقافة الخاصة أو ثقافة العامة ، ثقافة النخبة أو ثقافة الجمهور..
ما هو دور المثقفين إذا كانت هذه هي الثقافة؟ وأي فئة من المثقفين وفي أي فئة عمرية ،ولادارك الدولة ذلك قامت بعقد مؤتمر للشباب لتظهر دورهم في الأصلاح الثقافي
دورهم في تغيير كل ما ينتقدوه وينادوا بتغييره فليس من العدل أن نظل ننتقد وننتقد ونحن في مقاعد المتفرجين
وعندما استوقفتني التوصيات التي خرجت بها الجلسة الختامية للمؤتمرلأن منها المطبق فعليا سألت السيد الوزير حلمي النمنم وزير الثقافة
معالي الوزير معظم التوصيات قائمة ومنفذه بالفعل فلماذا أعدتم طرحها ضمن التوصيات؟
فكانت أجابته أن تلك التوصيات لم تفرض علي المؤتمر بل هي من طرح الشباب وعند مقارنتها بعد ذلك مع ماهو مطبق في الثقافة عن سيعلم الشباب أن الدولة معهم وموازية لهم في نفس التفكير كما أنها لاتعمل بصورة عشوائية بل تعمل بتصور مدروس ومنطقي يؤدي في النهاية لنتائج منطقية هي نفسها ماتوصل لها الشباب في توصياتهم مثل تنظيم مسابقات للإبداع الحر،الاهتمام بكافة الأنشطة الفنية ،تمكين الشباب ،فتح المواقع الأثرية التابعه لوزارة الثقافة لراغبي التصوير والأفلام التسجيلية،دعوة المجتمع المدني ِ الأعمال والبنوك والمؤسسات الوطنية لرعاية الأنشطة الثقافية التعاون مع التربية والتعليم .
وهنا ندرك أننا ولأول مرة نتقابل مع فكر حر لشباب ومثقفين يتطابق مع ما تتبناه الدولة من سياسة يسبقها فكر وهنا فقط ينطبق الواقع مع الحقيقة