القاهرة 04 يونيو 2017 الساعة 01:19 م
محترفون سرقة روحانية الشهر الكريم الذى أوله رحمه واوسطه مغفرة وآخره عتق من النار, يحمل بين طياته ليلة هى خير من ألف شهر ، يفتحون أبوابًا للنار ويغلقون أخرى للتوبة , يعوضون غياب الشياطين , ويساعدون النفس الأمارة بالسوء فى غيها وضلالها, ويحرمون المسلمين من الأجر والثواب العظيمين فى أيام معدودات, فضلها الله تعالى تتضاعف فيها الأجور, ويعظم الثواب و تصفد الشياطين وتفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران وينادي المنادي فيها يا باغي الخير اقبل و ياباغي الشر اقصر, ومن أجل ذلك فإن الصحابة الكرام والسلف الصالح كانوا يستعدون له استعدادا كبيرا وينتظرون قدومها على أحر من الجمر.
ولكن ما تقترب هذه الأيام المباركات حتى تبدأ وسائل الإعلام مهمات التبشير بالأعمال الفنية والتي توصف بأنها رمضانية ، وهو وصف مخالف للحقيقة , وتتوسع تلك الوسائل فى عرض تفاصيل مهازل اللهو تحت مسميات مختلفة لإشغال الناس وإحالة حياتهم إلى لهو وهزل وهدر للوقت ، بل للعمر فى الوقت الذى تتردى فيه أحوال الأمة من عام إلى آخر ، بعد أن تمكن منها أعداؤها وحولوا بلادها إلى خرائب.
لم يعد رمضان موسمًا روحانيًا خالصًا يتطهر فيه المسلمون مما علق بنفوسهم طوال العام,بل أصبح ساحة لالتهام الطعام , والخوض فى أعراض الأنام, والتمتع بثقافة الزحام, وأمسى في زماننا محطة للهو واللعب ومصاحبة الشهوات والإسراف فيما أحل الله وحرم إلا من رحم الله .
شهر رمضان عاشت فيه الأمة انتصاراتها وأمر ت فيه بالجهاد ، وشهد غزوة بدر الكبرى " يوم الفرقان " ، و فتح مكة " الفتح الأعظم " أصبح ساحة للكسل والخمول, ولم يعد قطاع واسع من المسلمين يعلم بقدوم رمضان إلا ببدء المعارك بين القنوات الإعلامية المختلفة للفوز بالمشاهد الصائم!، والتبشير بمهرجانات التسوق الرمضانية لترسيخ العادات الاستهلاكية في أسمى المناسبات السنوية لإفساد روحانية لياليه.
فهل ننجح فى إنقاذ شهرهنا من بين أنياب اللص الذى يعلن عن موعد هجومه بكل تبجح ،و نفوزبأجر عبادة ألف شهر, ونسعد بالقرب من الله في أعظم مواسم التوبة والعفو والمغفرة, ولا نكون مع الذين ذهبت أوقاتهم نهبًا بين لصوص رمضان المحترفين المجندين للتضليل والتضييع ، المتخصصين في أعمال السطو الموسمية ، المبدعين في تمرير أيام الشهر على جناح الغفلة ، المتمكنين من استلاب الناس وسرقة روحانية الشهر الكريم.. أعتقد أن الفرصة ما زالت سانحة تنتظر من يقتنصها.