القاهرة 20 ابريل 2017 الساعة 11:57 ص
جاء غزو العراق عام 2003 علي أسس محددة تناولها التقرير الاستراتيجي الأمريكي في ذلك الوقت. من بينها أن العراق بلا دفاع ما يجعله هدفا سهلا. وأن الضربة الأولي ستجعل المجتمع العراقي يتهاوي. وسيختفي العسكريون وستصبح الولايات المتحدة هي المسيطرة علي الوضع وستنشيء حكومة تتماشي مع اختيارها ومع قواعدها العسكرية علي أن تكون المنطقة اللاحقة هي سورية أو إيران أوغيرهما.
واذا فسرنا الوضع الحالي بعد نحو أربعة عشر عاما من الغزو الأمريكي للعراق. نجد أن معظم الأسس التي بنيت عليها الاستراتيجية الأمريكية. تحققت بنسب كبيرة إذ أن جيش العراق والذي كان يضم 430 ألف جندي مدعومين بنحو 400 ألف آخرين في وحدات شبه عسكرية. جري تفكيكه وانضم كثير منه لتنظيم داعش. كما أن الحالة التي اضحت عليها الدولة العراقية ساهمت في تسلل إيران. لتؤجج نار الطائفية ما بين الشيعة و السنة. فضلا عن أن الأكراد باتوا أقرب لإعلان دولتهم المستقلة في الشمال.
نفس الشيء حدث بسوريا. ولكن بسيناريو مختلف. إذ أن الوضع بهذا البلد. وبما شاهده من تقلبات عديدة. جعله نموذجا فاشلا آخر. وربما تكون نهايته أسوأ من العراق. لاسيما وأن سوريا تحولت بمرور الوقت إلي منطقة صراع بين روسيا من جهة. والولايات المتحدة وحلف الناتو من جهة اخري. وقد دلت الضربة الأمريكية الأخيرة علي ذلك بوضوح. فيما بقيت إيران تنتظر مصيرها الغامض وفق إستراتيجية واشنطن. وفي ظل ما ينتويه الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب.
هذه الخلفية الطويلة كان لابد من استدعائها. في هذه المرحلة التي نمر بها حاليا. لاسيما بعد أن أثبتت الأحداث أن مصر استعصت علي الغرب وفق مقومات ثلاثة: " تماسك الشعب و الحفاظ علي الجيش. وقوة الإرادة الوطنية". وهي تتعارض بكل تأكيد مع الأسس التي بنيت عليها الاستراتيجية الأمريكية للسيطرة علي الشرق الأوسط. ومن ثم باتت القراءة الأولي لحادثي الكنيستين في الأسكندرية وطنطا. تفسر لماذا الضرب علي وتر إشعال الفتنة بين المصريين. واستنساخ ما حدث بالعراق وسورية في مصر.
ورغم أن الحادثين الإرهابيين. جاءا بدلالات تشير إلي أن المصريين أكثر وعيا من كل المخططات التي تحيط بهم. وأنهم علي قلب رجل واحد. غير أن الحذر الاجتماعي والأمني مازالا مطلوبين. لاسيما ونحن نعلم أن أعداءنا مستمرون في طغيانهم و لاييأسون.