القاهرة 28 سبتمبر 2015 الساعة 03:32 م
توفي صباح اليوم الإثنين، الشاعر الكبير حسن فتح الباب، عن عمر يناهز 92 عاما، بعد معاناة مع المرض. من المنتظر أن تقام الصلاة على الشاعر الراحل بمسجد السلام بمدينة نصر بعد العصر، أما سرادق العزاء فسيكون بعد غد الأربعاء بمسجد الصديق بمساكن شيراتون المطار.
ولد الشاعر الدكتور حسن فتح الباب حسن عام 1923 بالقاهرة، وحصل على ليسانس الحقوق 1947 وماجستير العلوم السياسية 1960 ودكتوراه القانون الدولي 1976، وعمل ضابط شرطة، وأحيل إلى المعاش برتبة لواء 1976.
عمل كذلك في سلك التدريس الجامعي في مصر والجزائر.. شرَّف كلا من اتحاد الكتاب وجمعية الأدباء ولجنة الشعر بالمجلس الأعلي للثقافة بعضويته.. شارك في الكثير من المؤتمرات والملتقيات الأدبية والثقافية في مصر والبلاد العربية.
من دواوينه الشعرية التي شهدت مبكرا التجديد الشعري في ثوب الشعر الحر: من وحي بور سعيد 1957، فارس الأمل 1965، مدينة الدخان والدمى 1967، عيون منار 1971، حبنا أقوى من الموت 1975، أمواجا ينتشرون 1977، معزوفات الحارس السجين 1980، رؤيا إلى فلسطين 1980، وردة كنت في النيل خبأتها 1985، مواويل النيل المهاجر 1987، أحداق الجياد 1990، الأعمال الكاملة 1995، الخروج من الجنوب 1999، وغيرها، فضلا عن الأعمال النقدية والموسوعية.
وحصل "فتح الباب" على جائزة شعر 6 أكتوبر من وزارة الثقافة واتحاد الكتاب بجمهورية مصر العربية، وجائزة مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري.
من دواوينه الشعرية
أحـــداق الجيـــاد
الخريف الجهْم خلف الباب...
... والرحلة حانت.. والجياد
وقفتْ بين الفصول الأربعه
أبصرت ريح الشتاء
رَكِبتهْا.. أجفلت
فقَدت غُرَّتها.. أعرافها..
..مادت إلى الطين..
هوت كل الغصون
في سراديب الضلوع العارية
فقدت كل الدروع
يا جيادي استيقظي
أقبلت ريح بواديك رخاء
من ينابيع الأعالي البارده
يشرئب العُنُق الضامر في وجه السماء
يولد المستضعفون
غير أن الأعين الجوفاء والقلب الخواء
لا ترى النبع ولا الريح الرخاء
ويظل النِّطع ينداح.. وتستعلي الحصون
وتدق الساعة الصماء فى البرج..
.. وتنصبُّ شآبيب المطر
تختفي ريح الصبا
يا جيادي فاتك الركب ولكن الفصول
وقفت بين الجباه السود..
..والليل ارتمى بين الحوافر
وأتى الصيف فكانت شمسه جرحاً..
.. وكان الناي أحزان مسافر
وعلى الأفق بقايا من شهاب في الأفول
ليس يحيا أو يموت
وضراعات نخيل ينتظر
ومخاض لضحايا يخرجون
آه يا طير الشفق
حائماً من حول أحداق جيادي
جئت من قبل مواعيدك في الفجر
فغشَّاك الغسق
أترى يؤذن مسراك على الليل العقيم
واسوداد الغرر البيض بقيعان الهشيم
برجوع الموجة البيضاء في نهر الجليد
وأزيز النار في الريح وأكواخ العبيد?
يا جيادى.. لا تُراعي
تخمد النيران في المذبح يوما
والمغنون يبيتون جياعا في العراء
ثم لا ينفضّ إلا الأُجَرَاء
غير أن الريح ترعى في الرماد
ويكون المستحيل
حينما تلوين أعناق الفصول
لا تموتين.. ولكن تُرْجَمين
لتعودي من جديد
ها هي الأبواب ترتد..
..ويشتد اصطخاب الأمكنه
واستباق الأزمنه
يا جيادي.. فامتطي الريح الأخيره
من قصيدة: الفجـــــــر
نامت عين الجبناء
واستيقظ طيف الجرح ملاكاً منسدل العبرات..
.. على أسلاك الورد وأشواك الحنَّاء..
.. الليلة عيد الحب .. وما زلنا أسرى
.. يا حبي الأول والآخر
فلماذا جئت تراعين الذكرى وتعانين الغربه
والأدغال امتدت .. وتسومين الأغلال جنون الرغبه
والأمـواج المشـؤومة تفصـل مـا بـين الشطين..
.. وأيدينا افترقت .. وسواقينا غرقت في بحر الصمت
وإذا غدنا الماضي .. ما أشقانا
نحيا أوهام اليوم الفاجـع والأمـس الضائع..
.. ونغني للبلوى
ونسيم الليل نجاوى عشاق جاءوا من أقصى الأرض..
.. وآهات لمغنية كانت معبودة عصر مات..