القاهرة 11 مايو 2015 الساعة 04:14 م
ان جمالية اي منتج إبداعي تكون بروعة الصورة الشعرية او الفنية او ما اسميه بالضربة وهي التي تميز أي عمل مطروح في الساحة ان كان شعراً أم قصة أم مسرح أم لوحة أم رواية وقد يكون للشعر وخصوصية أكثر من غيره لاعتماده على الصور و بالذات قصيدة النثر الحداثوية التي أصبحت كلها عبارة عن صور شعرية متنوعة في إطار واحد يطلق عليه قصيدة او نصا نثريا ونلاحظ ان الشاعر جابر محمد جابر رسم الكثير من الصور الجميلة فيمجموعته المعنونة ( دوائر مربعة ) التي صدرت عام 2012 في سورية…..
ذات مطر
في منفاي الضوئي
وعند محراب كهولتي
كان المساء المشتعل
يطفى شموس دمي
حاولت ان اخبى كهولتي
من طوفان الالون
حتى لسعني الضوء
وعند الفجر تركت
مياء الزمن عند جدار جريح
تركض خلف ساقية
جافة تلوح لعظام
النهر …………….
من العنوان نعرف ان المجموعة كتبت بطريقة جميلة تضع المتلقي في تساؤل حول ما أراد الشاعر ان يقول وكيف خرج على هندسة الأشياء وجعل للمربعات دوائر وفي السرد الداخلي نجد الشاعر يتكلم عن نفسه ويرمز للزمن بالكهولة وينافي واقعيته بشموس دمه هذا الإبحار الجميل في عالم الخيال يعطي جمالية للمنتج المطروح جمالية فنية يقول الشاعر في نص ثان من المجوعة …………….
في ليلة ماكرة
تذوقت رائحة الغياب
بعد ان خلعت
ابواب الترقب
كانت المتاريس
تجنبني الانزلاق
وهتك اسرار
اللغة عند اخر معقل
الحزن وعلى يمين
الذكريات قبالة الضفة
اليسرى لنهر الفرات ……………..
هذه عدة صور في النص تحمل طابعاً شعرياً فيما ذكره الشاعر وهذا ليس تشتت بل بناء نص نثري يجمع الكثير من المفارقات ومع ان أكثر من فكرة طرحت ولم يكن هناك وحدة وهذه هي قصيدة النثر التي تعرف بكلام نثري يتحدث فيه الشاعر عن ذكريات مر بها بطريقة جمالية وتدل على قدرته في الوصف والتعبير وجابر محمد جابر شاعر بصري من مدينة النخيل …………
انهض من تحت
انقاض حلم
قديم متهاالك
احمل انكساراتي
نافضأ عن كاهلي
ركام هائل من
الأوهام وحين افتح
ذاكرة اخطائي
بدءا بأناقة الحرب
يخدعني قدري
وفي ردهة روحي
تتعلق اعترافاتي
ادونها على ورقة
لاغادر …………….
ينبثق الإبداع من روح شفافة ويملك المبدع علمية عالية وعبقرية في خلق الجمال والتعبير عنه وقد أبدع الشاعر في الكلام من نفسه ووصف لنا وهو يعزف على أوتار الحداثة التي جعلته يتحرك بكل حيوية دون ان يقيد بشيء كما هو معروف ان الحداثة جعلت النص مفتوح للتأويل وهذا ما جعل الشاعر جابر محمد جابر يوظف الكثير من الانزياح والترميز في دوائره المربعة في الربع الأخير من الليل
كان المكان نائما تحت وسادة الريح وكان الغيم يبتكر وهذه طرقأ يجمع بين الكلي والجزئي الصمت فطم يقظته وسار على أبواب البوح الابواب غير الجاهزة للبوح انتقاله جميلة للشاعر بعد ما تحدث عن نفسه في أكثر من نص يتحدث عن عالم من حوله من خلال رؤية شعرية تحمل الكثير من الابتكارات كي يجعل نصه مفتوحاً ذلك ان تصورات الشاعر للمكان غير تصورات أي شخص عادي وهذا ما يميزه لعمق فلسفي وهذا ما يظهر في قصائد جابر محمد جابر.