القاهرة 26 مارس 2015 الساعة 01:08 م
حمله مسئولية كل ما يجري ونقف له علي الواحدة.. خصوصا بعد أن أصبح السادة المحترمون مثل "فلول سما المصري" وأصبح عندنا كثيرون أسماؤهم عنوانا للإعلام الردئ وأسماء أخري أصابها اليأس وكبر السن فأصبحوا مثل النسور اختاروا المشي علي الأرض فأصبحوا غربانا.. وهناك من استهوهم دق طبول النفاق والعزف علي الصاجات فأصبح كلامهم وشكلهم "بايخ".
يقولون ان الحق علي هجوم رجال الأعمال علي الاعلام وغزوهم لسوق الصحف والفضائيات فجعلوها تكال بالباذنجان فلا نعرف لماذا ينفقون كل هذه الأموال. هكذا وجدنا من بين زملائنا الأعزاء وبعضهم حملة دكتوراه لا يصلحون أكثر من قراء.
هل أذكر الأسماء أم لا تعايرني ولا أعايرك؟
علي سبيل المثال: اختلف معتز الدمرداش مع قناة "الحياة" التي عمل بها طويلا فانتقل إلي "إم بي سي" وانتهي الأمر إلي تبادل التراشق بما لا يليق حتي كشفت القناة الأسرار وقالت انه لم يعد له جمهور وذكرت احصائيات وبذلك أصبح عبئا علي "الحياة" التي تدفع له مليون جنيه في السنة!! واضطر "معتز" أن يقول انه لم يكن يقبض مرتبه!
و"نجيب ساويرس" صاحب قناة "أون تي في" قال في حديث صحفي ان المذيع الشاب "رامي رضوان" انتقل لقناة "تن" الجديدة مطرودا لأنه تلقي مكالمة تليفونية من أحد أجهزة الدولة تطلب منه "شتيمة" الدكتور "محمد أبو الغار" ففعل في اليوم التالي.. وقال "رامي" انه لم يسب "أبو الغار" وانما هاجم مقاله الذي أثار جدلاً.
بالمرة قال "ساويرس" عن "يسري فودة" خرج من القناة بعد أن خلص عقده وتقل دمه!
اختار الكاتب الشاب الرشيق "عمر طاهر" أن يكتب علي صفحته الالكترونية تعليقا بعنوان "بطل وقاحة" يا ساويرس.
ولما كان الشيء بالشيء يذكر بعث "محمد بدير الزيادي" من سمنود بصورة لملك الحركات لاعب الكرة "بركات" من إعلان علي صفحتين.. كان يقف بين خمسة من مقدمي البرامج وبالبنط الكبير "انتظرونا".. يقول انه تصور انهم تعاقدوا علي شحنة "بوتاجاز" لحل الأزمة الطاحنة ولكنه اكتشف ان انتظرونا هي إعلان عن قناة فضائية جديدة.. ويضيف انه لم يهتم كثيرا. فالفضائيات أصبحت كالعدد في الليمون ولكن الذي لفت نظره هو ان اللاعب أشار باصبعيه عكس علامة النصر ولم يعرف الزيادي ماذا يقصد. إذ سبق لبركات أن أشار بإشارة قبيحة لجماهير الزمالك فور إحرازه هدف التعادل.. ولو انهم قالوا بعد ذلك علي انه أشار بيده كلها وليس باصبع واحد!!
** بعيداً عن كل هذا يعود الاحترام للسادة الزملاء علي موقفهم من تخريب حديقة "الماريلاند" وكأنه بروفة لتخريب الوطن.
اضطر المسئولون بعد صمت طويل أن يهتموا ويردوا ويزوروا الموقع.. وللحق فإنهم لم يكذبوا لأن الصورة خير دليل ولكنهم "يلاوعون".. يبدو ان محافظ القاهرة ووزير البيئة قد فاجأهما ما جري وقضي الأمر.. وأجمع الكل علي تسمية ما نراه من ذبح وتدمير أشجار "تطوير حديقة الماريلاند" يذكرني بتسمية هزيمة يونيو المهينة بالنكسة!!
صدر أمر بإيقاف الأعمال مؤقتا.. لماذا؟ لمراجعة التراخيص ومدي مخالفة المستثمر ان وجدت!! ولمراجعة مدي اتفاق قطع الأشجار مع قوانين وزارة البيئة.
ثم انها كما يقولون لم تقطع الأشجار إلا لتنقل في مكان آخر وهناك شركة أمريكية خبيرة سوف تقوم بالواجب.
يقول وزير البيئة: انهم لم يأخذوا تصريحا.. ويقولون بل أخذنا من جهة أخري!
ويقولون استأذنا المرور فسمح بإقامة جراج في قلب الحديقة!
أما البناء الأصلي فمرة هو مدينة ملاكي ومرة هو مول تجاري وغالب هو الاثنان معا وأشياء أخري.
ولعل أغرب ما قيل هو ان الحديقة "ملكية خاصة" لشركة مصر الجديدة للاسكان والتعمير.. مرة أخري ملكية خاصة!! وقد أجرتها لأحد المستثمرين الذي بدأ في تطويرها وقد رأي ان الحديقة مليئة بالأشجار الكثيفة لذلك بدأ تقليمها وتهذيبها.
قالوا انه مستثمر من دولة الإمارات الشقيقة. فهل تقديرنا للإمارات يغفر قطع الأشجار؟!
أما الجهاز المسمي والتنسيق الحضاري. فمازال يغط في نومه!!
هذا ومازالت الحكومة تحلم بأن ينام الجميع مثلها في العسل ونحتفل بالتطوير.
يروي الزميل "سليمان جودة" انه لاحظ أثناء زيارته للأكاديمية المصرية في روما ان فرعا من شجرة كبيرة في حديقتها قد مال حتي لامس الأرض فاقترح علي الدكتور "مصطفي عبدالمعطي" مدير الأكاديمية وقتها قطع الفرع. ولكنه أجاب بأن ذلك مستحيل لأنه لابد أن يرجع إلي بلدية "روما" لترسل من يقرر إذا كان الفرع المائل يستوجب الإزالة وفي كل الأحوال البلدية هي التي تزيله بمعرفتها.
تعظيم سلام لزاهي حواس
** نذر نفسه للدفاع عن آثار مصر فناله أحيانا جزاء سنمار.. لا يعجب النجاح كثيرين وهم لا يملكون سوي المعاول ينهالون بها علي الرءوس.
طريقه شاق وطويل لم يصل إلي مكانته العالية بالفهلوة والمجاملات.
أخشي بالقول بأن العالم قد عرفه أكثر من أهله.. يقولون: هل هناك بلد في الدنيا عنده "زاهي حواس" ولا يستفيد منه. ليس فقط في الآثار والسياحة وإنما أيضاً في السياسة؟
علي العكس هناك من يطارده بالاتهامات والبلاغات والمنع من السفر.. وهو دائما علي موعد مع محاضرة عن مصر في أمريكا أو أوروبا أو يتلقي وساما وتقديرا. يسأل الحاضرون: "أين زاهي؟".. فماذا يقولون: ممنوع من السفر!!
ما علينا فهو يقوم بدوره محاميا قديرا عن مصر في كل أنحاء الدنيا.
حدوتة مصرية جميلة. توجها بكتابه "40 سنة حفائر" كشف فيه أسرارا وحقائق وبدد أساطير.
اقفز بين مئات الصفحات لأصل إلي "سرقة آثار مصر".
سرق اللصوص كل مقابر ملوك الفراعنة ولم يتركوا سوي "توت عنخ آمون".. ومقبرة أخري.. سأل القاضي اللص: "لماذا قمت بالسرقة من مقبرة الفرعون؟".. أجاب: "الكل يقول ان الفرعون هو معبود. فلماذا لم يمنعني من سرقة مقبرته؟!".
وسرقنا اللصوص الأجانب ولو كانوا علماء وأشهر المسروقات "رأس نفرتيتي" التي خرجت من مصر بالغش والتدليس وجرت بعدها بسنوات محاولة لطلب إعادتها وربما كان غرام "هتلر" بها وقوله انه مستعد للحرب من أجل بقائها في متحف "برلين".. كان سببا في السكوت عنها حتي كان "زاهي حواس" أول من حرر خطابا رسمياً إلي ألمانيا لعودة "نفرتيتي".
وهناك "حجر رشيد" الذي سلمه الفرنسيون للإنجليز كجزء من المعاهدة بين البلدين حول الصراع علي غزو مصر وكان أحد ضباط "نابليون" قد اكتشف الحجر الذي يفخر به المتحف البريطاني في لندن.
وهناك رأس الأمير "عنخ حا إف" الذي يعتقد بأنه مهندس الهرم الأكبر.
و"الزودياك" يصف مواقع الكواكب المختلفة وظواهر الكسوف والخسوف قبل 2065 سنة الذي تم اكتشافه بمعبد "دندرة" ويعرض حاليا بمتحف "اللوفر" في باريس.
* يعدنا "زاهي حواس" في الجزء الثاني من كتابه "40 سنة حفائر" بالمزيد عما تكشفه الرمال من أسرار.. وإعادة آثارنا المسروقة.