القاهرة 02 مارس 2015 الساعة 03:37 م
_رائد سياسي اجتماعي ورياضي
_تيار الاعتدال في السياسة المصرية
_تولي العديد من المناصب خلال النصف الأول من القرن العشرين
_واحد من أكثر من تولوا المناصب الوزارية
_الرئيس الرابع للنادي الأهلي والأكثر بقاءً علي كرسي الرئاسة
_أول رئيس لإتحاد كرة القدم
لعب جعفر ولي باشا أحد الساسة الذين انجبتهم مصر دورا كبيرا (بهدوء) واحترام في ساحة السياسة المصرية.و كان صاحب دورا مؤثرا وجوهريا طوال أربعين عاما في المناصب السياسية والاجتماعية والثقافية أثناء أكثر الفترات التاريخية زخما بالحوادث والأحداث الكبري من القرن العشرين منذ مطلعه وحتي قيام ثورة يوليو .1952
حيث برز اسم جعفر ولي كأحد العلامات أصحاب الدور الذي لا ينكر في جميع مناحي الحياة المصرية وعلي جميع المستويات بداية من كونه أحد الطلاب المجتهدين بمدرسة الخديوية وضمن أصحاب المراكز الرفيعة ومن ثم التحاقه بكلية الحقوق والتخرج فيها بصورة ممتازة ومتفوقة والتي جمع إلي جوارها التفوق الرياضي كونه أحد لاعبي كرة القدم المميزين وإن لم يصل للتمثيل الدولي أو الأهلي ولكن جمع بين التفوق العلمي وممارسة الرياضة وعشق الاثنان معا وسار فيهما طوال حياته بخط متوازي حتي وصل إلي أعلي الرتب الإدارية والقيادية في كلا الطريقين واللذين بدأهما من الصفر .
(بعيدا عن الأضواء)
ورغم زخم حياة الرجل بالحياة العلمية في جميع مناحي الحياة المصرية طوال النصف الأول من القرن العشرين كونه صاحب دور مؤثر في كل المجالات التي خاضها إلا أنه كان شخصية مثالية لا يحب الظهور ولا يسعي إلي الأضواء أو تزكيه نفسه أو الحديث عنها ولكن أعماله هي التي كانت تتحدث وأفعاله ومناصبه خير دليل ولذا لم يتم تسليط الضوء عليه اللهم إلا في أضيق الحدود وكما كان في حياته هادئا عاملا بصمت دون ضجة أو جلبه عاشت روحه بنفس الأداء بعد ممارسة وقد تقول إن الرجل وقع عليه ظلم من الباحثين وكتاب السير والمؤرخين وإن هو قد تنبه لذلك كما تقول ابنته الصغري الدكتورة مني أستاذة التاريخ الحديث فكان يُدون مذكراته يوميا منذ كونه طالب بالحقوق وحتي أواخر أيامة وكان فيها من الأسرار والأحداث والحكايات والشخصيات الكثير ولكنها للأسف فقدت بعد وفاته أثر انتقال الأسرة إلي مسكن لآخر ولم يتم العثور عليها وإن كانت الروايات والمذكرات والمدونات من أبرز أوراق الراحل الذي ما ذهبت أوراقه المدونة لكن بقيت أعماله التاريخية في صفحات الكتب المصنفة وقصاصات الصحف والمجلات التي عاصرت الرجل والشهادات الصحيحة لبعض معاصريه والأهم في تاريخ الوزارات التي تولاها حيث تواجد في ست وزارات مصرية في تشكيلات مختلفة بالطبع احتفظت للرجل بسجل تاريخي رائع .
(رائد التمصير الرياضي)
إضافة إلي كونه واحد من أشهر رؤساء النادي الأهلي وكباره مؤسسيه والمساهمين فيه بل لا أخفي الحقيقة إذا قلت إنه باعث النهضة الاجتماعية والرياضية والثقافية بالنادي وتحويله إلي كيان سياسي واجتماعي ورياضي ضخم حيث تولي رئاسته في فترة زمنية حرجة أو لنقل إنها فترة ترسيخ دعائم هذا الكيان التربوي رائد حركة تمصير كرة القدم المصرية
بما يمثله هذا التمصير من تأثير في خط سيربناء الرياضة المصرية أو ابنعاجها الدولي والعديد من المناصب التي تواجد فيها الرجل ليس من باب (التكويش) أو الاستثثار بالسلطة وحب الظهور ولكنها جاءت من باب التفوق والنشاط والاجتهاد والبصمات التي لا تسمي يذكرها الرجل في المكان الذي تواجد فيه
(جعفر ولي باشا أحد علامات الحياة المصرية في القرن العشرين ورواده)
(المولد والنشأة)
الأضواء علي تاريخه وشخصيته من البداية..مولود في الجيزة عام 1881
اسمه بالكامل جعفر ولي حلمي علي أغا الخازاندار
والده ولي حلمي صديق ودفعة الخديوي إسماعيل أثناء إرسال محمد علي باشا له إلي فرنسا عام 1844 لدراسة العلوم العسكرية والتي ضمت إلي جواره بعد فطاحل الحياة العسكرية المصرية فيما بعد وعلي رأسهم من الأسرة العلوية الأمير عبد الحليم والأمير إسماعيل(الخديوي فيما بعد) والأمير أحمد الذي مات غريقا في رعيان الشباب
ومن المبعوثين المصريين كان هناك الشيخ نصر ابو الوفا أمام البعثة ومحمد شريف باشا وعلي إبراهيم باشا وعلي مبارك باشا وحماد عبد العاطي وحسن افلاطون وعثمان صبري وعلي شريف وأباظه مراد حلمي ومحمد عارف وحسن نور الدين ومصطفي مختار وحسين كوجال وسليمان نجاتي بيك وولي حبمي بيك
وانخرط هؤلاء المبعوثين التعليميين بعد العودة في الحياة العسكرية المصرية ووصلوا إلي أعلي المناصب والرتب بالإضافة إلي انخراطهم في الحياة الاجتماعية وتكوين أسر
وتزوج ولي حلمي من السيدة نفسية هانم التي ترجع إلي الأصول الشركسية وأنجب منها خمسة أبناء بنتان وثلاثة ذكور
أما الذكور الثلاثة فهم الأكبر حسين والأوسط جعفر والأصغر محمد وتوفي صغيرا ولكنه حرص علي إلحاق أولاده الذكور بالتعليم ووصي زوجته بذلك واشترط الأولاد الثلاث في دراستهم فدرس حسين العود ومحمد اتجه إلي العلوم درس الكمياء والتي تفوق فيها لدرجة عالية وكان يلقب بباستير والأوسط جعفر التحق بمدرسة الوزراء(الحقوق) وكان أحد خريجي الخديوية الثانوية بتفوق واضح عام 1903 وفي جامعة فؤاد الأول بمدرسة الحقوق كان من أوائل الدفعة وتخرج عام 1907 وتم تعينه وكيل نيابة وعند تخرجه كان يجيد سبع لغات حينها علي رأسها العربي والإنجليزي والفرنسي والإيطالي والألماني والتركي والياباني إجادة تامة قراءة وكتابه وكان ضمن طليعة الطلاب المناضلين العارفين بحقوق الوطن وواجباته والمساهمة في نهضته والباحثين عن استقلاله ومن هنا جاء انتقاله لنادي طلبة المدارس العليا
وفي عام 1909 حصل علي البكلورية لتفوقه في عمله ووظيفته
وفي عام 1917 وصل إلي درجة وكيل وزارة الداخلية وحصل علي الباشوية(في نادي الوطنية)
وكما سبق وإن أشرنا كون انقسام النادي لطلبة المدارس العليا الذي ساهم في تأسيسه المناضل الوطني الكبير عمر بك لطفي أحد خريجي كلية الحقوق والذي كان يقوم بالتدريس فيها وكان أقرب أصدقائه الزعيم الوطني مصطفي كامل وبث لطفي في روح تلاميذه الوطنية الحقيقية والنضال الشريف ولكن ذهنه تفتق عن فكرة إنشاء نادي يضم أبناء خريجي المدارس العليا (الكليات)بعد تخرجهم لاستمرار رحلة الكفاح لديهم وازدياد الروح الوطنية من أجل نيل الحقوق الوطنية وقد كان وتأسس النادي في إبريل عام 1907 والذي عرف فيما بعد باسم النادي الأهلي وكان جعفر ولي ضمن المؤسسين والمساهمين فيه ضمن 40 شخصية بارزة في المجتمع المصري من جميع الاتجاهات السياسية والثقافية والاجتماعية و خلافة رجال الوطن مثال عمر لطفي بك المحامي والمحاضر الشهير صاحب الفكر وعزيز عزت باشا وعبد الخالق باشا ثروت وامين سامي باشا وعمر سلطان بك وادريس راغب بك ومحمد محمود بك ومحمد طلعت حرب وغيرهم من طليعة وكبار العمل الوطني في مصر وكان أصغرهم سنا وأكثرهم مشاركة جعفر ولي بك والبالغ من العمر 26 عاما شارك في 6 أسهم بما قيمته وقتها ثلاثون جنيها إدراكا منه للدور الذي يقوم به النادي في الحياة الوطنية المصرية واستمرارا لدور الرجل النضالي في الجامعة ونذكر أنه لم يكن هناك فاصل كبير بين الرياضة والسياسة بل كانت تستخدم الرياضة لخدمة السياسة أو نقل ضمن أبرز الأعمال الوطنية .
ولم يتخل جعفر ولي عن تواجده في صفوف وردهات نادي الوطنية ولا عن القيادة المركزية فيه وكان ضمن ثالث لجنة إدارية عليا لمجلس إدارة يدير النادي منذ بداية عام 1916 كوكيل لعبد الخالق باشا ثروت رئيس النادي وظل هو الموتور الذي يدير ويحرك حتي تولي رئاسة النادي في 14 فبراير 1924 وكان الرئيس الرابع الذي اتخذ معه النادي دور وآفاق أخري زادت من شعبيته وكيانه وهو ما سنعود إليه لاحقا .