القاهرة 31 مايو 2012 الساعة 09:05 ص
أجد لزاما علينا, نحن المصريين المتابعين باهتمام وقلق, أولي معارك مصر الرئاسية في تاريخها الطويل, أن نسجل بكل صدق وامتنان احترامنا وتقديرنا للموقف المشرف الذي وقفه السيد عمرو موسي إزاء نتيجة الانتخابات التي خسرها. فنحن في هذه المرة الأولي- نرسي قيما وتقاليد لممارسات الانتخابات الرئاسية التي سوف تشهدها مصر كل أربع سنوات. لم يرفض عمرو موسي نتائج الانتخابات ولم يشكك في شرعيتها, ولم يسر في مظاهرات للتنديد بها! لم يقيم عمرو موسي نتيجة الانتخابات وفق منطق: إذا فزت فإن الانتخابات تكون نزيهة, وإذا خسرت فإن الانتخابات تكون مزورة! كما فعل ويفعل مرشحون وأحزاب. لا لم يقل عمرو موسي ذلك, لكنه عندما سئل- وأنا أنقل هنا عن الأهرام- حول رد فعله لنتيجة الانتخابات قال: يجب علينا كمصريين في الفترة المقبلة أن نعمل من أجل إكمال المسيرة صفا واحدا وقال برجوله, وبمسئولية حقيقية خرجت من المعركة الانتخابية وأنا مرتاح لأن مصر خرجت قوية, وتسير علي درب الديمقراطية مشددا في الوقت نفسه علي أنه يجب علي كل المصريين أن يقرروا بكل وضوح ماذا يريدونه في المرحلة المقبلة وقال موسي: نعم لم يحالفني التوفيق في الانتخابات, كما لم يحالف غيري ممن حلموا بأحلام الشعب وآماله, وهذا مقبول ومن طبائع الأمور. ولكن ما هو غير مقبول أو متصور أن يفقد الشعب أحلامه أو أن تهتز ثقته في المستقبل. لقد ذكرني هذا الموقف العظيم بموقف آل جور المرشح الرئاسي الذي كان ينافس جورج بوش في انتخابات عام2000 والذي فاز بفارق ضئيل للغاية وفق حكم مثير للجدل من المحكمة العليا الأمريكية. لقد انسحب آل جور بشرف, وتفرغ لتبني قضايا البيئة في العالم, وحصل بسببها علي جائزة نوبل. وقد لا يحصل عمرو موسي علي جائزة نوبل, لكنه سوف يحصل قطعا علي احترام وتقدير مصر والعالم كله, وسوف يسجل في تاريخ الانتخابات الرئاسية المصرية نموذجا للرجولة والثقة بالنفس!
نقلا عن الاهرام
|