القاهرة 14 يناير 2015 الساعة 03:14 م
قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة للكويت في إطار جولة لعدد من دول مجلس التعاون ومن المتوقع أن يتم استكمال الجولة في القريب العاجل لتشمل باقي الدول التي كان مخططاً زيارتها .
ولقد نشرت بعض الصحف العربية والمصرية أن الجولة تستهدف بحث الحصول على أموال خليجية للتنمية في مصر وهذا ربما كان أحد نتائج الجولة ، ولكن الهدف الرئيسي والفهم الصحيح للجولة هو ما عبر عنه كاتب العمود السيد/ محميد المحميد في يوم 14/1/2015 في جريدة أخبار الخليج وهو أن مصر أكبر من أن يأتي رئيسها لمجرد الحصول على مال لتنمية بلاده ، ودول الخليج أكبر من أن تحتاج لمن يطلب منها تقديم أموال لمصر ، وأضيف بأن مصر العروبة لم تتوان عبر تاريخها عن المساهمة في تنمية الخليج قبل ظهور النفط وبعده ولم تفكر يوماً في مقابل لذلك ، ودول الخليج عبرت دائماً عن حرصها على دعم مصر دون مقابل أيضاً . فالفكر والثقافة العربية والطابع القومي العربي ومصلحة الأمن القومي العربي هي الأهم والأدق في فهم وتحليل طبيعة علاقات مصر الخليجية . ولم تطلب مصر شيئاً مقابل دعم الكويت في مواجهة تهديدها في عهد حكم عبد الكريم قاسم ، أو في مواجهة العدوان والغزو الذي قام به صدام حسين رغم الإغراءات المادية التي عرضها على مصر في حينه ، كما لم تطلب مصر شيئاً مقابل دعمها لسيادة واستقلال البحرين في مواجهة التهديدات الصريحة والضمنية من إيران ، ولا في دعم موقف الإمارات العربية المتحدة لتأكيد حقها في استعادة جزرها الثلاث المحتلة أو في مواجهة أية ضغوط تمارس ضدها أية دولة خليجية . ودول الخليج لم تتوان في مساندة المواقف المصرية المعبرة عن مصالح مصر الوطنية وما تتعرض له من ضغوط إقليمية ودولية. إن هذا هو المفهوم الصحيح للعلاقة المصرية الخليجية ولزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي .
لقد مضى عهد الفكر المتخلف في النظرة لعلاقة مصر الخليجية ولقيام أحد المسئولين من مصر بجولات لمصالح شخصية والمستقبل الواعد هو بعلاقة إستراتيجية عميقة بين الطرفين بعيداً عن المصالح الشخصية أو النظرة الطفيفة لتلك العلاقات.