القاهرة 13 اكتوبر 2014 الساعة 03:34 م
لا يُعقل، بالطبع، أن يوصم موسم أفلام عيد الأضحى المبارك بأنه سيء في مجمله،والأمر المؤكد أن ثمة إيجابيات لا يمكن تجاهلها،على رأسها عودة النجمة ميرفت أمين إلى الشاشة الكبيرة،بعد موافقتها على المشاركة في بطولة فيلم «حماتي بتحبني» تأليف نادر صلاح الدين وإخراج أكرم فريد،وكأنها تُنهي سبع سنوات من القطيعة التي بدأت عقب انتهائها من تصوير فيلم «مرجان أحمد مرجان» !
توارت ميرفت أمين بعيداً عن الجمهور،بعد أن شاركت النجم عادل إمام البطولة،لكن أحداً لا يدري السر وراء قبولها العودة من خلال فيلم أنتجه أحمد السبكي ويُنسب في النهاية إلى المطرب حمادة هلال،الذي قال إنه طالب المخرج بأن يُعيد ترتيب الأسماء على «التترات» وملصقات الدعاية بحيث يأتياسم النجمة الكبيرة في الصدارة،من قبيل الاعتراف بمكانتها وتقدير قيمتها،ولأنه يعلم بالطبع حجم ما ستضيفه للتجربة .
في نظر البعض أخطأت ميرفت أمين في حساباتها عندما تصورت أن فيلم «حماتي بتحبني»،الذي يقدم دراما اجتماعية راقية ومحترمة، قادر على منافسة نوعية من الأفلام التي ترى في البلطجي والراقصة ومطرب الأفراح الشعبية أبطالاً لا يُشق لهم غبار،ولأنها توهمت أن فيلماً كهذا يمكن أن يرضي غرور «جمهور العيد» صاحب المزاج الخاص،وجاءت النتيجة لتخيب توقعاتها،وأسرة الفيلم،بعد ما احتل فيلم «حماتي بتحبني» المركز الرابع في شباك التذاكر،بإيرادات اقتربت من المليون وإحدى عشر ألف جنيهاً مصرياً،بينما احتل فيلم «الجزيرة 2» المركز الأول بإيرادات تجاوزت السبعة ملايين ونصف المليون من الجنيهات !
واقعة لا تخلو من دلالة،وإشارة لا يغيب عنها المغزى؛خصوصاً أن ميرفت أمين بدت وكأنها تعرف أن فيلم «حماتي بتحبني» هو في حقيقة الأمر مغامرة غير مأمونة العواقب فما كان منها سوى أن وضعت الاحتمالات كافة،واختارت شكلاً آخر للعودة، من خلال فيلم جديد تباشر تصويره الآن يحمل اسم «بتوقيت القاهرة»،لكنه يجمعها وابن جيلها النجم نور الشريف،وكأنها تعود إلى قواعدها سالمة .
اختفت ميرفت أمين في العام 2007 وعادت العام 2014 وطوال فترة الاحتجاب عن الشاشة الكبيرة تكتمت حقيقة الأسباب والدوافع التي قادتها إلى الغياب،مثلما لم تفصح عن مبررات العودة؛خصوصاً أنها فعلت الشيء نفسه من قبل عندما غادرت الساحة السينمائية،في أعقاب تجسيدها شخصية السيدة جيهان السادات في فيلم «أيام السادات» (2001)،وعادت مع «مرجان أحمد مرجان» (2007)،وفي الحالين التزمت الصمت،ولم ترض فضول الجمهور والنقاد،وتركت الجميع يجتر ذكرياته الجميلة مع أدوارها في أفلام : «ثرثرة فوق النيل»،«أنف وثلاثة عيون»،«الحفيد»،«شقة في وسط البلد»،«حافية على جسر الذهب» و«زوجة رجل مهم» .
ظاهرة العودة في أفلام موسم عيد الأضحى المبارك لم تكن مقصورة على النجمة ميرفت أمين وحدها؛ففي العام 2007 الذي ابتعدت فيه ميرفت أمين عن السينما انسحبت ممثلة أخرى (هالة صدقي) عن الساحة السينمائية،بعد مشاركتها في بطولة فيلم «هي فوضى» إخراج يوسف شاهين وخالد يوسف،وتفرغت للأعمال الكوميدية التليفزيونية،قبل أن تفاجئ الجميع بعودتها إلى الشاشة الكبيرة من خلال فيلم «النبطشي»،الذي راهنت على تقديمها،من خلاله،بشكل ومضمون جديدين بعيدين عن الكوميديا التي اعتادتها،وربما في هذا التغيير يكمن سر عودتها !
خطوة مباغتة أخرى اتخذها الممثل الرصين أحمد عبد العزيز،الذي كان محسوباً على ممثلي التليفزيون،عندما قرر العودة إلى الشاشة الكبيرة من خلال فيلم «حديد» تأليف مصطفى سالم وإخراج أحمد البدري،ومبعث المفاجأة في الأمر أن علاقته والسينما كانت قد انتهت في العام 1996،عقب مشاركته في بطولة فيلم «التحويلة» أول وآخر أفلام المخرج آمالي بهنسي،وتطورت العلاقة السلبية ووصلت إلى مرحلة الجمود والفتور المتبادل،بعكس ما حدث مع عمرو سعد،الذي لم يحقق فيلمه «الكبار» (2010) النتيجة التي كان يتوقعها،فاتجه إلى الدراما التليفزيونية،وبعد أربعة أعوام عاد بفيلم يحمل اسم «حديد»،ولم يختلف الحال كثيراً مع محمود عبد المغني،الذي اختار التفرغ للدراما التليفزيونية،بعد تعثر تجربته في فيلم «رد فعل» (2011) وطوال الوقت كان مشغولاً بالتحضير لفيلم «النبطشي»،الذي يراهن عليه في كل أحاديثه الصحافية،في حين جاءت النتيجة مخيبة في الأيام الأولى للعرض؛إذ احتل المركز السادس في شباك التذاكر،ولم تتجاوز إيراداته مبلغ 382 ألف جنيهاً مصرياً !
مازال الحكم على أفلام موسم عيد الأضحى مبكراً لكن الظواهر السلبية والإيجابية التي يمكن قراءتها كثيرة .. وهو ما سنفعله في المقبل من الأيام .