القاهرة 12 اكتوبر 2014 الساعة 12:43 م
كتبت :عواطف الوصيف
أنتم أدرى بشئون دنياكم
هكذا قال لنا الله تعالى فى كتابه الكريم لظهور واكتشاف العديد من الأمور فى دنيانا التى جدت فى حياتنا والتى لم يذكر لها حكما شرعيا فى القرآن الكريم مما يستوجب التفكير فيها وإيجاد حلا لها نعمتد فيه على العقل وإلا ما قيمة عقل الإنسان الذى ميزه به الله تعالى عن سائر المخلوقات إذا كان عاجزا عن القدرة على التفكير الصحيح فى مختلف الأمور التى تمر به.
لكن تنظيم داعش يرى أن مجرد التفكير أو محاولة طرح الآراء فى العديد من الأمور التى حلت بنا فى حياتنا التى لم يحدد لها حكما صريحا فى القرآن الكريم هو ردًة وإلحاد وكفر.
ابن رشد
عرف عن ابن رشد وهو قاضى قضاة الأندلس فى أزهى عصورها من الأمانة والصدق ومعاونة البرئ وبذل الجهد من أجل نصر الحق.
قال ابن رشد عن مواجهة أحد أعضاء التنظيمات فى الأندلس فى عهد الخليفة المنصور فيما يتعلق بوجوب التفكير فى الأمور التى لم تذكر فى آيات الله البينات.
"إن باب الاجتهاد قد افتتح بعد انقطاع الوحى بوفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن الله لم يأمرنا بالدين فقط بل بالعلم أيضا حيث قال "وقل ربى زدنى علما "
وإن الإمام مالك قال :"رأى صواب يحتمل الخطأ ورأى غير خطأ يحتمل الصواب"
فلا عيب من المناقشة وتبادل الآراء خاصة حينما يكون فى أمور دنيوية تتعلق بالإنسان فى حياته وتمسه بشكل مباشر فلابد من إيجاد حلول وتفسيرات لها.
يجوز الكذب فى كل الحالات
ويعتمد تنظيم داعش على مبدأ جواز الكذب للمصلحة وحتى لغير مصلحة على غيرنا؛ لأننا في حرب معهم، وكل من ليس معنا فهو ضدنا.
ما الكذب؟
يقول فضيلة الشيخ عبد العزيز بن مرزوق الطريفى إن الأصل في الكذب التحريم، والأدلة على تحريمه متواترة، وتحريمه معلوم من دين الإسلام بالضرورة مستدلا فى ذلك بقوله تعالى "إن الله لا يهدى من هو مسرف كذاب" وقوله عز وجل " إن الله لا يهدى من هو كاذب كفار"
ومستندا أيضا على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الصدق يهدى إلى البر وإن البر يهدى إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب صديقاً، وإن الكذب يهدى إلى الفجور وإن الفجور يهدى إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب كذاب"
وقد جاء الإذن بالكذب في مواطن للمصلحة الظاهرة كما عرف عن ابن شهاب بن حميد بن عبدالرحمن بن عوف أن أمه أم كلثوم بنت عقبة أخبرته أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو يقول: " ليس الكذّاب الذي يصلح بين الناس ويقول خيراً وينمى خير"
الحالات التى يجوز فيها الكذب
ويقول الشيخ الزهرى إن الكذب يجوز فى حالات معينة وهى " الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها".
مؤكدا أن الكذب لا يجوز فى أى حالات أخرى.
الحرب بين الخدعة والخيانة
الحرب خدعة وهذا ما كان يعتمد عليه سيدنا رسول الله فى أرض المعركة فى غزواته مع الكفار إلا أنه صلى الله عليه وسلم رفض الاعتماد على مبدأ الغدر والخيانة خارج محيط أرض المعركة.
ولكن حينما ترى داعش أن الحرب خدعة وغدر لكل من حاربنا سواء كانوا مسلمين أو كفارا ويكون ذلك من المرتكزات الفكرية لهم.
معنى ذلك أن داعش لا ترى مانعا من قتال وخيانة المسلمين والغدر بهم على الرغم مما قاله رسول الله صلى الله عليه و سلم : "إن هدم الكعبة التى هى بيت الله الحرام والذى يحج إليه المسلمون من كل بقاع الأرض أهون عند الله من قتل مسلما".