القاهرة 16 سبتمبر 2014 الساعة 01:12 م
صفيّةبنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشية الهاشمية شقيقة حمزة بن عبد المطلب ،أمهما هالة بنت وهيب بن مناف بن زهرة كانت في الجاهلية زوجة الحارث بن حرب بن أمية، أخي أبي سفيان فمات عنها ، فتزوّجها العوّام بن خويلد فولدت له الزبير والسائب وعبد الكعبة ، أسلمت صفية قديماً وهاجرت الى المدينة ، وكانت أول مسلمة قتلت يهودياً ، وكانت قد قاتلت يوم أحد.
لقد بايع الرسول -صلى الله عليه وسلم- الصحابيات على الإسلام وما مسّت يدُهُ يد امرأة منهنّ ، وكانت عمّته صفية -رضي الله عنها- معهن ، فكان لبيعتهاأثرٌ واضح في حياتها ، بإيمانها بالله ورسوله ، ومعروفها لزوجها ، وحفاظها على نفسها ، والأمانة والإخلاص في القول والعمل
قال تعالى( يا أيُّها النّبي إذا جاءَك المؤمناتُ يبايِعْنَكَ على أنلا يُشْركْنَ بالله شيئاً ولا يَسْرِقْنَ ولا يَزْنينَ ولايَقْتُلن أولادهُنَّ ولايأتيَن ببُهْتانٍ يفترينه بين أيْديهنَّ وأرجُلهنَّ ولا يَعْصينك في معروفٍفبايعْهُنّ واستغفرْ لهُنَّ الله إنّ اللهَ غفورٌ رحيمٌ )
لم تكن صفية -رضي الله عنها- لتنسى قول رسول الله -صلى الله عليهوسلم- في أول أيام إسلامها ، لمّا نزل قوله تعالى( وأنذر عشيرتك الأقْربين) قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال( يا فاطمة بنت محمد ، ياصفية بنت عبد المطلب ، يا بني عبد المطلب ، لا أملك لكم من الله شيئاً ، سلوني منمالي ما شئْتُمُ ) فخصّها بالذكر كما خصّ ابنته فاطمة أحب الناس إليه.
لم يفرض الإسلام على المرأة الجهاد كما فرضه على الرجل ، ولكنه لميمنعها من التطوع له إن كانت قد رأت في ذلك ضرورة ، ولقد كانت صفيّة -رضي اللهعنها- من اللواتي قد شاركن المجاهدين يوم أحُد ، فقد جاءت وقد انهزم الناس ،وبيدها رمح تضرِبُ في وجوه الناس وتقول( انهزمتم عن رسول الله -صلى الله عليهوسلم- !) تنكر عليهم ذلك ، وتحُثَّهم على الثبات وعند مصرع أخيها حمزة -رضي اللهعنه- كانت رابطة الجأش قوية صابرة ، لم تخُرْ عزيمتها وقالت( ذلك فيالله ! فما أرضانا بما كان من ذلك ، لأحتَسبنَّ ولأصبرنَّ إن شاء الله )
وفي غزوة الخندق كان لها موقف لا مثيل له في تاريخ نساء البشر ، وتقولصفية عن نفسها في ذلك( أنا أول إمرأةٍ قتلتْ رجلاً ) وذلك أن رسول الله -صلى اللهعليه وسلم- لمّا خرج الى الخندق ، جعل نساءَه في أطُمٍ -مكان مرتفع- يقال له فارع، وجعل معهن حسان بن ثابت وهو يناهز الستين من العمر ، فجاء رجل من اليهود ، فرقيفي الحصْن حتى أطلّ عليهم ، قالت صفية لحسان( قُم فاقتله ) فقال( لو كان ذلك فيّكنت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ) قالت صفية( فقمت إليه فضربته حتى قطعتُرأسه ، وقلت لحسان ( قم فاطرحْ رأسه على اليهود ، وهم في أسفل الحصن ) فقال( والله ما ذلكإليّ ) قالت( فأخذتُ رأسه فرميت به عليهم ) فقالوا( قد علمنا أن هذا لم يكن ليتركأهله خُلواً ليس معهم أحد ) فتفرّقوا.
توفيت -رضي الله عنها- في خلافة عمر سنة عشرين ، ولها من العمر ثلاثوسبعون سنة ، ودفنت في البقيع
salah_alwafd@yahoo.com
|