القاهرة 07 سبتمبر 2014 الساعة 03:06 م
تاريخيا أطلق اسم ليبيا علىالإقليم الواقع في شمال أفريقا بين مصر وتونس نسبة إلى قبيلة الليبو التي سكنت هذهالمنطقة منذ آلاف السنين.وقد هاجر الإغريق من جزيرة كريت حوالي القرن الثامن قبلالميلاد ليؤسسوا المدن الخمس الإغريقية (البنتابوليس) في برقة وهي المدن الأكثرازدهارا في أفريقيا في ذلك العصر ، وتشير السجلات التاريخية إلى أن ليبيا كانتمأهولة قديما بقبائل البربر، أما الساحل الغربي فقد قطنه الفينيقيون الذين هاجروامن ساحل المتوسط الغربي بدء من القرن العاشر قبل الميلاد. وفي القرن السادس قبلالميلاد صعد نجم قرطاج كدولة ذات قوة ومكانة على المتوسط، واستمرت قرطاج حتىسقوطها بيد الرومان في القرن الثاني قبل الميلاد، وفي القرن الخامس بعد الميلادأصبحت ليبيا في قبضة الوندال ومن ثم تحت سيطرة البيزنطيين في القرن السادس للميلاد، وفي القرن السابع للميلاد دخلها العرب المسلمون و أهم السلالات التي حكمتهاوحققت عصورا مزدهرة كانت الأغالبة في القرن التاسع الميلادي، والزيريون بدء من سنة972 م، وهم من أصول أمازيغية تابعين للفاطميين ، وفي عام 1050م، تمرد الزيريون علىخلافة الفاطميين ذو المذهب الشيعي في القاهرة ليتبنوا المذهب المالكي، مما أغضبالفاطميين ودفعهم لإرسال قبائل بني هلال للقضاء على بني زيري الصنهاجيين.
وقد مرت ليبيا عبر القرونالماضية بمحطات سياسية وتاريخية مهمة وتخلل هذه الفترات بعضالمواقف والأحداث يطول سردها, إلا أنها تبقي أحداثا لعبت دورافي رسم الخارطة الجغرافية والديموغرافية لهذا الإقليم, كسيطرةقرطاجة, أو انضمام أجزاء واقعة ضمن الحدود الليبية الحاليةلبعض الدول, أو تعرضها لسيطرة العرب البدو, أو تعرض العاصمةالحالية طرابلس للاحتلال من قبل الإسبان ومن ثم فرسان القديسيوحنا إلي أن حررها العثمانيون.
ويحد ليبيا من الشرقمصر, من الجنوب الشرقي السودان ومن الجنوب تشاد والنيجر ومنالغرب الجزائر ومن الشمالالغربي تونس. عدد سكان ليبيا ضئيلمقارنة بمساحة البلاد, حيث تعد السادسة عشرة علي مستوي العالممن حيث المساحة, كماأنها تملك أعرض ساحل من بين الدولالمطلة علي البحر المتوسط, يبلغ طوله حوالي 2000 كم.
تشكل الصحاري القسم الأكبرمن ليبيا, وأراضيها عبارة عن هضبة هي امتداد للهضبةالإفريقية, وعن سهل ساحلي يمتد علي طول البحر المتتوسط.وتتميز بكثرة الواحات, ومن أهم جبالها الجبل الأخضر عليالمتوسط في الشمال الشرقي, والجبل الغربي في الشمال الغربي,وجبال تيبستي في الجنوب, وأعلي قمة فيها هي قمة بتةوارتفاعها 2286 مترا.
يتصف المناخ الليبي فيمعظمه بمناخ الصحراء المدارية, حيث يغلب عليه الجفاف نتيجةلعدة عوامل متعلقة بطبيعة الجو والسطح والموقع الجغرافي. لذلكلا تمتلك الجماهيرية أي مورد مائي سطحي عذب دائم الجريانلتذبذب معدلات سقوط الأمطار وطبيعة التكوينات الجيولوجية ومنأهم مصادر المياه مياه الأمطار والمياه الجوفية, وللتغلب عليهذه المشكلة قامت ليبيا بتنفيذ مشروع ضخم تكلف حوالي 20 ملياردولار تحت اسم النهر الصناعي العظيم, ويهدف المشروع من خلالالمراحل الأربع وعبر شبكة من الأنابيب الضخمة يصل طولها إلي4040 كيلو مترا, إلي نقل ما يقرب من 5.5 مليون متر مكعب منالماء يوميا من الأحواض المائية الجوفية في الجنوب إليالمناطق الساحلية في الشمال.
أما عن الحالة الاقتصاديةللبلاد فيعد النفط والغاز المصدر الرئيسي للدخل, بينما يتمدعم أسعار السلع الغذائية الأساسية, والوقود, والكهرباء أماخدمات التعليم والصحة فتقدم مجانا, كما تقوم ليبيا بتنفيذمشروع للسكك الحديدية بطول أكثر من 2000 كلم تقريبا بهدف ربطالقارتين الإفريقية والأوربية. ويعتبر الدينار هو الوحدة الأساسيةلعملة ليبيا, وهو مغطي بالذهب وقابل للتحويل إلي العملات الأجنبية,ويعادل الدولار الأمريكي 1.32 دينار.
ومن أهم الصناعات: الحديدوالصلب والأسمنت ومواد البناء والصودا الكاوية وأسمدة اليورياوالصناعات البتروكيماوية الأخري, ومن أهم المنتجات الزراعية:الشعير - القمح - الطماطم - البطاطس - الزيتون - الخضراوات -الفواكه - اللحوم.
طرابلس عاصمة الجماهيريةالليبية
عاصمة الجماهيرية الليبيةالتي أسسها الفينيقيون في القرن السادس قبل الميلاد, وتتجليفيها معالم الحداثة إلي جانب شواهد التاريخ القديم. وتتميزبمرافقها العمرانية من شوارع فسيحة وفنادق ومنتجعات وأسواققديمة وحديثة زاخرة بالمنتجات والحرف الشعبية التقليدية منمنسوجات ومفارش وحلي ذهبية وفضية ونحاسيات وجلدية وفخارياتمزخرفة.
ومن معالم طرابلس مدينةالأندلس السياحية والمدرج الروماني في صبراتة الأثرية القريبةمن طرابلس الذي تقام فيه العروض الفنية والموسيقية, وفيهاقلعة أثرية قديمة السراي الحمراء في الجزء الغربي القديم منالمدينة وكانت في الأصل معبدا رومانيا.
وهي الآن تضم متاحف تحويالكثير من الآثار وللراغبين في إطلالة سياحية تاريخية عليطرابلس فهي كمعظم المدن علي حوض المتوسط شهدت تعاقب الحضاراتمنذ الفينيقيين الذين قدموا إليها من صور اللبنانية قبل600 عام من الميلاد إلي الرومان الذين خلفوا بقايا من جدرانهياكلهم وعمائرهم مرورا بالفندال وحتي الفتح العربي الإسلامي فيالقرن السابع ثم الغزو الإسباني الذي استمر 40 عاما إلي أنامتد إليها نفوذ العثمانيين ثم الاستعمار الإيطالي عام 1911فالاستقلال في 1951.
السراي الحمراء أو قلعة طرابلس وهيمن أهم معالم مدينة طرابلس في ليبيا، وقد سميت بالسراي الحمراء لان بعض أجزائهاكانت تطلى باللون الأحمر، وهي تقع في الزاوية الشمالية الشرقية من مدينة طرابلسالقديمة، وتشرف على مينائها، وبحيرة السراي الحمراء "والتي كانت في السابقبحرا قبل أن يتم ردمه في السبعينيات"، الأمر الذي مكنها قديما من حمايةالمدينة والدفاع عنها برا وبحرا. وقد تعرضت القلعة إلى تغييرات واضافات كبيرة فيعمارتها، حسب ذوق ومتطلبات كل حاكم، وبنيت قلعة طرابلس على بقايا مبنى روماني ضخم،ربما كان أحد المعابد أو الحمامات الكبيرة، حيث عثر أسفل الطريق الذي كان يخترقالقلعة من الشرق إلى الغرب على بعض الأعمدة والتيجان الرخامية الضخمة التي تعودإلى القرن الأول أو الثاني الميلاديين.
السراي الحمراء كانت حصنا كبيراللدفاع عن مدينة طرابلس في العصر البيزنطي، حيث يروى أن العرب عندما زحفوا علىطرابلس بقيادة عمرو بن العاص في سنة 21هـ الموافق 642م وجدوا المدينة محاطة بسورقوي، ولم يتمكنوا من دخول المدينة إلا بعد حصار دام شهرا من الزمان، وقد اهتمالحكام العرب بالقلعة، حيث يلاحظ في الجانب الشرقي منها بقايا بعض الأبراجالمرتفعة تشبه تلك الأبراج التي كانت معروفة قبل اكتشاف البارود، وكذلك وجود بعضالجدران التي بناها العرب قبل دخول الإسبان إلى طرابلس في 1510م.
وعندما احتل الإسبان مدينة طرابلساهتموا اهتماما خاصا بالأسوار والقلاع الدفاعية وخاصة قلعة طرابلس، ويبدوا أن معظمالبناء الخارجي الحالى للقلعة يعود إلى فترة الحكم الأسباني وفترة فرسان القديسيوحنا الذين سلمهم الإسبان المدينة عند خروجهم منها سنة 1530م، وقد بنى الإسبانبالقلعة برجين : البرج الجنوبى الغربي والبرج الجنوبى الشرقى والذي يعرف باسم (حصنسان جورج)، وكان بينهما فتحات لوضع المدافع حسب الأساليب المتبعة في القرن السادسعشر الميلادى، وقد اضاف فرسان القديس يوحنا برجا آخر بالقلعة في الزاوية الشماليةالشرقية، يعرف باسم (برج سانتا باربرا)، وكان يبدوا واضحا من الخرائط التي تعودللقرن السابع عشر، أن السراي كانت محاطة بقناة مائية من جميع الجهات، وكان مدخلهايقع عند الجدار الجنوبي ، وعندما استولى الأتراك على القلعة سنة 1551م، فقاموابعدة اضافات بها، وحول (مراد آغا) الكنيسة التي كانت داخل القلعة إلى مسجد، واتخذالولاة الأتراك القلعة مقرا لهم ولأسرهم، وعندما استقل أحمد باشا القره مانلي بحكمالبلاد في سنة 1711م بذل هو وأسرته اهتماما خاصا بالحصون الدفاعية، وتضم القلعةبناء خاصا لحاكم طرابلس به قاعة فسيحة يستقبل فيها الوفود وقناصل الدول الأجنبية،وكانت بالقلعة أيضا دار لسك العملة، وديوان القضاء، وصيدلية حكومية، وبعض المخازنوالسجون والمطاحن ، وعندما استولت إيطاليا على طرابلس سنة 1911م، اتخذت السرايمقرا للحاكم العام، كما استعملت بعض أجزائها كمتاحف، وقد حدث في هذه الفترةتغييرات كثيرة داخل السراي، من أهمها ازالة بعض المباني الخارجية التي كانت ملاصقةلها، وشق الطريق الذي يؤدى إلى ميناء طرابلس، والأقواس الواقعة بالجانب الشمالى منسور القلعة، وفي عام 1919 تحولت القلعة إلى متحف للمرة الأولى في تاريخها.في البدايةاكتفوا ببناء قديم يقع إلى جوار القلعة من ناحية الجنوب، والذي كان يستخدم خلالالعهد العثماني الثاني كمركز للشرطة، وحوله الإيطاليون فور نزولهم إلى طرابلس إلىمخزن للذخيرة. فيما بعد تم تعديل المخزن ليكون أول متحف في تاريخ ليبيا.
وفي مطلع عشرينات القرن العشرينأزيلت كل ملحقات القلعة بما في ذلك المخزن المذكور، وتحولت كل القلعة إلى متحفافتتح عام 1930 على يد الحاكم الإيطالي العام بالبو، الذي سرعان ما بهرته القلعةفنقل إليها مكتبه، ليتولى تصريف شؤون البلد من جزء صغير في القلعة. وبناء"المتحف الكلاسيكي" السابق الذي حل مكانه الآن متحف السراي الحمراء، كماتم وضع بعض النافورات القديمة بساحات القلعة التي يرجع تاريخها إلى القرنين السادسعشر والسابع عشر الميلاديين، والتي تم احضارها من منازل المدينة القديمة. وبعدسيطرة البريطانيين على البلد خلال الحرب العالمية الثانية سعوا عن طريق اليونسكوإلى إنقاذ التحف الأثرية التي لا تقدر بقيمة، وفي عام 1948 تحولت كل القلعة إلىمجمع المتحف الليبي، لتشمل متحف ما قبل التاريخ، متحف القبائل الليبية القديمة،متحف التراث الليبي في العصر البونيقي، العصر اليوناني، العصر الروماني، العصر البيزنطي،متحف التاريخ الطبيعي، ومن سنة 1952م أعدت السراي لتكون مقرا لإدارة الآثارومتاحفها.
مدينة بنغازي أهم المدنالتجارية
تقع بنغازي في الجزءالشمالي الشرقي من ليبيا وتعتبر من أهم المدن التجارية, ففيهاميناء تجاري رئيسي ومطار دولي مجهز لاستقبال جميع الطائرات,كما أنها تزدهر بالصناعات الحديثة والمتطورة إلي جانب الصناعاتالتقليدية اليدوية, وتتوافر فيها الفنادق الكبري والمطاعمالراقية, ومرافقها السياحية غنية, وفيها حديقة للحيوانات ومدينةللألعاب, وتتميز بحداثة وضخامة منشآتها ومبانيها وشارعهاوميادينها الفسيحة.
وبنيت بالمدينة في أيامالبطالمة الكثير من المنشآت كما زينت أرضيات تلك المبانيبفسيفساء رائعة أشهرها فسيفساء الفصول الأربعة كما تم الاهتمامبالمدينة في أوائل العصر البيزنطي في القرن الرابع الميلادييدين سكان المدينة بالمسيحية وتم العثور علي بقايا كنيسة بهاترجع إلي القرن السادس الميلادي.
كما تم إنشاء كنيسة فيمنطقة البركة في أيام الاحتلال الإيطالي, وكانت هذه الكنيسةأول بناء ديني إيطالي في مدينة بنغازي منذ الاحتلال, ثمأنشئت كاتدرائية ضخمة مطلة علي شاطئ البحر, وكان ارتفاع صليبهافوق القبتين 44م من مستوي سطح البحر, ويعتبر الكثيرون أنبنغازي هي العاصمة الثقافية في ليبيا لكثرة الأنشطة الثقافيةفيها وهي مقر أول جامعة ليبية أنشئت في الخمسينيات من القرنالعشرين وتعرف حاليا بجامعة قاريونس.
وتعرف القلعة التركية بانها قلعةبنيت في فترة الحكم التركي لليبيا، وكانت قائمة بجانب ميناء بنغازي في المدينة،وكانت أهم مقرات الأتراك في مدينة بنغازي، كما كانت أول جزء يحتله الإيطاليون فيمدينة بنغازي.
هدمت القلعة في أوائل القرن العشرينوتم بناء مسرح مدينة بنغازي محلها، وشهدت هذه القلعة مذبحة الجوازي المشهورة في 5سبتمبر 1817م حين قامت قوات عثمانية بارتكاب مجزرة ضد هذه القبيلة راح ضحيتها أكثرمن عشرة آلاف فرد من قبيلة واحدة بينهم نساء وأطفال.
مصراتة أجمل المدنالليبية
تقع مدينة مصراتة عليالبحر الأبيض المتوسط عند الحافة الغربية لخليج السدرة وتبعدعن مدينة طرابلس 208 كيلو مترات شرقا, وتتميز المدينة بخصوبةأراضيها, وأهميتها الاقتصادية ويقع فيها مصنع الحديد والصلب الوحيدفي ليبيا وهو مصنع ضخم يعمل به أكثر من ستة آلاف عاملوشهدت المدينة نهضة عمرانية ضخمة منذ السبعينيات في القرنالماضي, بسبب تحولها إلي منطقة جذب للسكان ويخشي أن يكونذلك علي حساب الأراضي الزراعية.
تعود الجذور التاريخيةللمدينة إلي 3000 سنة علي ما يعتقد, عندما أسس الفينيقيونتوباكتس حيث مدينة مصراتة الحالية, واستخدموها محطة تجاريةكغيرها من المحطات الأخري التي أسسوها علي البحر الأبيضالمتوسط, ومن أسماء المدينة المعروفة بها: ذات الرمال لوجودحزام من الكثبان الرملية العالية المتكونة من عمليات المدالبحري عبر آلاف السنين.
وتعد مدينة مصراتة منالمدن القابلة للتوسع والنمو العمراني لما تتمتع به من مساحاتواسعة علاوة علي انبساط الأرض وعدم وجود العوائق التي تحدمن نموها, وفي المقابل فهي تعتبر من أجمل المدن الليبيةتنظيما وتخطيطا.
مدينة سرت تجمع بين الشرقوالغرب
تقع مدينة سرت عليخليج سرت علي مسافة 400 كلم إلي الشرق من طرابلس, وهي مدينةقديمة حديثة وتجمع في طقسها بين الاعتدال البحري والطقسالصحراوي وكانت قديما من كبريات المدن وكانت محطة مهمة علي طريقالقوافل بين برقة وطرابلس وبين إفريقيا وأوربا. ويبلغ عددسكانها حوالي سبعة آلاف نسمة.
وتعتبر مدينة سرت منالمواقع البالغة الأهمية حيث تحتل موقعا متوسطا يجمع بينالشرق والغرب, وفي نفس الوقت تعتبر البوابة التي يمكن لمنيسيطر عليها النفاذ إلي المناطق الداخلية بفزان, ويمكن اتخاذهاقاعدة للانطلاق إلي الواحات التي تقع إلي الشرق والجنوب. لذلكقام الإيطاليون باحتلال مدينة سرت في 1912م ووقعت فيها أهممعركة ضد الإيطاليين في 1915 وهي معركة القرضابية الشهيرة التيهزم فيها الإيطاليون وعقد فيها أول مؤتمر للوحدة الوطنية 1922أيام الجهاد ضد الغزو الإيطالي لليبيا. وفي أواخر التسعينيات منالقرن العشرين شهدت المدينة أهم حدثين في تاريخها هما إعلانالاتحاد الإفريقي في 1999 بمجمع قاعات واقادوقو الذي هو منمعالمها الشهيرة وتوقيع اتفاق سلام البحيرات العظمي.
ومن آثارها القديمة بقايا المسجدالفاطمي, وهي الآن مدينة حديثة تتوفر فيها شبكات الطرقالحديثة والمجمعات السياحية والاستراحات. ويلتقي عندما أنبوبيالنهر الصناعي العظيم القادم من واحات السرير والكفرة والآخرالقادم من جبل الحساونة ليشكلا أطول وأضخم شبكة لنقل المياهفي العالم من صنع الإنسان عرفها التاريخ.
المدن الأثرية بلبيا
ومن المدن الأثرية بلبيا مدينةجرمة وهى مدينة أثرية ليبية في الجزء الجنوبى الغربي من البلاد بالصحراء الكبرىتنسب إلى سكانها القدامى الجرمنت. المدينة غير مسكونة حاليا وتتبع إداريا لشعبيةوادي الحياة.بناها الجرمنتيون في القرن الأول للميلاد كعاصمة لدولتهم، وتعد من أهموأقدم الشواهد والآثار في ليبيا الدالة عن تاريخ الليبيين القدماء.
اشتهر الجرمنتيون بجرأتهم الكبيرةوقدرتهم على اختراق الصحراء وشجاعتهم النادرة في التصدي للغزاة، فقاوموا النفوذالروماني بالتحالف مع القبائل الليبية الأخرى حتى تمكنوا مجتمعين من الوصول إلىأبواب لبدة سنة 70م. ولم تقم علاقات سلمية مع الرومان إلا في عهد الإمبراطورالليبي الأصل (سيبتيموس سيفيروس) في القرن الثاني الميلادي، حيث نشطت التجارةوبلغت جرمة أوج ازدهارها في القرنين الثاني والثالث الميلاديين. وقد اكتشفت مؤخرابقايا مدينة جرمة الشهيرة، عاصمة الجرمنتيين تحت المدينة الإسلامية التي تحمل نفسالاسم والتي كانت تعد محطة مهمة لتجار القوافل. حيث كانت مدينة جرمة عامرة عندمافتحها المسلمون في القرن السابع الميلادي.ويدل العدد الهائل من المدافن الجرمنتيةالمكتشفة في وادي الحياة على أنهم كانوا كثيرين. كما كشفت مواقع جرمنتية أخرى فيمناطق متسعة تشمل كذلك وادي الشاطئ والمناطق المحيطة بزويلة ومرزق وغدوه وواديبرجوج. وهذا يدل على الانتشار السكاني كما يدل على انتعاش الزراعة في منطقة متسعةمن الجنوب. هذا، ولقد ظهرت نقوشهم في المقابر والمعابد الفرعونية القديمة.غير أنأغلب المعلومات الأثرية المتوفرة تخص المدافن الجرمنتية التي كان بعضها على شكل(أهرامات الحطية) والبعض الآخر على هيئة قباب تستند على قواعد مربعة (المقابرالملكية) ومقابر أبو درنه. وتتميز القبور الجرمنتية بأن لها شواهد على شكل راحةاليد تتقدمها موائد قربان حجرية. وتتراوح هذه الشواهد في الحجم من الصغيرالذي لا يتعدى ارتفاعه 50سم إلى شواهد ضخمة ترتفع لمترين.
ومن المدن الاخرى الاثرية بلبيامدينة طلميثة وهى مدينة اثرية في شمال شرق ليبيا. تبعد عن مدينة المرج 20كم شمالاًوهي محرفة عن اسم المدينة القديمة بطولومايس، وقد اسست في القرن السادس قبلالميلاد كمرسى لمدينة بارشي المرج حالياً، وهي مركز جميل بين البحر والجبلوالغابات، وهي إحدى المدن الخمس الليبية، تعتبر من أهم المواقع الأثرية بالمنطقة.ومن اثارها : المدافن البطلمية، الصهريج العظيم، المسرح الروماني.
اما متحف طلميثة في بلدة طلميثةكانفي الأساس مخزنا لميناء طلميثة في فترة الحكم الإيطالي، ثم تم استعماله كمتحف قبلالحرب العالمية الثانية ثم أعيد افتتاحه في العام 1952 . وحسب رئيس بعثة الحفرياتالبولندية في طلميثة فترجع أهمية موقع طلميثة كونه يمثل "أثر رحلة الإنسانيةعامة". زار المتحف في العام 2007 نحو 10.000 سائح معظمهم من الاتحاد الأوروبيوالولايات المتحدة.رغم كونه صغير المساحة، إلا أنه يحتوي مجموعة من القطع الأثريةالنادرة تقدر بنحو 150 قطعة، بينها مرسوم يعود للعام 301 ميلادي، تم نقشه باللغةاللاتينية أصدره الإمبراطور دقلديانوس يحدد أسعار السلع والبضائع في للإمبراطورية.كما يضم المتحف مجموعة مميزة من التماثيل بينها تمثال للإله ديونسيوس إله الخمرعثر عليه بقصر الأعمدة في بطولوميس، وفقد رأسه بعد الحرب العالمية الثانية، وتمثاللآلهة الحكمة الليبية القديمة ميدوسا، وتمثال لديانا آلهة الصيد عند الرومانوتمثال للملكة كليوبترا الأولى زوجة بطليموس الخامس. ورغم قيمة القطع الأثرية المعروضةفي المتحف إلا أنه يعاني من تكدس القطع داخل المخازن إضافة لضعف التهوية ووجودمشاكل أخرى أخطرها السرقات التي تعرض إليها