القاهرة 24 يوليو 2014 الساعة 02:36 م
هىإحدى المهاجرات الأُوَل، كان رسول اللَّه يناديها: “يا أمَّه”، وكان إذا نظرإليها، يقول: “هذه بقية أهل بيتي” [ابن سعد والحاكم]. وكان النبي يزورها دائمًا، ويكرمها،ويقول عنها: “أم أيمن أمي، بعد أمي”. وكانت هي سعيدة بهذا الأمر، وتعيشه كأنهحقيقة، فكانت تحنو عليه حنان الأم على ابنها، وتخشى عليه خشيتها، وتغضب أحيانًاعليه كما تغضب الأم، فعن أنس- رضى الله عنه – قال: انطلق بنا رسول الله إلى أمأيمن، فانطلقت معه، فناولته إناء فيه شراب. قال: فلا أدرى أصادفته صائمًا أو لميُرِدْه، فجعلت تصخب عليه (تصرخ فيه) وتذمر عليه (تكلمه بحدة وغضب) وما كانت لتفعلذلك مع رسول الله ( إلا وهو يعلم أنه بمثابة الابن، فهى قد حضنته وربته
هذهأم أيمن -رضى الله عنها- أحاطت رسول الله بحبها ورعايتها، وكانت أمَّه صغيرًاوكبيرًا، فأكرمها اللَّه -سبحانه وتعالى- بفضله، وجزاها خيرًا على جميلها، وحفظهاكما حفظت النبي ، فتروى لنا قصة هجرتها إلى المدينة، ومدى حماية الله تعالى لها،فتقول: خرجتُ مهاجرة من مكة إلى المدينة، وأنا ماشية على رجلي، وليس معى زاد،فعطشتُ وكنتُ صائمة، فأجهدنى العطش، فلما غابت الشمس إذا بإناء تعلّق عند رأسىمُدَلَّى برشاء (أى حبل) أبيض، فدنا منِّى حتى إذا كان بحيث أستمكن منه، تناولتهفشربتُ منه، حتى رَويت، فكنتُ بعد ذلك – فى اليوم الحار – أطوف فى الشمس؛ كى أعطشفما عطشتُ بعدها. [ابن سعد
لماتوفى النبي قال أبو بكر الصديق لعمر بن الخطاب -رضى اللَّه عنهما-: انطلقْ بنانزْر أم أيمن، كما كان رسول اللَّه يزورها، فلما دخلا عليها بكت, فقالا: مايبكيك، فما عند اللَّه خير لرسوله؟قالت: أَبْكِى أنّ وحْى السماء انقطع، فهيَّجتهما على البكاء، فجعلتْ تبكى ويبكيانمعها. [مسلم وابن ماجة
إنهاأم أيمن بركة بنت ثعلبة بن عمرو بن حصن، وكانت تعرف بالحبشية، وهى وصيفة (خادمة)عبد الله بن عبد المطلب والد النبي ، فلما مات صارت لزوجته آمنة بنت وهب أم النبي، فظلّت تُكِنّ لها كل إخلاص ومحبة صادقة، وسافرت معها ومع ابنها محمد إلى يثربلزيارة قبر زوجها عبد اللَّه، ولما عادوا مرضت أم النبي ، وماتت فى الطريق،فدفنتها أم أيمن فى مكان يعرف بالأبواء، وسط الصحراء فى الطريق بين مكة والمدينة،وحملتْ النبي إلى جده عبدالمطلب، وظلتْ تخدمه وتسهر على راحته؛ حتى تزوج السيدة خديجةبنت خويلد -رضى اللَّه عنها-، فانتقلت معه إلى منزلها، وكانت موضع احترامٍ وتقديرٍمنهما
وعندماتقدم إليها عبيد بن زيد من بنى الحارث بن الخزرج للزواج منها تكفلتْ السيدة خديجةبتجهيزها، وبعد عام من الزواج أنجبت منه ابنها (أيمن الذي تُكنى به دائمًا) وقد استشهدأيمن فى موقعة خيبر، ولما توفى عبيد بن زيد -زوج أم أيمن- تقدم “زيد بن حارثة”للزواج بالسيدة أم أيمن، وزاد من رغبته فيها قول الرسول : “من سره أن يتزوج امرأةمن أهل الجنة، فليتزوج أم أيمن” [ابن سعد]، فولدتْ له “أُسامة بن زيد” حِبّ رسولاللَّه
وهىإحدى المؤمنات المجاهدات اللاتى شاركن فى المعارك الإسلامية مع رسول الله ، فقدشهدت أُحدًا، وكانت تسقى المسلمين، وتداوى الجَرْحَي، وشهدت غزوة خيبر
وروتأم أيمن -رضى الله عنهـا- بعـضًا من أحاديــث رسول الله
وتوفيت-رضى الله عنها- فى آخر خلافة عثمان بن عفان -رضى اللَّه عنه- ودفنت بالمدينة بعدأن تجاوزت التسعين من عمره