القاهرة 24 يوليو 2014 الساعة 02:27 م
لا اعتقد ان الصورة القبيحة التى قدمتها مسلسلات رمضان هذا العام عن العشوائيات كانت دقيقة .. لقد اساءت هذه المسلسلات وشوهت هذا القطاع الهام من ابناء الشعب المصرى .. اننا لا نعرف شيئا عن العشوائيات وليست لدينا معلومات كافية عن اسلوب الحياة فى هذه المناطق وكل ما جمعناه عنها انهم مجموعة من البشر يعيشون على هامش الحياة حيث لا خدمات ولا مرافق ولا كهرباء ..
وقد جسدت مسلسلات رمضان هذا العام نماذج بشرية كريهة ضائعة ما بين المخدرات والشم والجنس والجرائم، ان فتيات العشوائيات يخرجن ليلا من المخابئ السرية التى يعيشون فيها حيث عالم الجريمة والانحرافات .. وللأسف الشديد لم يقدم مسلسل واحد نموذجا طيبا يعيش فى العشوائيات ولا ادرى على اى اساس قامت هذه الأعمال وما هو الهدف منها .. هل كان الهدف مجرد الإساءة لهذا الفصيل من البشر .. ام هى إساءة لكل المصريين وجزء منهم يعيش فى هذا العالم الغامض المخيف .. الحقيقة ان هذه الصورة المشوهة التى قدمتها مسلسلات هذا العام ابعد ما تكون عن الحقيقة ان سكان العشوائيات بينهم اسر وعائلات محترمة وفيهم موظفون وعمال واصحاب خبرات مميزة وبينهم ابناء متفوقون فى افضل الكليات والمعاهد .. ان سكان العشوائيات خرجوا فى ثورة يناير وقدموا نماذج رائعة فى السلوك والانتماء والمشاركة .. وسكان العشوائيات كانوا على حدود منتجعات القطامية وهم يسكنون منشية ناصر والدويقة وكانوا على مشارف 6 اكتوبر وهم يتناثرون على خرابات المريوطية والمنصورية وفى الوقت الذى خرج فيه الأطباء والمدرسون والصحفيون والفنانون والمهندسون .. واساتذة الجامعات يضربون ويطالبون بزيادة المرتبات والحوافز لم يخرج سكان العشوائيات مطالبين بأى مكاسب .. لقد جلسوا فى بيوتهم وقدموا للمصريين نموذجا فى الولاء والانتماء والترفع.. ان الصورة التى قدمتها مسلسلات هذا العام عن سكان العشوائيات فيها مغالطات وتشوهات كثيرة وقد كان الأجدر والأحق ان تقدم هذه المسلسلات صورة حقيقية عن هذا المجتمع الفقير فى ماله .. الغنى فى اخلاقياته رغم انف كتاب الدراما .