القاهرة 06 يوليو 2014 الساعة 01:18 م
ارتبط رمضان فى حياتنا بالكثير من العادات والتقاليد والفنون
التى توراثنها عن الاجداد والاباء ومن ذاك فانوس رمضان الذى له تاريخ يبدأ من
العهد الفاطمى وتم تطويره على الايدى المصرية والعربية ليلائم الازمان ولكن ظل
محتفظا بأصله ولكن منذ سنوات غزت الصين بصناعة الفانوس معتمدة على التطورالتكنولوجى
ورخص سعره وبدأ هذا الغزو بالحفاظ على الشكل التقليدجى للفانوس فتم مروره والاقبال
عليه ووسط الغفلة التى اتخذ الفانوس الصينى اشكال ةالوان اصحبت لعبة لا تمت
للفانوس بصلة و بعيدة تماما عن الفانوس التقليدى الذى مازالت الايدى المصرية فى الاحياء
الشعبية واصحاب الورش يحاربون للحفاظ على بقائه بالتفكير بتطويره وهو ما
حدث فى دمياط بصناعة فانوس من الخشب من خشب الاركيت لاقت إقبالا شديد حيث تصنع
وفقا لرغبت المشترى وبشكله تقيلدى ومعه لمبة للاضاءة وايضا بدء حملات توعية للحفاظ
على الفانوس التقليدى ومنها صفحة على موقع التوصل الاجتماعى الفيس بوك بعنوان انا
ضد فانوس رمضان الصينى
و عن بدء صناعة الفانوس تقول الدكتورة لمياء يوسف بجامعة حلوان , : بدأ أول ظهور
لفانوس رمضان في صدر الإسلام في الإضاءة ليلا للذهاب إلي المساجد وزيارة الأصدقاء
.
وأضافت أن المصريين عرفوا فانوس رمضان في الخامس من رمضان في العصر الفاطمي عام 358
هـ, مشيرة إلى أن وافق هذا اليوم دخول المعز لدين الله الفاطمي القاهرة ليلا وأستقبله
أهلها بالمشاعل والفوانيس .
وبدأت صناعة الفوانيس منذ العصر الفاطمي تتخذ مسارا حرفيا وإبداعيا في الوقت ذاته,
فظهرت طائفة من الحرفيين في صناعة الفوانيس بأشكلها المتعددة وتزيينها وزخرفتها
ولم يشكل الفانوس في صورته الحالية إلا في نهاية القرن التاسع عشر وأصبح يستخدم
إلي جانب لعب الأطفال في تزيين وإضاءة الشوارع ليلا كما كانت وظيفته الأصلية خلال
شهر رمضان.
وقد تطورت صناعة الفانوس بشكل كبير فبعد أن كان الفانوس عباره عن مجرد علبه من الصفيح
توضع بداخلها شمعه ثم إدخال الزجاج إلي جانب الصفيح مع عمل بعض الفتحات التي
تجعل الشمعة مستمرة في الاشتعال ثم بدأت مرحله أخرى تم فيها تشكيل الصفيح وتلوين
الزجاج ووضع بعض النقوش والأشكال وكتابة بعض الآيات وأسماء الله الحسنى وكان يتم
ذلك بتقنيات يدويه وتستخدم فيها الخامات المعدنية وكان الموضوع يحتاج إلي مهاره
خاصه ويستغرق صناعته وقتا طويلا
ولان القاهرة هى التى ابدعت صناعته فهى من اهم المدن العربية الإسلامية التي تزدهر
فيها صناعة الفانوس حيث تنتشر صناعة الفانوس في مصر في الأحياء الشعبية (تحت الربع-
وبركة الفيل) ولقد اختلفت صناعة الفوانيس المصري من الصاج وغيرها من الخامات
عن ذي قبل حيث دخلت الاله في عملية التصنيع والكمبيوتر في التصميم والرسم على الزجاج
ومازالت عملية تجميع الفانوس تتم بطريقة يدوية .
وظهرت في العاميين الماضيين فوانيس مصرية يدوية من خشب الاركيت لاقت إقبالا شديد حيث
تصنع وفقا لرغبت المشترى, وتتعدد تصميمات الفانوس ومسمياته منها تصميم الكعبة
والمسجد الأقصى والهلال والنجمة والقارب وزهرة اللوتس و? ولها مسميات عديده منها
أبو الأولاد والمصحف الكبير وبرج الشعراوي وبكار ورشيدة والصاروخ والنجمة وتتعلق
المسميات بشكل الفانوس والرسومات المرسومة على الزجاج وتصميمه النهائي.
ولان كلمة التراث تطلق التراث على مجموع نتاج الحضارات السابقة التي يتم وراثتها من
السلف إلى الخلف وهي نتاج تجارب الإنسان ورغباته وأحاسيسه سواء أكانت في ميادين
العلم أو الفكر أو اللغة أو الأدب وليس ذلك فقط بل يمتد ليشمل جميع النواحي المادية
والوجدانية للمجتمع من فلسفة ودين وفن وعمران... و تراث فلكلوري واقتصادي أيضا
ومن ذاك صناعة الفانوس.
وعلى الذى يتسأل ما ارتباط فانوس رمضان بالتراث وهو لعبة فى ايدى الاطفال, يمكن القول
ان من الاسئلة الملحة, في حياتنا الفكرية الراهنة ان التراث بات متصلاً ومتفاعلاً
مع سؤال المعاصرة والحداثة والتجديد. فسؤال التراث هو من وجه آخر سؤال عن العصر,
وسؤال العصر هو أيضاً من وجه آخر سؤال عن التراث. لهذا فإن الموقف من التراث
هو جزء من مكونات الموقف من الحداثة أو المعاصرة.
و التراث هو ليس الطابع أو الخصائص القومية بل هو أعمق من ذلك فهو يعبر عن مجموع التاريخ
المادي والمعنوي لحضارة معينة منذ أقدم العصور فكثير هي الحضارات التي حكمت
منطقة أو مكان واحد ومع أن هذه الحضارات قد ولت إلا أن التراث هو الوسيلة الوحيدة
أو البصمة المميزة التي أعطت لتلك الحضارات شخصيتها والتي استطعنا أن نستدل على
عظم هذه الحضارات من خلال مبانيها الأثرية أو او فنونها التى وصلت إلينا
فيرى الدكتور حسن حنفي أن التراث هو كل ما وصل إلينا من الماضي داخل الحضارة السائدة,
فهو قضية موروث, وفي نفس الوقت قضية معطى حاضر على عديد من المستويات.
ويقارب هذا المعنى ما ذهب إليه الدكتور محمد عابد الجابري الذي يرى أن التراث هو كل
ما هو حاضر فينا أو معنا من الماضي, ماضينا نحن أم ماضي غيرنا, القريب منه أم البعيد.
وفي رأي الدكتورة نعمات احمد فؤاد ان التراث هو تجارب السلف التي تركوها
وما زال لها تأثيرها في عصرنا الحاضر. بينما يرى الدكتور عبد الحميد يونس ان
" التراث هو مجموع ما ورثناه, أو أورثتنا إياه أمتنا من الخبرات والإنجازات الأدبية
والفنية والعلمية, بأعلى ذروة بلغتها في تقدّمها الحضاري.
ومجموع خبراتها الأدبية والعلمية والفنية , تعكس خبراتهم النفسية والوجدانية ونشاطاتهم
التخيلية, ومواقعهم الاجتماعية ومواقفهم السياسية
وتبتعد اى حملة عن للحفاظ على التراث عن مدلول التعصب أو القبلية بل هى دعوة لرفع
راية العزة وتغنى بكرم الأصل, والقدرة على الصمود, والتصدي للغزو الثقافى والتراثى
الغادرباسلوب ناعم كما نرى فى الفانوس الصينى الذى اصبح لعبة يمكن ان تشترى فى
اى وقت فهذا الفانوس الصينى لا يمت بصلة .
للهوية المصرية والشكل الأصيل الذى تربينا عليه ولا نريد اتهام احد او القول انه
اتجاه موجه ومدروس لطمس هويتنا في أشكال ومناسبات مختلفة, ولكى نرد على تلك المحاولات
علينا الحفاظ على الفانوس المصرى التقيلدى وتطويرمن خلال ثقافتنا وتراثا
والحفاظ على احدى الرموز ولو على شكل فانوس فى ايدى الاطفال فهم رجال الغد يروثون
الاحفاد وعليهم ان يتركوا لهم ما حفظ فى ذاكرة تراث الامة العربية والاسلامية
بثقافتها وفنونها وصناعتها التى ارتبطت بمناسبات ومنها فانوس رمضان ولا ننساق وراء
حملات تشويه التراث أو طمسه بوعى او بدون وعي.