القاهرة 14 سبتمبر 2024 الساعة 03:31 م
بقلم: د. حسين عبد البصير
كانت الملكة تي زوجة الملك أمنحتب الثالث وأم الملك أخناتون، وهي إحدى أبرز النساء في التاريخ المصري القديم. هناك جدل حول أصولها، حيث يشير البعض إلى أنها قد تكون من أصول نوبية بسبب بعض التمثيلات التي تظهر بلون بشرة داكن، مثل رأسها الشهير في متحف برلين.
* ما يجب معرفته حول رأس الملكة تي في متحف برلين:
الرأس الذي يُعرض في متحف برلين يُظهرها بلون أسود، مما أثار تساؤلات حول أصولها العرقية. ولكن هناك عدة عوامل يجب أخذها في الاعتبار:
1- الألوان في الفن المصري:
في الفن المصري القديم، لم يكن لون البشرة بالضرورة يعكس العرق أو الأصول العرقية. في بعض الأحيان، كانت تُستخدم ألوان مختلفة للإشارة إلى رمزية معينة. وكان اللون الأسود يمكن أن يُرمز به إلى الخصوبة أو التجدد أو الحياة بعد الموت، خصوصًا في الفن المرتبط بالآلهة والحياة الآخرة.
2- أصول الملكة تي:
وُلدت الملكة تي في مصر، وكانت ابنة يويا وتويا، وهما من كبار الشخصيات في البلاط الملكي المصري. يويا كان قائدًا عسكريًا، وتويا كانت مشرفة على الشعائر الدينية. ومع أن البعض ادعى كذبًا بأن يويا من أصول غير مصرية (ربما من النوبة أو من منطقة آسيوية مجاورة)، فإن تلك الفرضية ليست مؤكدة.
3- الرأس الأسود:
بعض الباحثين يرون أن اللون الأسود في مومياء الملكة تي قد يكون بسبب عملية التحنيط أو تعرض المومياء لعوامل بيئية أثرت على لونها الأصلي. وبالنسبة للتمثال، قد يكون اللون المستخدم ببساطة جزءًا من التقنية الفنية التي أضافها الفنانون في ذلك الوقت، وليس بالضرورة انعكاسًا للبشرة الفعلية.
الخلاصة:
في حين أن التمثال قد يوحي بلون بشرة داكن، فإن الأدلة المتوفرة لا تؤكد بشكل قاطع أن الملكة تي كانت نوبية سوداء، فمن المهم أن نأخذ في الاعتبار السياق الثقافي والفني الذي تم فيه صنع التماثيل في مصر القديمة.
|