القاهرة 10 سبتمبر 2024 الساعة 11:01 م
 

 
كتبت : نهاد إسماعيل المدني:

ضمن فعاليات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، في دورته الحادية والثلاثين (دورة د. علاء عبد العزيز) برئاسة الدكتور سامح مهران، قدم علي خشبة مسرح السلام العرض المسرحي  شجرة اللبان ل "فرقة مزون" المسرحية، سلطنة عمان عن رواية «موشكا» للكاتب محمد الشحري صياغة النص نعيم فتح، إخراج وسينوغرافيا يوسف البلوشي. 
العرض يسلط الضوء على تاريخ وثقافة عُمَان وموروثها الشعبي، ويناقش العرض أهمية الحب وحاجة الإنسان إليه، فهو في حاجة أن يتغنى بهذا الحب وأن يشعر به، وخصوصاً هذا الإنسان؛ الذي يولد في بيئة رافضة للمشاعر، ومن هذه الحاجة ولدت أسطورة شجرة اللبان.
حيث بدأت احداث العرض باحتضان المسرح  برائحة بخور اللبان، ليدخل المتلقي في الجو الأسطوري للعرض وتتفاعل مشاعره ب شجرة اللبان و ما هي إلا الجنية “موشكا” من عالم الجن؛ عشقت إنسياً نزل هو وأهله بوادٍ تسكنه قبيلة “موشكا”، ولأن هذا الحب يتحدى القبيلة، ويحطم  العادات، فقد عاقبوا “موشكا” بأن حولوها لشجرة اللبان؛ التي حُكِم عليها بالتجريح عبر الأزمان .       فالجنية حكمت على نفسها بأن تكون شجرة لبان يرتزق من دمائها ودموعها الفقراء والمساكين وتزرع في أشد بقاع العالم حرارة وجفافا، والشجرة بالفعل تزرع في عمان. بمحافظة ظفار، وأنها إذا زرعت في أي مكان آخر لا تعطي ثمارا ، ثمارها لهذه المنطقة فقط، ولجني ثمارها لا بد أن تجرح بالسكاكين، وبعد فترة من الزمن تخرج مادتها الصمغية على شكل دموع. و تستخدم «شجرة اللبان» في الكثير من الصناعات التجميلية والغذائية والطبية،  وكانت معروفة عبر الحضارات، والملكة حتشبسوت كانت تأخذ اللبان العماني إلى المعابد المصرية، وأن ثمارها كذلك كانت تصدر إلى روما. وشجرة اللبان تحمل رمزية مهمة في عمان، فهي إحدى القيم المهمة في تاريخ السلطنة، المتبقية من الإرث العماني، وأنه لا يخلو بيت عماني من اللبان، شعار - محافظة ظفار جنوب السلطنة.
ويكمن التجريب في العرض في تلك التخيلات
التي يطرحها الدخول إلى عوالم الجن.
 العرض من تمثيل عبد الحكيم الصالحي «ملك الجان» ادية عبيد «موشكا»، وعمير البلوشي «غدير» وزينب البلوشية «عشيبة»، والصلت السيابي «محضيلول»، وأحمد الشبيبي 
«مساعد ملك الجان». للكاتب محمد الشحري صياغة النص نعيم فتح، إخراج وسينوغرافيا يوسف البلوشي.
تستمر فعاليات المهرجان حتى  11 سبتمبر المقبل.
وضمت قائمة المكرمين، كلا من: من (مصر)، النجم محمود حميدة، والفنان القدير د. محمد عبد المعطي، د. صبحي السيد، ومن لبنان يكرم المهرجان الفنان القدير وليد عوني، ومن مملكة البحرين يكرم الفنان يوسف الحمدان، ومن العراق يتم تكريم د. ميمون الخالدي، ومن اليونان يُكرم الفنان سا?اس پاتساليدس، ومن الإمارات يُكرم الكاتب محمد سعيد الظنحاني، ومن السعودية يتم تكريم الكاتبة والناقدة الكبيرة ملحة عبدالله، ومن استوانيا يُكرم الفنان مارت ميوس.

وتقدم للمشاركة في الدورة الحادية والثلاثين من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، ما يقرب من (460) عرضا مصريًا وعربيًا وأجنبيًا، واختارت اللجنة، 10 عروض مسرحية أجنبية و13 عرضا عربيا، و3 عروض مصرية، هم: "ماكبث المصنع "، إنتاج كلية طب أسنان جامعة القاهرة، وإخراج محمود الحسيني، وعرض" حيث لا يراني أحد"، إنتاج المعهد العالي للفنون المسرحية، وإخراج محمود صلاح محمد عطية، "صدى جدار الصمت" إخراج وليد عوني.

مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي يقام برعاية وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، وتتشكل لجنته العليا من كل من: الدكتور سامح مهران رئيسًا، الدكتور محمد عبد الرحمن الشافعي منسقًا عامًا، الدكتورة دينا أمين مديرًا، الدكتور أيمن الشيوي مديرًا، بالإضافة إلى عضوية كل من: الدكتور أحمد مجاهد، الدكتورة أسماء يحيى الطاهر، الدكتور محمد سمير الخطيب، المخرج أحمد البوهي.

ومهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي أحد أقدم المهرجانات الدولية المتخصصة في إعطاء الفرصة لتقديم العروض المسرحية التجريبية من كل دول العالم، ويكرم المهرجان عددا من الشخصيات العالمية المهتمة بفنون المسرح التجريبي، ويمنح الجوائز لأفضل العروض في المجالات المسرحية المختلفة، كما يقام على هامش المهرجان عدد من الندوات المتخصصة في تقنيات وفنون المسرح.