القاهرة 06 اغسطس 2024 الساعة 10:57 ص
كتب/صلاح صيام:
في عام 1945 أنشئت الهيئة العامة لقصور الثقافة في مصر في بادئ الأمر تحت مسمي الجامعة الشعبية وتغير اسمها في سنة 1965 إلى الثقافة الجماهيرية، وفي عام 1989 صدر القرار رقم 63 لتتحول إلى هيئة عامة ذات طبيعة خاصة، وأصبح اسمها الهيئة العامة لقصور الثقافة تتبع وزارة الثقافة.
وتهدف الهيئة إلى المشاركة في رفع المستوى الثقافي وتوجيه الوعي القومي للجماهير في مجالات السينما والمسرح والموسيقى والفنون الشعبية والفنون التشكيلية وخدمات المكتبات في المحافظات من خلال بيوت وقصور الثقافة والمكتبات.
وكانت تجربة قصور الثقافة الجماهيرية عام 1966 على يدي وزير الثقافة ثروت عكاشة والكاتب الصحفي سعد كامل هي المرحلة المهمة في تاريخ هذا الجهاز ، واختيار "كامل" ليكون رئيساً لهذا الجهاز، وتميزت هذه التجربة باعتمادها على مجموعة من الكتاب والفنانين الشبان لقيادة قصور الثقافة بمختلف المحافظات.
وتم اختيار عز الدين نجيب – على الرغم من أنه لم يتجاوز سن السادسة والعشرين- لإدارة قصر ثقافة كفر الشيخ . والذي يعد أحد أبناء التجربة الرائعة وشاهد عيان على نجاحها.
ويؤكد "نجيب"- قبل وفاته- في حديث خاص لكاتب هذه السطور أن تجربته كانت صعبة للغاية حيث كان عليه إنشاء القصر من نقطة الصفر بعكس قصور الثقافة الأخرى في المحافظات المختلفة التي كانت لها مبان فخمة تم إنشاؤها أوائل الستينيات خلال المرحلة الأولى من عمل الثقافة الجماهيرية. كما لم يستطع الحصول على أموال أو موظفين أو حتى عمال للعمل بالقصر، ومن ثم كان التحدي الأول إقناع المحافظ -اللواء جمال حماد- بتوفير الإمكانات المادية بدلاً من وزارة الثقافة، ونجح في ذلك بالتعاون مع المحافظ وبدأ عمله من القاعدة الجماهيرية قبل القمة حيث سعي إلى الاعتماد على مجموعة من شباب المثقفين بالمحافظة وأسس فرقة مسرحية من بينهم.
ويضيف نجيب: وزير الثقافة وضع مسئولية ضخمة على عاتقي، وأذكر من بين مديري قصور الثقافة آنذاك حسن إمام في بنها وهاني جابر في السويس ومحمد غنيم في دمنهور وعلي أمين ثم محمود دياب في الإسكندرية ويعقوب الشاروني في بني سويف وهبة عنايت في أسيوط وعلي سالم في أسوان.
والخلاصة كما يرى (نجيب) أن تجربته قامت منذ بدايتها وحتى نهايتها على أساس المشاركة الشعبية، وإطلاق طاقات الحريات والديمقراطية واكتشاف المواهب الخلاقة في جميع مجالات الإبداع بعيدا عن المركزية والبيروقراطية بالقاهرة وانتظار الدعم والتمويل من الدولة.
واليوم نحن مع رئيس جديد لقصور الثقافة هو الكاتب المسرحي محمد عبد الحافظ ناصف؛ والذي أرى أنه جاء متأخرا، ولكن أن تأتى متأخرا خيرٌ من أن لا تأتى أبدا كما يقولون، فناصف بشهادة المثقفين في شتى مجالاتهم وتخصصاتهم مبدعٌ وإداري بارع؛ حقق إنجازات كبيرة في ثقافة الطفل لأنه أصلا كاتب لأدب الأطفال؛ كتب الكثير من الكتب الإبداعية وترجم عشرات الكتب الأخرى إلى جانب كتبه في عالم المسرح؛ كتب (الفلنكات- مختارات مسرحية - أرض الله - صاحب البطاقة - طلوع النهار - أول الليل والنهار - وداعًا قرطبة - فاتحة للسندباد ومختارات قصصية) .
وأنا قبل أن أهنئ ناصف أشفق عليه، فالمكان شديد الحساسية، فتعدد المواقع في شتى ربوع مصر يحتاج إلى جهد يبدأ برسم خريطة طريق للثقافة المصرية من الشمال إلى الجنوب ولكل محافظة في مصر وبخاصة محافظات الجنوب أسوان والأقصر تختلف في ثقافتها عن النوبة وتختلف عن حلايب وشلاتين وهكذا.
كما أن هناك حاجة ملحة لإعادة بناء بيوت الثقافة في القرى والبلدان الصغيرة بحيث تحتوى على مقومات النجاح التكنولوجي فى هذه المواقع الثقافية وتطوير كثير من المباني القديمة أو المتهالكة، إلى غير ذلك من القضايا الشائكة والمزمنة.
ورغم ذلك أنا مؤمن بقدراته ومهارته في إدارة الأزمة والبدء في وضع خطة لمواجهتها.
|