القاهرة 18 يوليو 2024 الساعة 07:50 م
كتبت: سماح عبد السلام
قالت الخزافة الدكتورة زينب سالم، العميد الأسبق لكلية الفنون التطبيقية، إن الخزف فن إنساني في المقام الأول، لا يخضع لمجال الصدفة.
جاء ذلك خلال اللقاء الذي استضافة أمس قصر الفنون في إطار عقد سلسلة لقاءات يديرها الفنان سامح إسماعيل مع عدد من الرموز الفنية المشاركة بالمعرض العام بدورته الـ44، المنعقدة راهنًا بساحة دار الأوبرا المصرية.
تحدثت د. زينب سالم عن بداية علاقتها بفن الخزف، وكشفت أن هذا المجال لم يكن اختيارها الأول، بل فُرض عليها نظرًا لتأخرها فى الالتحاق بالدراسة بكلية الفنون التطبيقية، إذ لم يكن متاحا أمامها سوى قسم المعادن والخزف فاختارت الأخير بترشيح من الدكتور سعيد الصدر.
وبرعت د. زينب سالم في هذا المجال، وتفوقت في دراسته حيث إن هواية الرسم لديها ساهمت في تطوير فن الخزف و إثراء وتنوع التجربة إذ اتخذت من الطبيعة معلمًا وملهمًا لها، حيث قالت إنها تتوحد مع الطبيعة وتلقائيتها ومن سعف النخيل والأشجار والحشائش شكلت بعض منتجاتها الخزفية فى إطار التمرد على الأساليب التقليدية وللتأكيد على عشقها للطبيعة وعناصرها المتباينة واستخدام العديد من التقنيات..
في النهاية قامت بتطويع كل ما من شأنه المساهمة فى إيصال فكرتها وتقديم منتج فني رفيع المستوى يعكس هويتها العربية ويعانق الأصالة، فكان دائمًا لديها الجديد والمختلف الذي تعرضه.
لم تحصر د. زينب سالم نفسها فى مجال معين بحد قولها، فحسب رؤيتها، الفنان الذى يحدد لنفسه خطًا أو فكرة معينة للعمل عليها لا يلتزم بها فى كثير من الأحيان، فالخزاف يمارس عدة مجالات خلال العمل ومنها الرسم والتصوير والإنستاليشن ومن ثم نجد أن الفنان يفعل ما يحلو له دون التقيد بوسيط واحد.
وحول طريقة الخروج بالخزف بعيداً عن اقتصاره على الإناء والفازة تؤكد زينب سالم أن الخزف بالفعل ابتعد عن الإناء والفازة. وكانت بيناليات الخزف تكشف للمتلقي على جانب آخر من التعبير. فالإناء والخزف التقليدى كان موجودا بطرق حديثة لكن بجوارها كان الخزف التعبيري الذى يحمل معانيَ أخرى مختلفة عن الإناء. إلا أن هذه مدارس ستظل قديماً وحديثاً. لكن تناول الفنان للإناء يختلف. فالفنان هو من يحمله بإبداعاته. فلا مانع من وجود الإناء أو الفازة أو أي شكل من أشكال الخزف على ألا يفقدها الفنان شيئاً من جمالياتها.
وتواصل: أستعير خيال الطفل خلال العمل ولا أنشغل بالتوصيف، فمتعة الفنان الكبرى تكمن خلال إنتاج العمل الفنى.
وتتابع: رغم إنتاجى الغزير في السنوات الأولى لممارستى للعمل الفني، كنت أخشى العرض أمام الجمهور، حتى إن زملائى الذين يصغرونني سنًا سبقوني في إقامة معارض وأنا ما زلت أتساءل آنذاك: كيف يمكنني عرض أعمالى بجوار الأساتذة، فكنت أخجل من فكرة العرض بجوار رموزنا الفنية إلى أن طلب مني الفنان الراحل أحمد فؤاد سليم مدير مجمع الفنون عمل معرض مشترك مع زوجي الدكتور جمال عبود، وكان أول معرض لي بالفعل في مصر بهذا المكان، حيث عرضت قبلها في هولندا.
|