القاهرة 09 يوليو 2024 الساعة 10:39 ص
كتب: صلاح صيام
ولد غريب عبد التواب ابن قرية الواسطى بمحافظة بنى سويف في سبتمبر 1948، تخرج في كلية الحربية عام 1968بتفوق ونبوغ وفى يناير 1973 رقى إلى رتبة النقيب، وعين قائدا لسرية في كتيبته بقوات الصاعقة، وقد ارتبط اسمه بمعارك المدرعات البارزة وقد منح أعلى وسام عسكري وهو نجمة سيناء.
كان غريب شابا تقيا حفظ القرآن وتعمق في السنة ودرس سير الصحابة والمجاهدين واعتبرهم مثله الأعلى في الحياة، كان ينتظر إشارة البدء على أحر من الجمر، وعندما استدعاه قائد الكتيبة قبيل ساعة الصفر باعتباره قائد سرية، أخبره بأن مهمة سريته تأمين عبور اللواء الخامس مشاة إلى الشرق، وسلمه علم مصر وصاريا خشبيا متمنيا له التوفيق.
عاد الشهيد غريب إلى وحدته وأعطى التلقين النهائي لرجاله بالمهمة المكلفين بها، وحثهم على الترابط والانضباط العسكري، ثم أقسم بالله وباسم مصر أن يكون للوطن الفداء، وأن يأخذ بثأر الشهداء الذين سبقوهم إلى الشهادة فى الحروب السابقة.
في بدء العبور في الساعة الثانية وخمس دقائق من بعد ظهر يوم 6 أكتوبر كان الشهيد البطل غريب ورجاله في طليعة أبطالنا الذين وطِئت أقدامهم الشاطئ الشرقي للقناة، وتسلقوا الساتر الترابي المرتفع إلى 15مترا ليشاركوا فى رفع علم مصر، في الوقت نفسه بدأت مجموعة من الدبابات الإسرائيلية هجومها المضاد باتجاه شرق القناة لتشتبك مع مجموعة من مقاتلي الصاعقة المصرية بقيادة الشهيد الرائد غريب عبد التواب.
وعندما انفجر لغم مصري تحت إحدى الدبابات الإسرائيلية ودمرها بدأت بقية الدبابات فى المناورة، بحيث تندفع دبابة إلى الأمام فى حماية ثلاث أخريات، لكن أبطالنا الصاعقة يفسدون المناورة ويدمرون دبابة أخرى، ليفقدوا العدو صوابه ويبدأ التقهقر للخلف وسط وابل كثيف من نيران أبطالنا.
وفجاة تندفع ثلاث دبابات إسرائيلية فى اتجاه المصطبة الموجود عليها الرائد غريب قائد السرية، وتنفتح شهية البطل الشهيد غريب في اصطياد المزيد من الدبابات المعادية بعد أن دمر ثلاثا منها خلال الهجوم المضاد، فيندفع فى اتجاه الدبابة الأولى تحت وابل من الرصاص ويقفز فوقها في لمح البصر ويفتح برجها ليلقى فيه بقنبلة، لتتحول الدبابة إلى كتلة من النيران الكثيفة المشتعلة فى الحال، بينما كان أحد جنوده وهو البطل شنودة راغب فاتحا رشاشه حاصدا لجنود العدو قبل أن يحاول حمل قائده بعيدا عن الموقع، غير أن طلقات العدو تمكنت منهما، ولقى البطلان ربهما وكل منهما يحتضن الآخر.
|