القاهرة 09 يوليو 2024 الساعة 10:31 ص
بقلم: أمل زيادة
عزيزي عمر خورشيد،،
مرت أيامنا بسرعة كالمعتاد، لا أدري كيف أبدأ رسالتي هذه، احترت كثيرا، وفكرت أكثر في انتقاء جمل قد تبدو منمقة وحميمية أكثر..
وصلنا لنهاية رسائلنا التي لن تصل يومًا..
قررت إيقاف رسائلنا بشكل نهائي، قد يزعج البعض هذا القرار، لكن لا بد أن نعتاد الفراق، ونقر أن لكل شيء بداية ونهاية.
مضى من عمر رسائلنا ثلاث سنوات تبادلنا فيها الهموم فيما يقارب ال252 رسالة.
ما يزيد عن 250 رسالة تحدثنا فيها عنك، وعن أحلامنا، وعن مصرنا التي نطمح أن تكون!!
تحدثنا عن الحب، والحرب، عن الدراما، عن القضايا الحياتية، عن الخوف من الغد، عن القلق من المجهول.. رغم كل ذلك كنت أنت ومن تابع رسائلنا أجمل ما في حياتي بشكل خاص..
عزيزي عمر خورشيد،،
قد تتوقف رسائلي المستقبلية، لكن رسائلنا ما زالت متاحة للجميع للقراءة على موقع المجلة الموقر، مجلتنا العزيزة "مصر المحروسة" التي أفتخر أني أحد كتابها، المجلة التي تحملتني بكل تخبطاتي وتعثراتي الحياتية بسعة صدر ويقين أني سأعود أقوى من المعتاد.
قمت بزيارة مؤخرا لمقر المجلة وقررنا التمهل في القرار، لكن لا أخفي عليك أني قررت تنفيذه الآن.
أشعر أنه آن الأوان لنضع كلمة "النهاية" لمشوارنا المميز والنادر، كلمة النهاية التي تزين حياتنا، والأفلام، وكل شيء..
فالنهاية في المطلق هي عنوان للبدايات السعيدة..
قد يظن البعض أن قرار التوقف جاء لأنه ليس هناك ما نتحدث عنه أو أخبرك به، أو أنه لم يعد هناك ما نشارك قراءنا فيه..
ولأني أعتبر رسائلك، رسائلنا، نافذة للأمل، وللغد المشرق، قررت التوقف لأني اكتشفت أن هذا الأمل بدأ يتضاءل ويخبو مع الوقت..
لذا لم أشأ أن يرتبط اسمك بأي شيء غير إيجابي، لأني أعتبرك أيقونة لكل ما هو جميل..
أجمل ما في رسائلنا على الإطلاق أنها سمحت لي أن أتعرف عليك عن قرب، وأن يتعرف عليك محبيك أكثر فأكثر.. ربما عن طريق ما أكتب، وربما بواسطة ما حاولت توثقية في كتاب يحمل اسمك، في مفاجأة ومغامرة غير محسوبة وغير مرتب لها مسبقًا..
اعتبرت هذا الكتاب بشكل خاص، هدية أمي لي من العالم الآخر هذا العام.. لم يتناول الكتاب قصة حياتك الفنية فقط، وإنما تحدث عنك كإنسان في المقام الأول، وفنان، وزوج، وأخ، حرصت على أن يخرج في أكمل صورة لأنك تستحق كل ما هو مميز..
وصفك البعض بأنك لحن لم يكتمل، وأظنني أتفق معهم، ووصفك آخرون بأنك تراتيل تحكى قصة عشق أزلية، أما أنا فأراك كطائر العنقاء كلما ظننا أنه اختفى عاد وطغى.. هكذا أنت وألحانك العذبة، حجر كريم يزداد قيمة بمرور الوقت..
لا أخفي عليك اعترافي بأنه يكفيني شرف أن اسمي لا يزال يقترن باسمك، سواء من خلال الرسائل، أو على غلاف الكتاب.
عزيزي عمر خورشيد،،
كنت أعتقد أن لحظات الوداع ستكون أكثر صعوبة مما يحدث لي الآن أثناء كتابة هذه السطور، ربما لم يحدث هذا، ليقيني أنني لن أتوقف عن الكتابة بشكل نهائي، قد أتوقف عن كتابة رسائلنا التي يعتبرها البعض ممن يقيم خارج حدودنا الجغرافية، رمزا للأمل، والسعادة، والطاقة الايجابية..
قطعا سأعاود الكتابة مجددًا، لكن بشكل جديد، وصورة مبتكرة، كل ما سيختلف كونك المرسل إليه..
عذرا يا من تحبون عمر خورشيد، لقد توقف هو عن مسيرته قسرًا في عمر السادسة والثلاثين..
وها نحن نختتم مسيرة رسائلنا تقريبا في نفس الفترة، على اعتبار أن كل عام من عمر رسائلنا الثلاث يعادل عشر سنوات سعادة وحب وتفاؤل..
عزيزي عمر خورشيد،،
قد يتساءل البعض: ما السر وراء اتخاذ هذا القرار الدقيق؟!
سأخبرك..
لم أعد نفس الكاتبة، لم أعد نفس الشخص الذي بدأ الكتابة إليك بامتنان، لم أعد أحلق برومانسية على أنغام ألحانك التي أحب، لا سيما لحنك الذي أعشق، لحنك الملحمي "الرصاصة لا تزال في جيبي"..
وقد يتساءل البعض كذلك لماذا لم أعد نفس الشخص؟!
بمرور الوقت اكتشفت الوجه الحقيقي للحياة، بدأت بعض الحقائق والمفاهيم في الاتضاح والأجمل من كل هذا، أنني تيقنت من شيء مهم، أنه لا حقيقة مطلقة في حياتنا..
لا أجد هناك حقيقة مطلقة لأي مفهوم متعارف عليه، فلا يوجد صدق مطلق، ولا حب مطلق، ولا شجاعة مطلقة.. هناك واقع مزري على سطح هذا الكوكب الأزرق!!
لا أريد أن أكون مفرطة في التشاؤم، ولا التفاؤل، لذا قررت التوقف عن بث الأمل في بيئة يصعب فيها تحقيق ما نتمنى بشرف وصدق..
عزيزي عمر خورشيد،،
دعني أقر أن أجمل وأنقى ما في رسائلنا هو أنت، وألحانك العذبة، وابتسامتك الآسرة، ووقفتك الشامخة، أنت الحقيقة الوحيدة في كل رسائلنا..
عزيزي عمر خورشيد،،
صدقا كانت هذه السنوات الثلاث من أروع وأقيم السنوات التي مرت بحياتي، يكفي أنني تعرفت خلالها على صديقتي "صديقة الممر" التي أحب أن أختم رسائلنا بتوجيه الشكر الخاص لها، لولا وجودها في فترات دقيقة في حياتي ما كنت هنا الآن..
أنتهز هذه الفرصة وأتوجه بالشكر العميق لمجلتنا الحبيبة "مصر المحروسة" لإتاحة نافذتها الغالية لنا، لنعبر عن كل شيء وأي شيء دون قيد أو شرط..
أشكر بصفة خاصة الطاقم الذي يعمل دومًا في الخفاء العزيز مصطفى الهندي، ومن معه من مصممي ومدققين لغويين، وباقي أفراد مجلتنا برئاسة الدكتورة الجميلة هويدا صالح..
إذا كان هناك شخص له الفضل في استمرار رسائلنا بعد الله سبحانه وتعالي فإنه هي..
دكتورة هويدا.. أتمنى لكِ مزيدًا من التقدم والرقي، صدقا أتمنى أن يوجد مثلها على رأس كل مؤسسة في مصر، لأن مصر تستحق هذه العقول المستنيرة المثقفة التي تحتوي الجميع باختلافاتهم كافة..
عزيزي عمر خورشيد،،
وداعًا..
إلى اللقاء في سلسلة مقالات أخرى..
وصيتي لكم أعزائي القراء: كونوا على الموعد، وحتى نلتقي في صورة أخرى.. كونوا بخير.
|