القاهرة 05 يوليو 2024 الساعة 08:23 م
بقلم: محمد خضير
منذ عملنا بالحقل الصحفي فى الشأن الثقافي منذ أكثر من 15 عامًا يمر علينا وزراء للثقافة وقيادات ورؤساء هيئات وقطاعات وإدارات تابعة للهيئة تزيد على 15 قطاعًا وهيئة وإدارة، والمفترض أنها متخصصة في كل المجالات الثقافية والفنية، ونسعى من خلال عملنا الصحفي في الملف الثقافي إلى تحقيق منتهى المهنية والموضوعية في التعامل مع ما يدور داخل الوزارة من إدارة ونشاط ثقافي.
وقبل إعلان تشكيل الحكومة المصرية الجديد وحلف الوزراء اليمين بيوم واحد، خرجت التكهنات والمعلومات حول الوزراء الجدد لتولي الحقائب الوزارية، وعندما أعلن اسم وزير جديد للثقافة شعرت بالتفاؤل للصالح العام، وتجديد التعاون الإعلامي الثقافي مرة أخرى.
وبعد إعلان اسم الدكتور أحمد فؤاد هنو وزيرًا للثقافة، وحلف اليمين الدستورية أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، جاء التفاؤل بشكل أكبر لاختيار رجل محترم ومثقف وفنان تشكيلي "الوزير الفنان"، لتولي حقيبة وزارة الثقافة المصرية بما تحمله من إرث ثقافي وفني، وما تحمله أيضًا من هموم وملاحظات تستوجب النظر، والعمل على حلها لضبط دولاب العمل والأداء داخل الوزارة.
وفسر البعض أن يتولى وزارة الثقافة فنان تشكيلي بتفاؤل أكثر، كون الدكتور "هنو" يمثل امتدادًا لتولي الفنان فاروق حسني أزهى فترة شهدتها الوزارة، وهذا شيء منطقي، لكننا عهدنا "هنو" رجلًا مثقفًا متفهمًا وأكاديميًا يعرف الكثير والكثير عن وزارة الثقافة، وتعامل طوال حياته الفنية مع قطاعاتها وجدران معارضها من خلال فنه ولوحاته التشكيلية.
كما علمنا أنه يملك باعًا طويلاً في المجال الثقافي، وترك بصمة واضحة بمختلف المناصب التي تولاها، لتعرف قدماه طريق التكريم مرات عديدة، وأنه شخصية لديه ذوق فني عالٍ وعالمي، ولديه فهم ومعرفة بكل أنواع الثقافات والفنون، لأنه فنان مبدع ومثقف بامتياز ولديه حس فني راقٍ، ولديه خبرة أكاديمية كونه تولى عمادة كلية الفنون الجميلة بجامعة الجلالة التي أكسبته مهارات مهمة في التعامل مع الروتين الحكومي أو التعامل مع الإدارات والشخصيات بكل طبقاتها وصفاتها.
كما أن البعض -خاصة من النقاد والفنانين التشكيليين- قالوا: "يا هنانا بالوزير الفنان" باختيار الدكتور أحمد فؤاد هنو، الذي يخطف الأنظار كبارقة أمل جديدة قد تعيد المنظومة الثقافية التشكيلية لسابق عهدها، نظرا ما فقدته خلال بعض السنوات الماضية من بريق الماضي"، ولكن نرد عليهم أن وزارة الثقافة هي وزارة مسؤولة عن إقامة المعارض الفنية التشكيلية، بل رعاية كل منتج ثقافي من كتاب، ونشر، وأدب، ومسرح، وسينما، وموسيقى، وغناء ومنتجات تراثية، ومتابعة الحركة الفنية السينمائية، والمهرجانات المحلية والدولية.
كما أننا دائمًا منذ عملنا بالحقل الثقافي كنا نسأل أي وزير للثقافة ما المشروع الثقافي القومي لوزارة الثقافة؟ وقتما كان الوزراء يدعوننا لعقد لقاءات صحفية أو تلبية إجراء حوار صحفي، ولكن منذ فترة لا يتم الاستجابة لهذا! لكننا دائمًا ما نجد الحاجة إلى مشروع ثقافي وطني متكامل للنهوض بأوجه الثقافة كافة أصبح ضرورة ملحة، لا سيما أثرها على العقل الجمعي المصري، وكذلك الاهتمام الشديد بالصورة التي تصدر خارج البلاد عن ثقافة ووعي المجتمع المصري عمومًا، لأن هذه الصورة هي مسؤولية وزارة الثقافة.
كما أننا بحاجة إلى مشروع قومي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم لزرع قيم الانتماء والمواطنة والإيجابية في التفكير عمومًا، من خلال فتح المجال وتوفير مساحة لطلبة المدارس لعرض أعمالهم الفنية المتنوعة بالتضافر والدمج مع أعمال الفنانين المصريين المحترفين لا سيما الشباب منهم.. وكذلك عرض إبداعاتهم الأدبية، وإتاحة المجال للمواهب الفنية، ما يؤكد تعزيز ثقة هؤلاء الطلبة والمواهب في النفس، والعمل على تنميتها، وهو من أهم الأهداف في الوقت الراهن.
وترجم ذلك الدكتور أحمد فؤاد هنو ذلك في أول يوم عمل له، حيث حرص على القيام بجولة بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة وتفقد قطاعات الوزارة المختلفة، وتوجه يالشكر لوزير الثقافة السابقة لجهودها خلال فترة توليها المنصب، معلنا عن خطة للنهوض بالعمل الثقافي، مشددًا على عمله بتشييد بناء ثقافي راسخ يساهم في نهضة مصر، وأن العمل بالوزارة سيكون تكامليًا بين قطاعات الوزارة ومع الوزارات المعنية ببناء الإنسان.
كما يعتزم البناء على ما تحقق من قِبل الوزراء السابقين، لتشييد بناء ثقافي راسخ وقوي يساهم في نهضة مصر، لأنه دائمًا ما نلاحظ خلال متابعتنا للعمل والأداء الثقافي لتعاقب العديد من وزراء الثقافة -وأعتقد أن هذه ملاحظة في أغلب الوزارات- بأن أي وزير يتولى الحقيبة الوزارية يلغي خطة الوزير السابق دون أن تستكمل، ويضع خطة عمل جديدة لا يستطيع إكمالها! لكن تأكيد الدكتور أحمد هنو أنه سيستكمل ما تم من عمل، وكذلك العمل في وزارة الثقافة سيكون تكامليًا بين مختلف قطاعاتها، مع الحرص على دعم التعاون مع الوزارات المعنية ببناء الإنسان، خاصة وزارات التربية والتعليم والتعليم الفني، والشباب والرياضة، والتعليم العالي، وذلك لتحقيق العدالة الثقافية، والمساهمة في بناء عقل الإنسان المصري، وهو الهدف الأسمى لوزارة الثقافة.
بالإضافة إلى وضع خطة عمل مرحلية للنهوض بالقطاع الثقافي التى ترتكز على حلول غير نمطية، وأفكار متطورة، ودعم التحول الرقمي، وإنشاء منصات إلكترونية متعددة لمجالات الإبداع والابتكار المختلفة، ومواكبة التطورات التكنولوجية والثورة التي يشهدها العالم في مجالات التطبيقات الإلكترونية والذكاء الاصطناعي، بما يتيح تحويل الهواتف الذكية إلى منصات ثقافية متنقلة، مؤكدا أن مصر غنية بمبدعيها، وروافد الفنون والثقافة بها كثيرة ومتنوعة، مشيراً إلى أن الوزارة ستعمل على ترسيخ فكرة "الثقافة حق لكل المصريين"، وستسعى جاهدة لنشر الوعي والثقافة في كافة أنحاء مصر، وتعزيز قيم الحوار والتسامح والقبول بين مختلف فئات المجتمع.
..وأخيرًا وليس بآخر فكلنا أمل مضاعف في أن تعمل عقلية وبصيرة وجدان الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، فى سبيل تحقيق كل الأهداف والخطط البناءة، لكن على أرضية صلبة باختيار العناصر والكفاءات من أبناء وزارة الثقافة لتولي المناصب القيادية بقطاعات وهيئات الوزارة، كما أن ثقتي في قدراته على التغيير للصالح العام وهو المطلوب حالياً والتطوير المنشود لصالح الوطن.. عاشت مصر بعقول وقلوب وأيادي أبنائها المخلصين، وتحيا مصر.
|