القاهرة 03 يوليو 2024 الساعة 08:25 م
 

بقلم: أحمد محمد صلاح

قد تختلف طريقة نطق أسماء الفلاسفة اذا ترجمنا الاسم من اليونانية القديمة إلى العربية، كذلك ترجمة الأماكن قد يحدث بها بعض الاختلاف في النطق ومن ثم في الكتابة، خاصة في حروف القاف والكاف، وفيلسوف اليوم هو بيتاكوس، وفي مصادر أخرى سنجد اسمه بيتاقوس،  ولكن مع البحث والتحري وجدت ان كلا الاسمين متطابقين.

بيتاكوس الذي ظهر في الفترة من 570 وحتي 650 قبل الميلاد هو بن هيراديوس، وأصله من مدينة نهراس، وولد في مدينة ميلطينا ـ أي ميتيلني ـ وهي مدينة صغيرة من جزيرة ليسبوس، كان سياسيا ومحبا لوطنه وقائدا في عصره وكان من قادة الجند. 
في بداية حياته تحزب على الملك ميلاتحوس الذي استولي علي مملكة جزيرة ليسبوس، ولكن بيتاكوس هزمه، فأصبح له صيت عظيم في الشجاعة بسبب هذه الواقعة، أما ما جعل صيت بيتاقوس يزداد فكانت تلك الحرب الشديدة الوطأة والتي وقعت بين الميطيلنيين والأثينيين، بسبب قطعة أرض تسمي أخليطيدس، فالمليطينيون اختاروا بيتاكوس لكي يكون قائدهم، وتجهز الجيشان وقبل أن تدور رحى المعركة طلب بيتاكوس من قائد جيش الآثينيين -ويدعي أفروتون- أن يتحاربا ويتنازلا سويا قبل بدء المعركة، وكان هذا الأخير قويا شجاعا شارك في اللعاب الأوليمبية وفاز في العديد من المسابقات، رضي أفروتون ووافق لأن من يغلب الآخر أمام جيشه سيكون له الكثير من الشرف، وكان بيتاكوس قد خبأ سهما تحت ملابسه وقبل أن يتهيأ أفروتون للقتال رماه بيتاكوس بالسهم فقتله، وصار حاكما على هذه الأرض.

كان بيتاكوس قبيح المنظر وصورته بشعة غليظ الجثة قليل الانتباه ردئ المشية لخلل في رجليه، وكان كثيرا ما يشتكي وجع عينيه، تزوج من ابنه القاضي أدراكون وهي امرأة متكبرة بذيئة اللسان سيئة الأخلاق، وكانت تحتقره لبشاعة منظره، وحدث ذات يوم أن دعا العديد من أصدقائه الفلاسفة إلى وليمة، وعندما جلسوا وطلب إحضار الطعام، ألقت زوجته الطعام في وجوههم، فلم يغضب بيتاكوس وإنما قال لأصدقائه: عفوا إنها مجنونة فلا تلومونها، وهذه العلاقة السيئة هي ما سببت له كراهية النساء والشقاق بينه وبينهم.

كان بيتاكوس شديد القناعة لا يشرب الخمر أو النبيذ، فقط الماء، بالرغم من توفر النبيذ في ميتيلينا، وكان ينهى حاكم كورينته ويدعي برياندرس عن شرب النبيذ حتي يتمكن من البقاء في السلطة، وكان يقول أن الشرئع هي أعظم من كل شئ لأن الآلهة في أغلب الوقات يلتزمون بأن يطيعوا أمر الشرئع.
وكان من ذوي العقول العظيمة المقربين من الجمهورية، لأن الرجل الحكيم يلزمه دائما الامتثال لجميع ما يطرأ عليه من الشدائد حتي تزول وتنكشف ويسهل حاله.

من حكمه التي تداولها تلاميذه:
- ينبغي للانسان أن يدور مع الزمن وألا يضيع الفرصة.
- يصعب على الإنسان أن يسعد نفسه بنفسه.
- ليس هناك شئ أحسن من صنع المعروف المعجل.
- إذا أردت نجاح امر فتفكر فيه وحدك ويلزم الاهتمام والاسراع في عمل الشئ الذي تريد فعله.
- إن النصر المقبول هو الذي يحصل من غير سفك دماء.
- يلزم الملك إذا اراد ضبط مملكته أن يكون هو وخاصته طائعين للشرائع مثل أقل الرعايا.