القاهرة 08 يونيو 2024 الساعة 08:00 م
كتب: محمد حسن الصيفي
غالبًا ما أقضي عدة أيام كل شهر تقريبًا في القاهرة، أبتعد فيها عن مدينتي الهادئة، وأقترب من الصخب القاهري المقدس، كنت في أحد أحياء القاهرة الراقية -فيما سبق- أقفُ منتظرًا قدوم الميني باص، ذهبت إلى الكشك أشترى زجاجة مياه لأروي عطشي في يوم صيفي بامتياز، وقعت عيني على -ستاند- يحمل الصحف والمجلات وبعض الكتب، وكما هي العادة، وكما هو الإدمان اقتربت لألتهم كل البضاعة وأحدق فيها بنهم، وجدت مجلة فنيّة زهيدة الثمن، نسختان أخيرتان يعلوهما التراب، واحدة تم تدميرها تمامًا في ظروف غامضة، والأخرى عليها بقعة زيت أو سمن لا أدري، ربما افترشها البائع أثناء إفطاره، قمت بشرائها فقد أصبحت الآن خبيرًا بالكتب والمجلات وطريقة العلاج المناسبة للكتب المصابة في الحروب والاشتباكات اليدوية بين يدي الباعة والقراء والمخازن وعمليات النقل المجحفة.
اشتريتها وصعدت إلى الميني باص، بدأت القراءة، قرأت مقالا ركيكًا لكاتبة أو صحفية مدللة تكتب مجاملة، لا صورة لها على المقال لكني أعي ما أقول، لا بد أنها شابة وجميلة وذات شعر كيرلي ولها وجه مدجج بالأبيض والأحمر، لا تعرف الألف من كوز الدرة، تكتب لغة عربية غير مفهومة، ركيكة وبدائية وتافهة، يبدو أنها بدأت لتوها "تفك الخط".
لكن ومع ذلك لم يمنعني مقالها من الاستمتاع بباقي المقالات، وبنسمة هواء جميلة ومنعشة من شباك الميني باص مع قراءة لذيذة تتزامن مع غروب الشمس مع تصاعد الدراما حولي بصوت الكمسري والباعة وخلافات سيدة محجبة وقورة تجلس خلفي مع زوجها (البارد) كما وصفته في التليفون بصوت خفيض!
|