القاهرة 05 يونيو 2024 الساعة 05:39 م
بقلم: أمل زيادة
عزيزي عمر خورشيد،،
مرت الأيام بسرعة كعادة حياتنا التي بدأت تتناقص مع كل دقة لعقارب الساعة.. أجمل ما في أيامنا، كونك محور حديث أي مكان أذهب إليه، التقيت مؤخرًا بمجموعة من القراء، ممن يتابعون طواعية رسائلنا، عندما قابلوني واجهوني بتساؤلاتهم المرحة: كيف حال خورشيد؟ّ!
أطمئنهم عليك، ثم أمازحهم قائلة: أني أشبهك، لنا نفس الابتسامة.! الفارق الوحيد الذي لا اكترث له كثيرًا، بل أتجاهله واعتبره غير موجود -كما يبدو للعيان- هو فارق الطول.!
عزيزي عمر خورشيد،،
كلما فكرت إيقاف كتابة رسائلنا والبدء في سلسلة أخرى، يرسل القدر رسائله التي لا تخطر على بال لتجعلني أتراجع..
ناقشني أحد القراء في كتابك الأخير "ساحر الجيتار"، كون أني أول من كتبت عنك بشكل مفصل، ولأن الكتاب لم يغفل أي جانب من جوانب حياتك، لا سيما الأكاديمي منها والموسيقي، ما أثرى محتوى الكتاب وجعله متميزًا..
أثنى القارئ كثيرًا على محتوى الكتاب، وناقشني في عدة نقاط، مختتما بتساؤل عن رأيي في الحادث الذي وضع كلمة النهاية لرحلة أحد أهم عباقرة الموسيقى.. هو أنت..
أخبرني أنه من متابعي "رسائلنا التي لن تصل أبدا"، وانه رأي صورة المقال عبر حسابي على انستجرام، لفت نظره المكتوب والتصميم والصورة، بحث كثيرًا عنا، فقادته رحلة البحث إلي حسابي على موقع فيسبوك، ومنه لموقع مجلتنا "مجلة مصر المحروسة" ومقالاتنا المتعددة..
الأجمل على الإطلاق هو احتفاظه بصور لمقالاتنا، في لقطات شاشة مطولة لرسائلنا..
أدركت لوهلة أن هناك من يحبك حد الجنون، ويحبون كل من يحبك، كنت أظنني أحبك، وأحب من يحبك مثلي فقط، لكني وجدت أننا كثر، وأنك فقط من تجمعنا..
جعلني حرصه على اقتناء رسائلنا أتراجع عن فكرة إيقاف المقالات، ربما نفكر في تطوير الفكرة أو البدء في مشروع مواز مختلف..
هناك من أحبنا على هذا النحو، والله وحده يعلم كم من آخرين مثله، لذا تجدني أمتن للصدفة التي جعلتني أكتب لك، وأمتن لمجلتنا ومنصتنا الثقافية الرقيقة والراقية التي أتاحت لنا هذا التواصل لسنوات قاربت الثلاث، تبادلنا وتحدثنا خلالها عن كل شيء، عن الحب، والسعادة، والهموم، والأحزان، والحرب وما شابه..
عزيزي عمر خورشيد،،
اكتشفت أن هناك ما يدعم وينمي حس المغامرة داخل كل فرد منا، أوقن أني لو كنت على دارية بوجود مثل هؤلاء على ارض الواقع، وبالقرب منا هكذا، قطعا كنت سأكتب لك من فوق جبال الألب أو الهيمالايا..!
أدركت حديثًا أن "الكشافة" أو "فريق الجوالة"، الذي كنا نمر بجواره في الجامعة له أنشطة عديدة، بل أنه تابع لوزارة الشباب والرياضة بشكل رسمي، فهي مجموعة تماثل أي نشاط رياضي معتمد، مثل رياضة الكاراتيه والجودو والتايكوندو وكرة القدم وكمال الأجسام وكرة السلة وغيرها..
فهي تعد نشاط رياضي مدعم من الدولة، لكن مع الأسف فإن الضوء ليس مسلط عليه..
كيف لنشاط بمثل هذه التأثير والأهمية يتم تهميشه على هذا النحو؟! كيف لنشاط يؤسس ويرسخ فكر الاندماج والعمل الجماعي وروح الفريق وإعلاء قيمة العلم أن يتم تهميشه وتجاهل وجوده على هذا النحو.؟!
علمت من أحد أفراد الكشافة التي قابلتهم بالصدفة، أنهم يتواجدون في الجامعات، وبعض النوادي الكبرى، والكنائس.
طالما تمنيت أن يكون هناك منصات توفر هذه الخدمات، وتكون مجانية وخدمية ومتاحة جغرافيًا وليست في بلاد أعالي البحار.!
الكشافة بالنسبة لي اكتشاف مذهل، لما تضمه من العديد من الأنشطة التي تساعد كل شخص على اكتشاف موهبته، بخلاف أنها تسخر طاقته وتقنن حماسه من خلال أنشطة الغطس، والطيران، وتسلق الجبال، والتجديف، والتخييم في الغابات والصحراء..
الكشافة نشاط يعلم الجميع كيفية الاعتماد على النفس، والانخراط في الجماعة، والتأقلم على العيش بأقل الإمكانات وأبسطها، بجانب التدريبات الرياضية اليومية، وتحية العلم..
سألت هل تحية العلم تكون لعلم الكشافة أم تخص علم البلد؟! فأجابني بأنهم لا يحيون إلا علم مصر..
أتمنى أن يتم تعميم وجود هذا النشاط في المدارس كافة، والجامعات، وأن يتوفر كذلك في النوادي والساحات الشعبية، لما له من أهمية كبرى في تحجيم العنف في الشارع، وتهذيب الأخلاق، وتفريغ الطاقات، وإصلاح للمجتمع، فمن يتقن رياضة يستحيل أن يتخلى عن مجهوده وموهبته ليقدم على فعل -أي فعل- يضر به أو بالآخرين.
ادعموا الكشافة، وساعدوا على وجودهم في المؤسسات، ليظل علم مصر خفاقًا يرفرف بعزة ونصر.
عزيزي عمر خورشيد،،
استمعت للحن رصاصتك الذي أعشق، أخذني في رحلة للذكرى، وجدت أني ما زالت كما أنا، أحبك، وأحب لحنك الملحمي، لحن رصاصتك التي لا تزال في جيبك، وجيب كل من يحبك مثلي..
لذا.. كن بخير لأكتب لك مجددًا.
|