القاهرة 10 نوفمبر 2022 الساعة 02:37 م
توظيف التكنولوجيا المعاصرة أحد أهداف وزارة الثقافة ضمن خطتها الاستراتيجية، والتى أعلنت عنها الدكتورة نيفين الكيلاني وزير الثقافة المصرية أثناء اجتماعها مع لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشورى منذ أسابيع مضت؛ ولعل هذا الهدف يعبر عن إعادة النظر مرة ثانية في السياسات الثقافية المصرية من قّبل صانع القرار الثقافي ممثلاً في وزير الثقافة المصرية ورؤساء القطاعات والجهات التابعة للوزارة؛ وهو ما يتمثل في إعلان أهداف حاكمة للعمل الثقافى الرسمي فى إطار المتغيرات التي تشهدها الدولة المصرية وفى إطار رؤية مصر (2030)، خاصة في ظل ارتفاع نسبة النشء والشباب في مجتمعنا المصرى والذى تدور نسبتهم فى مصر طوال الأعوام الماضية مابين 45 - 52 % من السكان.
• مخاطبة الأجيال:
(جيل x) وهو الجيل الذى يشير إلى الفئات التي ولدت ما بين أوائل الستينيات إلى أوائل الثمانينيات، ويستعمل هذا المصطلح في عدة مجالات منها الدراسات السكانية وعلم الاجتماع والتسويق، لكنه يستعمل بنسبة أكبر في الثقافة الشعبية الحديثة وخاصة الرقمية منها، و(الجيل y) ممن ولدوا في الفترة ما بين 1981 و1996، وهو الجيل الذى ارتفع معدل مواليده بشكل يشابه نسبة ارتفاع المواليد بعد الحرب العالمية الثانية، و(الجيل z) وهو الجيل الذين تقل أعماره اليوم عن 10 سنوات، وهي مصطلحات مستخدمة لوصف الفئات السكانية التي تتكون من الأشخاص في المجتمعات و(الجيل M) من المواليد الجدد جيل المستقبل؛ يتطلب استراتيجية ثقافية مغايرة ترتكز على التحول الرقمى وما توفره الثورة التكنولوجية والمعرفية من خواص ومميزات تمكن وزارة الثقافة المصرية من تحقيق أهدافها ضمن رؤية مصر التنموية خلال العقد الجارى (2020_2030).
من بين الأفكار التي تأتي في إطار آليات العمل الذي يتحقق من خلال هذا الهدف؛ أن تقوم وزارة الثقافة الفترة القادمة بإجراء "الشراكة" مع الشركات التكنولوجية الناشئة في مصر والإقاليم بهدف تقديم المنتجات الإبداعية والثقافية من خلال (الألعاب الإلكترونية، التطبيقات الذكية، الخدمات الرقمية المتعلقة بالصناعات الثقافية والإبداعية)، على أن يتم تقييم الشراكة وما تتضمنه من منتجات ثقافية وإبداعية بخاصية "البي آر كود" فى إطار اتجاه وزارة الثقافة نحو شراكات ثقافية محوكمة وذكية، وهو ما يضمن للطرفين (وزارة الثقافة المصرية- الجهة صاحبة الشراكة من الطرف الثاني) التعرف على نتائج تلك الشراكات كل ربع سنة أي خلال 3 شهور لتقييم الأداء وضمان العمل فى إطار من الشفافية والنزاهة وبما يضمن تحقق فى الأداء بين الطرفين.
أيضا إطلاق حاضنات أعمال للثقافة الرقمية تابعة للهيئات والجهات التابعة لوزارة الثقافة من أجل تطوير وتعليم دفعات من الجيل الرقمي من النشء والشباب، أو ما تصفهم الأدبيات الثقافية بـ(الوسطاء الثقافيين)؛ بالشراكة مع وزارة الاتصالات المصرية، والاستفادة من خبراء لجنة الثقافة الرقمية والبنية المعلوماتية بالمجلس الأعلى للثقافة، وشركات التكنولوجيا متعددة الجنسيات فى مصر مثل (مايكروسوفت، أى بي إم) من أجل تدريب كوادر الوزارة الشابة، والحاصلين على جائزة الدولة للمبدع الصغير فرع الابتكار والمنصات الرقمية؛ من أجل تقديم دورات تستهدف الكوادر الشابة في العديد من المجالات التى تعزز الثقافة الرقمية مثل(مطور تطبيقات، مطور منصات سحابية، بودكاست، مبرمج، تسويق إلكتروني، مصمم مواقع وتطبيقات، استشاري نشر رقمي)، وغيرها من الوظائف المرتبطة بنماذج الأعمال الجديدة المصاحبة لعملية التحول الرقمي والتكنولوجي فى الصناعات الثقافة والإبداعية.
كذلك الاتجاه نحو التحول في قطاعات وهيئات الوزارة إلى الإدارات الذكية التي تعتمد عمليات تشغيل تكنولوجية في تقديم خدماتها ومنتجاتها للجمهور في مصر وخارج مصر؛ على أن يقودها فريق عمل مركزي تابع للوزارة من التقنيين والفنيين ممن يتم وصفهم بـ"الطبقات الإبداعية" من المبرمجين ورواد السوشيال ميديا وصناع المحتوى والجيمر "Gamer" أي صناع الألعاب، على أن يتم الاستفادة من خبراتهم في مجالات الإبداع والصناعات الثقافية والإبداعية.
|