القاهرة 01 نوفمبر 2022 الساعة 10:04 ص
بقلم: د. فايزة حلمي
في الجزء الأول من المقال تحدثنا عن الإهمال الجسدي الذي يتضمن منع الطعام، المأوى، الملبس، أو غيرها من الاحتياجات الأساسية، كما أشرنا إلى أن الإهمال العاطفي ينطوي على حجب الحُب أو الدعم أو المودة، يتم إخبار الأشخاص المهملين عاطفيا بشكل مباشر أو غير مباشر أن مشاعرهم واحتياجاتهم ليست مهمة، وفي هذا الجزء سوف نتحدث عن دلائل وعلامات الإهمال العاطفي، و طرق التعرف عليه، وفيما يلي عشر طرق للتعرف على هذا الإهمال العاطفي النفسي:
1. أعد فحص توقعاتك واحتياجاتك العاطفية:
من غير الصحي أن تتوقع من شخص آخر أن يكون مسؤولاً عن تلبية جميع احتياجاتك العاطفية، ولهذا السبب تتضمن الخطوة الأولى إعادة تقييم توقعاتك من الآخرين، ابدأ بتحديد احتياجاتك العاطفية، ومَن تتوقع أن يلبيها ، وكيف تريد أن يستجيب لهذه الاحتياجات.
بعد ذلك؛ راجع القائمة وتأكد من أنك لا تضع توقعات غير عادلة أو غير واقعية للآخرين لحل مشاكلك أو تنظيم مشاعرك أو تحسين ثقتك بنفسك.
2. تحديد متى بدأت المشكلة والأسباب المحتملة لماذا؟
الخطوة التالية هي التفكير في العلاقة التي تشعر فيها بالإهمال العاطفي للنظر في التاريخ وتحديد متى بدأت المشاكل، يمكن أن يساعدك هذا على اكتشاف ما إذا كانت هذه المشكلات جزءًا من نمط طويل الأمد من الإهمال، أو ما إذا كانت حديثة. بعد ذلك ضع في اعتبارك الأسباب غير الشخصية أو التفسيرات التي تمنع هذا الشخص من الاستجابة بالطريقة التي تريدها منه.
على سبيل المثال: ضع في اعتبارك أسلوب تواصلهم، طريقة التعبير عن مشاعرهم، والظروف الضاغطة في حياتهم، قد يكون السبب أيضًا أن الإهمال العاطفي بدأ فقط بعد صراع أو قتال، أو أن هناك بعض المشكلات التي لم يتم حلها لمعالجتها.
3. تحديد طرق لتلبية (بعض) احتياجاتك العاطفية:
الاعتماد على أشخاص آخرين لتلبية جميع احتياجاتك العاطفية ليس بالأمر الصحي، لذلك من المهم أيضًا تحديد طرق تلبية احتياجاتك العاطفية بنفسك، كمثال؛ معرفة طُرُق تعزيز ثقتك بنفسك أو مزاجك بعد يوم سيء، أو التغلب على الغيرة أو عدم الأمان؛ يمكن أن يجعلك تشعر بمزيد من الاستقرار العاطفي.
رغم أنه لا يمكنك تلبية جميع احتياجاتك العاطفية بمفردك، فإن قدرتك على تلبية بعضها؛ يمكن أن تساعدك على الشعور بمزيد من الاستقرار والاستقلالية وتجعلك أقل اعتمادًا على الآخرين.
4. تحدث بصراحة مع الشخص عن مشاعرك واحتياجاتك:
عندما يصبح الإهمال العاطفي مشكلة أو نمطًا طويل الأمد، فعادة ما يحتاج إلى معالجة علنية في محادثة، رغم أن هذا قد يكون غير مريح، لا يمكنك أن تتوقع من شخص ما أن يعرف ما تشعر به ما لم تخبره، أن تكون لطيفًا ولكن مباشرًا بشأن ما تشعر به؛ هو أفضل طريقة لتفتح هذه المحادثة.
5. كن محددًا عند مطالبة الشخص الآخر بالتغيير:
عند إجراء محادثة حول مشاعرك، من المهم أن تعطي أفكار محددة حول ما يمكن أن يفعله الشخص الآخر بشكل مختلف ليجعلك تشعر بالدعم، على سبيل المثال، إخبار صديق أنك ستقدره إذا اتصل بك أو أرسل لك رسالة نصية، أو خصص وقتًا على الأقل مرة واحدة في الشهر لإجراء جلسة، قدّم أشياءً واضحة وقابلة للتنفيذ يمكنه القيام بها لتحسين صداقتك.
6. ابحث عن علامات الجهد وتتبع التحسينات بمرور الوقت:
بعد إجراء محادثة مفتوحة حول مشاعرك واحتياجاتك العاطفية، ابحث عن التغييرات بمرور الوقت، اعمل على تحديد العلامات التي تدل على أنهم يبذلون المزيد من الجهد ليكونوا داعمين، بهذه الطريقة؛ ستحصل على فكرة أفضل عما إذا كانوا مستثمرين عاطفيًا في العلاقة وما إذا كانوا يحاولون التغيير، حتى لو لم يكن هذا هو بالضبط ما طلبته.
ضع في اعتبارك أنك قد تحتاج إلى إجراء محادثة متابعة؛ لتوضيح ما تشعر به أو تريده أو تحتاجه، مجرد إجراء محادثة وإنهاء الكلام.
7. إعادة تقييم العلاقات عندما لا تكون هناك تحسينات:
عندما لا تكون هناك تحسينات أو تغييرات؛ فقد حان الوقت لإعادة تقييم العلاقة، قد تحتاج إلى وقت أو مسافة أو حدود، كمثال؛ ابدأ في التواصل بمعدل أقل أو حاول تقليل وقتك وطاقتك في صداقة من جانب واحد، خاصة إذا كنت قد بذلت جهدًا للتحدث عن احتياجاتك وتم تجاهلك.
8. ابحث عن الدعم من أشخاص آخرين في دائرتك:
الاعتماد على شخص واحد للدعم العاطفي يمكن أن يوتر العلاقة ويتركك غير مُكتفٍ، خاصة عندما يكون هذا الشخص مُهمِلاً عاطفياً، من المهم توسيع نظام الدعم الخاص بك والاتصال بأصدقاء آخرين وأفراد الأسرة والأشخاص الذين تثق بهم عندما تحتاج إلى الدعم، تُظهر الأبحاث باستمرار أن نظام الدعم القوي يوفر الحماية ضد الإجهاد والصعوبات.
9. تحسين رعايتك الذاتية باستخدام المنافذ العاطفية الصحية:
يمكن أن يتسبب الإهمال العاطفي في تراكم المشاعر السلبية مثل الغضب والتوتر والحزن والعار، العثور على منافذ صحية لعواطفك يمكن أن يكون علاجا، ويمكن أن يساعدك على الشعور بالتحسن عندما لا تحصل على الحب والدعم الذي تحتاجه من الآخرين، ترتبط هذه المهارات أيضًا باستجابات أفضل؛ للتوتر، ومزيد من المرونة ضد الآثار السلبية للإهمال العاطفي والاساءة.
10. استثمر في علاقات صحية مع أشخاص يبادلونك بالمثل:
إذا لم يتم تلبية احتياجاتك من قبل الأشخاص الأقرب إليك؛ فقد يكون من الضروري توسيع دائرتك وبناء نظام دعم أقوى، ضع في اعتبارك البحث عن لقاءات أو نوادي اجتماعية أو أنشطة أو حتى مجموعات دعم، عند تكوين صداقات جديدة، كن على دراية بالأصدقاء الذين يبادلونك بالمثل، ويبدو أنهم على استعداد لمنحك وقتهم وطاقتهم واهتمامهم، من المرجح أن يصبحوا أصدقاء مقربين أقوياء.
• كيف يمكن أن يساعد العلاج:
غالبًا ما يكون العلاج مفيدًا للأشخاص الذين يشعرون بالإهمال عاطفيًا في علاقة، يركز العلاج الزوجي والعلاج الأسري على مساعدة الناس على التواصل بشكل أفضل وتطوير روابط أقوى وأوثق، إذا لم يكن أحد أفراد أسرتك منفتحًا على العلاج، فقد يكون من المفيد التفكير في العلاج الفردي خاصة إذا كنت تلاحظ تغيرات في صحتك النفسية.
بمرور الوقت، يمكن أن يقوّض الإهمال العاطفي احترامك لذاتك ويؤثر سلبًا على صحتك العقلية، أحيانا؛ يمكن تصحيحه من خلال محادثات مفتوحة أو بمساعدة معالج مدرب، إذا لم تتحسن الأمور في العلاقة؛ فقد يكون من المهم وضع حدود أو إيجاد وسائل دعم أخرى أو حتى قطع العلاقات مع شخص لا يستطيع أو لا يلبي؛ احتياجاتك العاطفية.
|