القاهرة 19 اكتوبر 2022 الساعة 09:10 ص
كتبت: إنجي عبد المنعم
أقام المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية برئاسة الفنان القدير ياسر صادق ندوة بعنوان "دور الفن في التنمية المجتمعية ومكافحة الفساد وإقامة حياة كريمة" مساء الاثنين 17 أكتوبر 2022م، بقاعة المؤتمرات بالمجلس الأعلى للثقافة، وذلك في إطار خطة المركز للمشاركة في تفعيل المبادرة العالمية لمكافحة فساد التعليم وتمكين الشباب "جريس".
أدار الندوة الكاتب المسرحي عماد مطاوع الذي بدأ بالترحيب بالسادة الضيوف ووجه الشكر للفنان القدير ياسر صادق، وتحدث عن حجم إنجازات صادق داخل المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، كما رحب بالمشاركين في الندوة، الأستاذ الدكتور محمد حسن غانم- أستاذ علم النفس بكلية الآداب- جامعة حلوان، والأستاذ الدكتور محمد ندا- أستاذ زائر بأكاديمية ناصر العسكرية العليا وأستاذ الوقاية من الأزمات بالجامعة الأمريكية، والفنان القدير محمود الحديني، الذي قال عنه مطاوع إنه أحدث تغييرا في آلية الشخصية المسرحية منذ أن وقف على خشبة المسرح. وأضاف أن "الإنسان على مدار تاريخه في حالة صراع ويسعى لتحسين حياته، والفنون ليست بعيدة عن هذا السياق فكيف يمكن أن يسهم الفن في تشكيل ملامح الإنسان؟ وكيف يكون أداة لمحاربة الفساد؟ وكيف يساهم الفن في تبني شعارات مصر جديدة؟".
ثم تحدّث الأستاذ الدكتور محمد حسن غانم؛ شاكرًا القائمين على إقامة الندوة وقال: إن الفن له أدوار متعددة ومسؤول عن التنمية في المجتمع، والفنان لا بد أن يشخص مشكلات المجتمع، والفن له دور في مكافحة الفساد، وتساءل هل كاتب السيناريو ينقل ما يحدث في الواقع؟!وكيف يكافح الفن الفساد؟ فدور الفن زيادة الوعي، فهل الفن يقوم بهذا الدور؟ وهل يؤدي لشعور الأفراد بحياة كريمة؟!
وتحدث الأستاذ الدكتور محمد ندا قائلا: "نحن حاليًا في معركة التقنية وفي حاجة إلى تضافر الجهود فنحن اليوم نصرف المليارات على حياة كريمة، كي تتحول مصر إلى وطن الأوطان. وأضاف: "الفن الجيد هو الذي يعالج الفساد ولو عالجنا الفساد سوف نعيش حياة كريمة، فرياح التغيير تهب علينا من كل جانب، فالفن لا بد أن يرصد الأحداث، ويلقي الضوء عليها بشكل واضح، وعندما يتعانق القدر مع فساد البشر تصنع أروع الكوارث التي يمكن أن تدرس، فالفن رسالة هادفة لا رسالة هادمة.
وألقى الفنان القدير محمود الحديني الضوء على دور الفن في بناء الإنسان ومكافحة الفساد مؤكدًا أن الفن الجاد والهادف في النهاية يطهّر النفس، وأضاف: اليوم الفن الهادف يتعرض لهجمة شرسة؛ فرأينا مثلًا في نقابة الموسيقيين ما حدث مع المطرب الكبير هاني شاكر، والهجوم الواضح عليه بسبب مطربي المهرجانات، لأنه يدافع عن الفن ولكي ندافع لا بد أن نكون مع الفن الجاد والهادف ولا نكون مع الفن الهادم للإنسان، والقضية الأخرى أنه لا يوجد مساهمات في المدارس مثل المسرح المدرسي لزيادة الوعي والثقافة لدى أبنائنا، فالأسرة المصرية اليوم تفككت، فإذا ذهب الأب بأولاده للمسرح ستتفجر لديهم طاقات، المواد الدراسية شيء والثقافة شيء آخر، فالأم والأب يجب أن يغرسا الثقافة في الأبناء لكن كيف يحدث هذا و 30% من الشعب المصري لا يعرف القراءة والكتابة. المسرح يختلف عن أي فن، ويستطيع أن يؤثر ثأثيرًا كبيرًا، والمؤلف المصري لا بد أن يتوقف عن اقتباس روايات أجنبية وإعادة تقديمها، والسؤال هنا كيف نستطيع أن نجعل المسرح مهم في حياتنا؟ ينبغي أن توجد مؤلفات مسرحية عن الفساد ومكافحة الفساد.
وختامًا توجّه الفنان القدير ياسر صادق رئيس الإدارة المركزية للمركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية؛ بالشكر لجميع المشاركين في الندوة لما قدموه، وقال: "أستاذي العظيم محمود الحديني صاحب فضل علينا جميعاً فقد منح للمركز مكانًا مميزًا، فهذا المركز هو الأعظم والأوحد في الوطن العربي، ولا بد أن يكون له مكان محترم وشرفت بالعمل تحت إدارته في البيت الفني للمسرح، وأضاف الفنان ياسر صادق أن الفساد أنواع: "أقلهم على الإطلاق الفساد المالي، ومحاربته أسهل من حيث تطبيق القانون، والفساد الإداري أخطر من الفساد المالي، فهو الأداة التي تؤدي للفساد المالي، أما الفساد الأخلاقي المنوط به الفن، لأن الفن حرفة صناعة الإنسان، فهذه الحرفة إذا كانت رديئة تصنع إنسانا رديئا".
وأعلن الفنان القدير ياسر صادق؛ تنظيم المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية؛ لمسابقة "التأليف المسرحي عن مكافحة الفساد"، وذلك في إطار قيام المركز بدوره في هذا الشأن.
|