القاهرة 19 ابريل 2022 الساعة 10:19 ص
بقلم: سماح عبد السلام
كرّم ملتقى الخزف المنعقد حاليًا بقصر الفنون، بساحة دار الأوبرا المصرية، الفنان التشكيلي الراحل محمد طه حسين، أحد رواد فن الخزف، في إطار تكريم الصالون للرواد، وقد أنطلق بأعماله من موقع إنساني ولم يسع خلالها لتكرار نفسه ولكنه ركز على طرح أعمال تعكس ما يدور داخله.
امتلك الراحل رحلة طويلة مع الفن التشكيلي تجاوزت الـ60 عامًا قدم خلالها العديد من المعارض التشكيلية، واهتم عبر أعماله بعلاقة الشرق بالغرب وحوار الثقافات، فلم يستند حواره على الإقصاء الثقافي والتسييس الفني، بل على التكامل، كما اهتم بالنموذج البنيوي الذي يرتكز على الاهتمام بالتفاصيل والمنمنات المكونة للموضوع.
لم يقتصر إبداع محمد طه حسين على تخصص واحد، وإنما سعى لامتلاك جميع الأدوات الفنية والخامات الحرفية، وإن كانت ميوله تتجه أكثر للتصوير والتعبير عن الموضوع بشكل سريع.
تعُد نشأته في حي الأزهر وسط العمارة الإسلامية صاحبة الدور الأكبر في التأثير على تكوينه الفني، حيث النشأة داخل محراب فني كبيرجدا، فقد التحق بكلية الفنون التطبيقية عام 1946، وقام بالتدريس له كبار الفنانين والرواد مثل سعيد الصدر، محمد النجار، فؤاد كامل، فكان لهذا الاحتكاك أثره في تشكيله في البداية.
وقد كانت هذه الفترة غنية بالإضافة لثراء التعليم في الخمسينيات، المحطة الأولى كانت الدراسة بالجامعة حيث قسم الزخرفة، والذي كان يشمل الخزف والزخرفة والزجاج وكل مايشمل الفنون المرئية تقريبا كان يتم تدريسه في قسم الزخرفة، هذا التنوع كان له دور كبير في أعمال الراحل ومن هنا تسنى له التعامل مع نحاتين ومصورين ورسامين.
أما المرحلة الثانية فكانت بعد التخرج، وكانت مسألة التعيينات صعبة جدا، وقد تم الإعلان عن مسابقة النحت تحت مسمى إلغاء معاهدة 1936، فتقدم لها وهو ليس نحاتا ولكن كان لديه إحساس بالكتلة والفراغ والتجسيم، فحصل على الجائزة الأولى للنحت عام 1952 فكان هذا تحولا أكد له إمكانية العمل بالنحت والأدوات الفنية المختلفة.
أما المرحلة الثالثة في رحلة محمد طه حسين، فكانت عندما تقدم للدراسة في المعهد العالي للتربية الفنية عام 1952، على أساس أنها شبه دراسة عليا، وحصل على دبلوم المعهد بتفوق ليضيف المعهد له جانبا ثقافيا مهما جدا، حيث تعرف على الحركات الفنية العالمية مما صنع لديه نوعًا من التثقيف الحقيقى.
محمد طه حسين كان دائما ما يصرح بأنه صاحب فكرة التفكير في الفن، لا يرسم أو يجود فقط في الفن، فكل عمل فني لدي له مدلول عنده وتنظير قبل بدايته حيث يحاول تحقيق فكره من التنظير إلى الجانب المرئي، وهذا ما كان يشكل هاجسًا من بدايه احترافه العمل الفني، ولكنه كان مشغولا بأن يصبح رساما ومصورا، بحيث يطوع كل الحرفية في الفن، وقد ظهر هذا في معرضه الأول عام 1954 والذي كان عبارة عن أعمال فنية تظهر تفوقه الحرفي أكثر من العمل الفني كفكرة عندما بدأ قبل سفره للبعثه بألمانيا.
|