القاهرة 19 ابريل 2022 الساعة 10:12 ص
أجرى الحوار: صلاح صيام
"تجربته تصل إلى مقام الفن الرفيع، وإنا لإبداعاته الجديدة لمنتظرون، هو مجمع فنون، الفن يشهد أكبر مرحلة تجديد كبرى في تاريخه بهذه التجربة العصرية الفريدة التي صار التآزر فيها ما بين الشعر والموسيقى قانونًا جديدًا لوحدة الأشياء..".
هكذا وصف عميد النقد العربى د. عبد المنعم تليمة تجربة الشاعر الموسيقار أحمد الشوكي الذي يلقى شعره بمصاحبة موسيقاه أيضًا، في تجربة لم يشهد عالم الشعر شبيهًا لها من قبل، ولا عالم الموسيقى كذلك.
سألته:
• كيف ترى تجربتك مختلفة عن الآخرين؟
من بين ما يميزها أنها عصية على المعارضة، فلا يتمكن شاعر من أن يلقى قصيدته بمصاحبة مؤلف موسيقي كما أفعل، ولا يستطيع مؤلف موسيقي أن يضع أشعارًا على مؤلف الموسيقى. فأرى أنها صرفت المبدعين عن تكرار شبيه لها، كما كان يفعل في فني معارضة الشعر من قبل.
• ما هي أوجه التقارب بين شعرك وموسيقاك؟
التقارب في أن موسيقاي ذاتها تصلح أن تكون شاهدة كما شعرا، فمنذ غاب بيت الشعر الشاهد بغياب الشعراء المسئولين، غابت كذلك الموسيقى الشاهدة التي تصلح كل جملة موسيقية فيها أن تبقى، ولا تكون مجرد استرسال عزفي، كما هو شأن الموسيقى خلال العقود الأخيرة المتتالية.
• بماذا وصف كبار الشعراء والموسيقيين تجربتك؟
أعجب بها المجمع اللغوي وأبلغني بذلك الشاعر الراحل فاروق شوشة، ومن بعده د. حسن الشافعي، وكذلك وصف الموسيقار الكبير خالد الأمير هذه التجربة بأنها لا مثيل لها، ولم يسمع مثلها من قبل. وقال المؤلف الموسيقى ميشيل المصري أنه كأنك اثنان يفهم كل منكما الآخر الشاعر والموسيقي. وقال عازف الكمان الكبير عبده داغر إن موسيقى أحمد الشوكي تحلو أكثر عندما يلقى علشها شعره بسبب قدرته على توظيف كلاهما، وأن تجربته لابد من دعم الدولة لها في زمن نضب فيه الإبداع.
وقال عازف الأوكورديون الشهير فاروق سلامة إن هذه التجربة ذكرته بتجربة محمد عبد الوهاب وأم كلثوم. وأن شعر أحمد الشوكي لا يشبه شعر أحد كما موسيقاه، كذلك لا تشبه موسيقى أحدا، معربًا عن سعادته بالمشاركة بالعزف فيها.
قام بتوزيع موسيقاك أسماء كبيرة أمثال الفنان هاني شنودة وميشيل المصري وأحمد الجبالي، وكذلك د. جمال سلامة، كيف ترى الفارق بين هؤلاء؟
لكل مذاقه ورؤيته، إلا أن الفنان هانى شنودة كان أول من وقف مع تجربتي ودعمها كثيرًا.
• ما هو الفارق بين أشعارك الملقاة بمصاحبة موسيقاك وقصائدك المغناة؟
هو الفارق بين اللونين، فالشعر الملقى متحرر من الغناء، والغناء بالطبع يحتاجه الناس، فقدمت 6 قصائد من أشعاري وموسيقاي غنتها المطربة سناء نبيل حفيدة شقيقة كوكب الشرق أم كلثوم، وكذلك غنت لي السوبرانو علياء الباسوسي ثلاث قصائد، وغنى لي الشيخ إيهاب يونس قصيدتين.
• هل هناك جديد فى الطريق؟
انتهيت من تسجيل عدة قصائد يغنيها مطرب الأوبرا مصطفى محمود، وكذلك عدة قصائد جديدة ملقاة بمصاحبة وموسيقاي، وقصيدتان جديدتان أبحث لهما عن صوت نسائي ملائم.
• كيف ترى الفارق بين الشعر والموسيقى من خلال ممارستك؟
أرى معان فلسفة منها أن الشعر يشير بالعبارة، والموسيقى تعبر بالإشارة، الشعر أشبه بتشبيه مرئي لما هو لا مرئي، والموسيقى تشبيه لا مرئي لما هو مرئي، وكلاهما الشعر والموسيقى يتبعان مبدءًا واحدًا هو التعاقب الزمني.
• كيف ترى حال الغناء اليوم، وما هي طرق الخلاص من فوضاه؟
غناء المهرجانات اليوم هو خطاب سياسي على قدر أصحابه، والفن الجيد يحتاج إلى دعم الحكومة وأجهزة الإعلام التي تغفل عادة عن دور الفن الجيد في صناعة الهمم وتحفيز القدرات الإيجابية لدى الشعوب التي تقاس حضارتها بمدى فنها.
• ما رأيك في القصائد التى ظهرت خلال الفترة الأخيرة؟
ما سمعته لا يرقى لمستوى إبداعى مقبول.
• كيف ترى الفارق بين المتنبي وشوقي ومن احتل إمارة الشعر بعده، وكيف ترى قصائده المغناة؟
المتنبي هو صوت الحكمة بينما شوقي صوت المنطق.
والذي أراه احتل مكانة مرموقة بعد شوقي هو بشارة الخوري الذي مدحه يوم تنصيبه بإمارة الشعر بالقصيدة التي تقول مطلعها:
قف في ربى الخُلد واهتف باسم شاعره..
فسدرة المنتهى أدنى منابره..
وما أراه من جميل في قصائد شوقي المغناة هو ما لحنه عبد الوهاب وليس السنباطي أو غيره.
|