القاهرة 12 ابريل 2022 الساعة 12:05 م
حاورتها: سماح عبد السلام
انشغال الفنانة التشكيلية سوزي عرفة بالخامة والبحث في ماهيتها دفعها للبحث والتجريب، لتقدم أعمالا فنية بدأتها في صورة لعب واختبار لنجاح منتجها، الذي جاء كثير منه في صورة أعمال معاد تدويرها، تنوعت بين الرسم على الخشب والزلط والكارتون، بأسلوب فني يترواح بين التعبيري والتجريدي، وعندما لاقت قبولا قررت إقامة معرضها "إحياء".. ومن ثم كان لنا هذا الحوار..
• استضاف جاليري أكسيس معرضك الأخير "إحياء"، فما هو الإطار العام لهذا المعرض؟
جاءت فكرة معرض "إحياء" بصورة تلقائية، واحترامًا للخامة، فكرت في بدايات الخشب كشجرة في البداية، والزلطة شيء مختلف التكوين، وكان لدي كارتون بالبيت وجدت أن هذه المادة وسيط فني قابل لتقديم عمل فني، وبالتالي رسمت لوحات على هذا الوسيط، وسأظل أحترم كل خامة أراها من منطلق قناعتي بأن لكل خامة جماليتها الخاصة. بدأت أرى في الخامات أشكالا فنية قد تكون تمساحا أو جبلا أو بيتا، كل شيء كان يمنحني دافعًا للعمل نظرا للرؤية الفنية التي رأيتها فيه.
• قدم عدة فنانين بارزين أعمالاً فنية على خامات معاد تدويرها.. هل اطلعت على تجارب سابقة فى هذا الإطار؟ وهل تخوفت من المقارنة معهم؟
لم أخش مقارنتي بأحد، لأنني عندما قررت تقديم هذه الأعمال لم أفكر في عرضها، كانت أعمالا تلقائية، وكنت أنفذها وأقوم بركنها. مكثت طوال فصل الصيف أرسم على الزلط على شاطئ البحر، وأتركها بمكانها، وعندما أعود لا أجد هذه الأعمال وكنت أفرح بذلك، وتحول الأمر إلى لعبة بيني وبين الغائب، بمعنى أنني أرسم أشياء وأختبر هل أجدها أم لا؟
كان بداخلي حب للخامة، كل خامة لها تاريخ. حتى البرميل الذي استخدمه العمال وعندما أصابه الصدأ تركوه، رأيت في هذا البرميل لقطة جميلة حتى في الصدأ، تخيلته كفانس للرسم عليه، حتى أنني لم أقرر الرسم ولكنه الأمر تلقائي، لذلك لم أخش من المقارنة، وكنت أنشر أعمالي على الفيسبوك، وفوجئت بطلب قاعة "أكسيس" لعمل المعرض.
• وماذا عن اللوحات وخاماتها المتباينة؟
بداخلي شيء لا أستطيع تفسيره فخرج عبر اللوحات. كنت أعيش حدوتة مع نفسي لا أستطيع قولها فخرجت في اللوحات، لا أستطيع القول إن هناك موضوعا محددا في اللوحة، كنت أعيش في العمل حدوتة بيني وبين نفسي لكي أقدم لوحة من الاتجاه التجريدي، قدمت علاقات وتركيبات لونية.
• ما هي خطوط اللون الأساسية التي تنطلقين من خلالها؟
لا أستطيع تحديد خطوط ألوان معينة، ولكني أعمل بشكل يعتمد على التدفق التلقائي والانفعال الوقتي بالتعامل مع العمل الفني، كما أستخدم خامات مختلفة ومختلطة، والهدف الأساسي هو الأحساس بالعمل بشكل تلقائي صادق أيا كانت المفردات التي أرسمها.
• ولماذا حل اللون البنفسجي بشكل كبير مقارنة بالألوان الأخرى؟
لأنه لون يحمل تحديا كبيرا، لون غير محايد، رغم أنني لا أحب هذا اللون كثيرًا، ولكنه يدفعني للتفكير في آلية المزج بينه وبين ألوان أخرى.
|