القاهرة 17 مارس 2022 الساعة 01:09 م
كتبت: إيمان السباعي
في ذكرى رحيله الأولى، التي توافق 18 مارس 2021 ، احتفى منتدى ثقافة وإبداع، الذي يقام تحت رعاية صندوق التنمية الثقافية ويشرف عليه الكاتب الصحفي طارق الطاهر، بالدكتور شاكر عبد الحميد أستاذ علم نفس الأدب، الناقد والأكاديمي والمترجم ووزير الثقافة الأسبق، كان شاكر عبد الحميد مشروعًا كاملا لمثقف حيوي لم يترك مجالا يبحث عن ماهية الفنون إلا وجرب أن يغامر في رحلة اكتشافه، ورغم أهمية منصبه وزيرا للثقافة إلا إنه من بين قليلين حازوا مكانة علمية كبيرة ومحبة عظيمة في قلوب تلاميذه الكثيرين ليس فقط على مقاعد الدراسة ولكن كل من تابع "شاكر" مشاريعهم الأدبية أو دلهم في طريق البحث العلمي في مجال كان من رواده ، المكانتان:علمية وإنسانية، كانتا أكبر من منصبه المهم كوزير للثقافة، احتشدت قاعة الاحتفاء بذكراه، بمحبيه وزملائه وطلابه ومن قرأ مؤلفاته الفريدة وترجماته المهمة.
بدأ الحديث عنه الدكتور أيمن عامر رئيس قسم علم النفس بكلية الآداب جامعة القاهرة متحدثا عن تفرده في مجاله العلمي وواصفًا إياه بالثائر إذ كان يتقبل الآراء كلها، كان موسوعيًا ومنفتحًا لغته العربية عندما يتحدث تثير دهشة المستمعين لتجد من يسأل هل هو متخصص في علم النفس، أم متخصص في اللغة العربية؟
أما الناقد والباحث والكاتب أحمد سراج فطاف بنا حول مشروعه لنصل إلى قلب أهم مؤلفاته المتنوعة وطرح أسئلة مهمة إن كان الراحل القدير يكتب منذ البداية باختياره عناوين عشوائية أم كانت له رؤية واضحة عن مشروع أراد أن يتمّه، وتساءل سراج: "مشروع عبد الحميد كان يتساءل بشكل دائم، هل هناك وسيلة لتطوير الثقافة العربية؟وهل يمكن الوصول إلى هذه الوسيلة من خلال دراسات السابقين (تاريخيًّا وحضاريًّا)وهل صاغ عبد الحميد إجابته (مجمعةً مبلورةً مجلوةً)؟". الإجابة تكشفت بعد استعراض سراج لمؤلف شاكر عبد الحميد"الفن وتطور العلاقات الإنسانية"، هذا الكتاب الذي تحدث فيه شاكر عن نهضة مصر وروح المكان مدافعا عن استلابها ومستشهدا بكلمات صاحب تمثال نهضة مصر محمود مختار. واختتم سراج قراءته عن مشروع شاكر عبد الحميد ب:"ما يمكن اعتباره حجر الزاوية في فكر شاكر عبد الحميد هو أن: لمصر روحٌ فريدة، تراكمت عبر العصور، والفن المصري من أهم حراس هذه الروح، إضافة إلى قدرته على أن يكون قوة ناعمة مؤثرة، وعنصرًا فعالا في الصناعات الثقافية، وأن الفن المصري - بمفهومه الواسع - قادرٌ على قهر الغرابة والاستبداد والتطرف والإرهاب، وقادرٌ في الوقت نفسه على تطوير المجتمع المصري، واستمرار روح مصر الفريدة"
قدم عديدٌ من المثقفين والمبدعين الذين رافقوا الراحل في رحلة حياته شهادات عنه منهم الدكتور خالد أبو الليل أستاذ بكلية الاداب جامعة القاهرة، والدكتور عماد مطاوع ، والكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، والناقد الدكتور محمد سليم شوشة وغيرهم. واختتم الكاتب الصحفي طارق الطاهر اللقاء بأن هذا الاحتفاء ليس احتفاء به في غيابه بل تأكيدًا على حضوره الدائم لذا يعتبر لقاء هذا العام مفتتحًا لتناول مشروع شاكر عبد الحميد كاملًا بما يليق بمشواره وقيمته العلمية والأدبية
|