القاهرة 17 يونيو 2021 الساعة 01:30 م
حوار: شيماء عبد الناصر
صدرت مؤخرًا المجموعة القصصية "ما تبقى من أنوثتها" للكاتبة الشابة هبة سالم عن دار كتبنا، وكان لمصر المحروسة معها هذا الحوار للتعرف عليها أكثر وعلى مجموعتها القصصية "ما تبقى من أنوثتها".
• عرفينا على نفسك.. من هي هبة سالم؟
ولدت بمحافظة الشرقية من أصل صعيدي، فأبي من محافظة سوهاج، وحصلت على الليسانس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية من كلية دار العلوم بالفيوم عام 2009، وعينت معلمة للغة العربية بمدرسة لغات ضمن تعيين أوائل الخريجين 2012، ثم في 2014 حصلت على الماجستير في الأدب من كلية الألسن قسم اللغة العربية جامعة عين شمس بتقدير ممتاز، وشرفت عظيم الشرف بإشراف أستاذي الجليل الدكتور سيد محمد السيد قطب (أستاذ الأدب والنقد بالكلية) على رسالتي للماجستير، وأدين له بالفضل دائما وأبدا بعد الله فقد كان يفتح لي آفاقا جديدة في النقد، وكانت ثقته في تدفعني لأن أكتب وأبدع ما حييت، وكانت تشاركه في ذلك أستاذتي الدكتورة أميمة عبد الرحمن خشبة أستاذة النقد والأدب نفس القسم، وكانت نصوصها النقدية إبداع في ذاتها، تفيدني وتفيد كل تلاميذها، لذا آثرت أن أكمل معها دراستي للدكتوراة.
وكنت أيضا حريصة على الحفاظ على عملي في المدرسة قدر جهدي، فقد حصلت على الكثير من الدورات التدريبية التنموية التي تعمل على الارتقاء بمستواي وأدواتي بوصفي معلمة في القرن العشرين، عصر التحول الرقمي والتكنولوجيا التي كل يوم تخرج لنا الجديد.
• كيف اكتشفت موهبة الكتابة وما آلياتك لتطويرها؟
اكتشفت حبي للآداب منذ المرحلة الثانوية، فقد كانت حكايات ألف ليلة وليلة رفيقتي في وقت فراغي، وخاصة قبل النوم، وكذا كليلة ودمنة، وكنت بعد الانتهاء من القراءة أمسك قلما وورقة وأبدأ في الكتابة من حيث انتهت القصة التي قرأتها، وتعددت الكتابات وتنوعت وكانت أشبه ما يكون بالخاطرة القصصية، إلى أن أخذت من تشجيعات أساتذتي في المدرسة دافعا لأن أكتب أكثر وأكثر، وبالتحاقي بدار العلوم وسعة الاطلاع وقفت على عتبات كتابة القصة القصيرة، وكنت أعرضها على أستاذي الدكتور عبد المنعم أبو زيد (أستاذ الأدب بالكلية) فكانت كلماته وما زالت تتردد على مسامعي وهي كلمات كلها تشجيع وتحفيز، وكذلك الدكتور محمد حسن عبد الله الناقد والعلامة الكبير كان سببا في أن أشعر في تلك السن المبكرة أنني بذرة لكاتبة طالما طمحت لأن أكونها، ومن الأساتذة الشباب الذين كانوا يقرؤون لي ويحفزوني على مواصلة الكتابة الدكتور محمد سليم شوشة، وفي محاولة لتطوير مهاراتي التحقت بالدراسات العليا في الأدب كما ذكرت سلفا.
والقراءة المستمرة والمتنوعة من أهم آليات الكاتب ليطوّر من مهاراته وآلياته الكتابية، لذلك قرأت للعديد من الأدباء العرب وغيرهم مثل: نجيب محفوظ، والغيطاني، ويوسف القعيد، ويوسف إدريس، وشكسبير، وفيكتور هوجو، وكافكا، وجورج أوريل، وغيرهم..
• ما هو رأيك في المرأة الكاتبة، وما هي الصعوبات التي تواجهها؟
المرأة الكاتبة مثلها مثل الرجل الكاتب تحمل على عاتقها صراعات مجتمعها وطموحاته، تحاول جاهدة نقل الواقع والتعبير عنه بقلمها محاولة تحسينه، والتعبير عما لا يستطيع الآخرون التعبير عنه وتوضيحه.
وتقابلها صعوبات كثيرة، فهي الأم أو العاملة، أو المرتبطة بأسرة هي كيانها وأساسها، وهذا كله يحتاج لطاقات وأوقات هي في حاجة لها لتسير جنبا إلى جنب مع موهبتها وإبداعها.
ومن الكاتبات اللاتي أحب إبداعهن وقلمهن، د. رضوى عاشور، د. ميرال الطحاوي، د. ريم البسيوني، مي مرسال، نورا ناجي، إليف شافاق، وغيرهن من المبدعات الرائعات.
• حدثينا باستفاضة عن مجموعتك القصصية "ما تبقى من أنوثتها"..
هي أولى أعمالي الأدبية المنشورة، مزجت فيها بين الواقعي والمتخيل، معطية للذات الأنثى وصراعتها نصيب الأسد من القصص، وعددها إحدى وعشرون قصة، فالأنثى حاضرة في الفضاء القصصي على طول الخط، هي الأم، والعاشقة، والمقيدة بقيد من يأس، والأديبة التي تتصارع مع حظزيوس، وهي العصفورة بلا جناحين.
والآخر الرجل حاضر أيضا، فالحياة لا تسير بدون الآخر، والكون لا يقوم على المؤنث وحده.
• وماذا عن تجربتك في النقد الأدبي؟
هو تخصصي في الدراسات العليا، وأنا الآن أتناول دراسة مجموعة روايات عربية تربطهم روابط موضوعية بآليات النقد الثقافي، وهذا ما سأفصح عنه بعد الانتهاء من الدكتوراة بإذن الله، كما أن لي عدد من الأبحاث فيه، منها ما هو منشور ومنها ما هو تحت النشر.
• ما هي مشروعاتك المستقبلية أدبيا وأكاديميا؟
كتبت مجموعة قصصية أخرى تحت النشر، وأراجع روايتي الأولى الآن، وسيظهران للنور في القريب بإذن الله، وفي المطبعة كتابي النقدي، وقد كان أطروحتي للماجستير، ويصدر أيضا عن دار كتبنا التي تعاقدت معها عليه منذ شهور، وهو بعنوان: " توظيف الشعر في الخبر القصصي في القرن الرابع الهجري"، وقد تناولت فيه دراسة عدد كبير من كتب القرن الرابع الهجري التي تناولت الخبر القصصي، موضحة كيف وظف الكاتب العربي التراثي البيت الشعري في سياق سرده للخبر متبعة المنهج الشكلي في دراسة هذا التداخل بين النصوص، وسعدت غاية السعادة بتقديم أستاذي د. سيد محمد السيد له، وهو دائم الدعم لتلامذته فجزاه الله عني وعنهم خيرا، وأهديه وأسرته الجميلة نجاحي، كما والديّ.