القاهرة 08 يونيو 2021 الساعة 10:17 ص
بقلم: محمد إمام
اجتمع عاملنا "جد خنسو إيو إف عنخ" مع أبنائه يلقنهم ما تعلمه من تعاليم، ويصحح لهم مفاهيم وشائعات مغلوطة ستنتشر مستقبلا عنهم وعن آبائهم وأبنائهم وما يتبعون إلا الظن وما تهوى أنفسهم وليس الحق المبين.
انتبه أبناؤه جميعا فقد جذب انتباههم ما سيقال عنهم مستقبلا من أحفادهم، قال لهم أبوهم سيلصق فيكم الناس كل فخر وازدهار وسيبعدون عنكم كل نقيصة، وسيباهون بكم الأمم، ولكن بعضهم سينسب لكم ما سيعتبره البعض نقيصة فى زمنهم وشيئا عاديا في زمنكم.
السحر:
سيعتقد أحفادكم في المستقبل أننا جميعا بارعون في السحر، سيقولونها في المطلق هكذا - الفراعنة برعوا في السحر - وسيستدلون بكلام منزل من الإله عما دار بين نبي الله موسي وسحرة فرعون، ولكنهم - باستثناء الدارسيين المتخصصين - لا يعرفون أن السحر جزء لا يتجزأ من المجتمعات، يمارسه البعض وليس العموم، فهم في زمنهم سيجدون من يدعي السحر ومنهم من يمارسه وليس عموم الناس.
وبسبب السحر سيعتقدون أيضا أننا سخرنا الجان والمردة لحماية مقابرنا وما تحتويه من مقتنيات، وأن السحرة ألقوا من التعاويذ ما سيلحق الأذى بمن يقتحمها وهذا إفك مبين، فمقابرنا كما تعلمون وضعنا فيها مناظر من حياتنا ومعتقداتنا الدينية وما نعتقد أننا سنسخدمه في حياتنا في نعيم العالم الآخر، هذه المقتنيات ليس لها قيمة كبيرة حاليا، ولكن في وقتهم ستساوى الملايين مما سيسمونه نقودا والتي ستكون بديلا عن المقايضة.
وليتهم يعلمون أننا لسنا كذلك، فليس جميعنا سحرة ولم نسخر جان ليحمي مقابرنا أو يبني مكاننا، فإذا كان ما يدعونه صحيحا فلم استغرق بناء هرم الملك خوفو 20 عاما والطريق الصاعد ما بين معبد الوادي ومعبده الجنزي 10 سنوات، فهذا كذب وافتراء.
الملابس:
اعتدل في جلسته معدلا من ثيابه ليشعر براحة أكبر، أما الافتراء الثاني أن منهم من سيعتقد أننا لم نكن نرتدي ملابس ساترة، فرجالنا ارتدوا النقبة القصيرة التي تشبه في عصرهم الجونلة - الجيبة - أما النساء فكن شبه عاريات لا يغطين صدورهن، وهذا بهتان آخر، فكما ترون أننا جميعا نرتدى ملابس محتشمة، فكما سيقول مؤرخ يسمى هيرودت أنه وجد في مصر الحياء والحشمة، وربما جاء الخلط عندهم لما سيرونه من مناظر لنا في المقابر والمعابد، حيث نرتدى النقبة القصيرة والنساء الملابس الكاشفة وكأننا لا نشعر بالبرد، وهذا سببه قواعد النقش والتصوير التي فرضت علينا أسلوبا معينا تماشى مع نماذج أجدادنا في عصور ما قبل التاريخ حيث صوروا أنفسهم هكذا ومع قدمه أخذ شيئا من العادة والتقديس.
لسنا أصحاب حضارة:
ومن الناس من سينسب لنا الوصول إلى القمر، ومنهم من سيقول أننا لسنا أصحاب هذه الحضارة بل هي لقوم ثمود، وأصحاب هذا القول يستدلون بآية في القرآن تقول "وثمود الذين جابوا الصخر بالواد وفرعون ذي الأوتاد" فربطوا بين قوم ثمود وفرعون ولم يلحظوا واو العطف التي تفيد التعدد في معرض الآية، فهؤلاء قوم وفرعون على رأس قوم آخرين.
وبسبب فرعون سيطلقون علينا فراعنة، ولكن اسمنا المصريين القدماء، وبالمناسبة فرعون سيدنا موسى ليس رمسيس الثاني وهو ما سنتكلم عنه في مقال آخر.